يصادف اليوم ذكرى ميلاد أحمد بن طولون، الأمير الذي أسّس الدولة الطولونية في مصر والشام، وتولى حكم مصر تحت وصاية الدولة العباسية قبل أن يتحوّل إلى استقلالها عن الخلافة العباسية.. ويُعتبر بن طولون أول حاكم يحقق استقلالًا فعليًا لمصر.. حيث نجح في القضاء على الحركات المعارضة له وتوسع نفوذه باتجاه الشام بعد تكليفه من قبل الخليفة بإخماد الثورات في تلك المنطقة.
[[system-code:ad:autoads]]
وقام بن طولون بإنشاء مدينة القطائع، التي كانت عاصمة دولته.. وقد بنى مسجدًا يحمل اسمه، مسجد أحمد بن طولون، وقد تم إنشاؤه في عام 877 ميلادية واكتمل بناؤه في عام 879 ميلادية..و يمتد المسجد على مساحة 6 أفدنة، ما يعادل 25,200 متر مربع، ويبلغ طوله 138 مترًا. بلغت تكلفة بناء المسجد 120 ألف دينار منذ صغره، كان بن طولون معروفًا بحفظه للدين والالتزام الديني.
وفاة أحمد بن طولون
توفي أحمد بن طولون، الحاكم الذي حكم مصر والشام والثغور الشامية، نتيجة لأحداث تتعلق بـ "بازمار الخادم".
تمكّن هذا الشخص من الاستيلاء على حكم مدينة طرطوس، التي كانت تابعة لسلطان ابن طولون، قبض على نائب ابن طولون في طرطوس وعصاه، وبدأت بينهما خلافات. فردّ أحمد بن طولون على ذلك بجمع قواته العسكرية والتوجه نحو طرطوس.
وعند وصوله، حاول كاتبه وراسله إقناعه بالتفاوض، لكنه لم يلتفت لرسالته.. وقام ابن طولون بمُهاجمته وحصاره بنفسه، بازمار الخادم اقتحم موقع قوات ابن طولون عبر نهر المدينة، وكانت حياة الناس في خطر شديد.
غادر أحمد بن طولون المكان بحالة من الغضب والحنق، وأرسل رسالة إلى بازمار قائلاً: "لم أغادر إلا خوفاً من أن تتعرض هذه المنطقة المقدسة للاستغلال من قبل العدو".. عندما عاد إلى أنطاكية، تناول لبن الجاموس بكميات كبيرة، فتعرّض لتسمّم منه وأصيب بحمى.. حاول الأطباء علاجه، لكن العلاج لم يكن فعّالاً، وانتهت حياته.