شهدت السنوات الأخيرة تقارباً وتنسيقًا وثيقًا بين كل من الدولتين الشقيقتينمصر والإماراتالعربية المتحدة حيال القضايا الرئيسة في المنطقة، مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية والليبية واليمنية والسورية والسودانية وغيرها، وهناك تقارب كبير في الرؤى والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية.
الرئيس السيسي في زيارة إلى الإمارات
وفي هذا السياق، توجهالرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، في زيارة يلتقي خلالها مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، فضلاً عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة.
[[system-code:ad:autoads]]
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الزيارة تأتي في إطار خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية وما يربط بين الدولتين من علاقات تعاون وتنسيق على جميع الأصعدة.
ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور إكرام بدر الدين،إن العلاقات المصرية الإماراتية هي علاقات وثيقة ويمتد عمرها لأكثر من 50 عاماً، موضحاً أن العلاقات بين مصر والإمارات مميزة ووطيدة ولها أساس تاريخي يؤثر بشكل إيجابي على المنطقة العربية، ولفت إلى أن مصر كانت من أولى الدول التي اعترفت بدولة الإمارات العربية المتحدة عقب إنشائها وتبادلت معها التمثيل الدبلوماسي.
وأضاف بدر الدين في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن البلدين يجمعهما علاقات قوية مستمرة وبينهما ملفات مشتركة عدة، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين تغطي جوانب هامة عدة منها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والأمنية، بالإضافة إلى الكثير من الاستثمارات، لافتًا إلى أن هناك تقاربا كبيرا في المواقف والرؤى بين البلدين سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، كما أن هناك درجة كبيرة من التقارب على مستوى القيادة في الدولتين إذ تعقد اللقاءات بينهما باستمرار وتتوالى الزيارات المتبادلة.
وأشار إلى أن الدولتين حريصتان على التشاور والتنسيق المشترك في كافة القضايا، لافتاً إلى أن هناك تحديات تحيط بالمنطقة مما يزيد من ضرورة وأهمية التشاور، مضيفاً أن مصر والإمارات يجمعهما قدر كبير من التنسيق وإدارة الملفات المشتركة.
وتعد العلاقات المصرية ـ الإماراتية، علاقات عميقة الجذور قائمة على الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها وتشهدها المنطقة؛ حيث يحظى البلدان بحضور ومكانة دولية، بخاصة مع ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة ومواقف واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام، ودعم جهود استقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
ويدعم كل من الإمارات ومصر بعضهما البعض في العديد من المواقف سواء الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، وهناك تطابق في الرؤى والأفكار بين قيادة البلدين.
ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعتبرالعلاقات المصرية الإماراتيةنموذجاً يجب أن تستند إليه العلاقات العربية؛ حيث يحافظ البلدان على علاقات وثيقة مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل والمصالح المشتركة التي تكون دائمًا على أفضل المستويات وتتطور بمعدل غير مسبوق.
وأدت العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين إلى زيادة التعاون، بخاصة على المستويات الاقتصادية المختلفة.
ونتيجة لذلك، تحتل الإمارات المرتبة الأولى بين الدول العربية والأجنبية المستثمرة في مصر، وفي هذا الإطار، زار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، دولة الإمارات العربية الشقيقة، والتقى في مقر إقامته بعدد من كبار مستثمري دولة الإمارات، واستقبل حينها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وتحدثا للإعلان عن "الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة" بين دولة الإمارات والأردن ومصر.
من ناحية أخرى، شهدت الفترة الأخيرة توقيع عدد من الاتفاقيات التي تهدف إلى زيادة الفرص الاستثمارية في مصر، ومنها: عقد قمة مصرية ـ إماراتية، تتوج الشراكة الإستراتيجية القوية بين البلدين، وتشهد مباحثات بين الجانبين هي الثالثة خلال شهر.
ويتصدر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الاستثمارات الإماراتية في مصر بنحو 55 شركة واستثمارات تبلغ 2 مليار دولار، والقطاع التمويلي الذي تبلغ استثماراته 1.700 مليار دولار و49 شركة مؤسسة.
ويأتي القطاع الإنشائي فى المرتبة الثالثة باستثمارات 814 مليون دولار بعدد شركات مؤسسة 118 شركة، ثم الاستثمارات الصناعية بعدد شركات مؤسسة 131 شركة واستثمارات 544 مليون دولار.
وتأتي الاستثمارات في القطاع الخدمي بالمرتبة الخامسة بإجمالي 343 مليون دولار و275 شركة، تليها الاستثمارات السياحية بعدد شركات مؤسسة 48 شركة باستثمارات 260 مليون دولار، وتحتل المرتبة السابعة والأخير الاستثمارات الزراعية بقيمة 129 مليون دولار.
وتحتل الجيزة المرتبة الأولى بين محافظات الجمهورية من حيث تواجد الاستثمارات الإماراتية على الأراضى المصرية، إذ سجلت حوالى 3.205 مليار دولار، تليها محافظة القاهرة باستثمارات 1.910 مليار دولار، وتأتى محافظة الشرقية فى المرتبة الثالثة بإجمالى استثمارات 249 مليون دولار.
العلاقات المصرية الإماراتية
ارتفع عدد اللقاءات والقمم التي اشترك بها الزعيمان السيسي ومحمد بن زايد خلال 9 سنوات لأكثر من 40 لقاء وقمة، بينها 8 لقاءات وقمم جمعتهما منذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مقاليد الحكم في 14 مايو الماضي.
يأتي ذلك بالإضافة إلى 13 لقاء قمة جمعت الزعيمين خلال عام 2022، التي كان آخرها قمة الأمم المتحدة للتغيرات المناخية cop 27التي استضافتها مصر نوفمبر المنصرم في مدينة شرم الشيخ، وتتسلم الإمارات رئاستها من مصر بـcop 28 الأمر الذي يبرز قوة العلاقات بين البلدين.
كما ألقت تلك القمم واللقاءات بظلالها على مستوى العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة لتنقلها إلى مراحل متقدمة، وهو ما أسهم في تعزيز حضورهما، كأحد أهم اللاعبين الأساسيين في المنطقة على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
13مارس 2014: قام المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي آنذاك، رافقه عدد من كبار قادة القوات المسلحة، بزيارة إلى الإمارات التقى خلالها كبار المسئولين في دولة الإمارات. وشهد المرحلة النهائية للمناورة المصرية الإماراتية "زايد 1".
18يناير 2015: قام الرئيس السيسى بزيارة للإمارات للمشاركة فى أعمال القمة العالمية لطاقة المستقبل، استقبله خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. بحث الجانبان مُجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وسبل تعزيز وحدة الصف العربى لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، وأهمية تضافر الجهود الدولية للقضاء على العنف والإرهاب، وقد تسلم الرئيس السيسي جائزة زايد الفخرية لطاقة المستقبل، من محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس وزراء حاكم دبي.
27أكتوبر 2015: قام الرئيس السيسي بزيارة للإمارات، استقبله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. تطرق اللقاء إلى أهمية متابعة الجهود المشتركة لمُكافحة الإرهاب وتَدارك الأوضاع الأمنية في عدد من الدول العربية، وبحث الجانبان عددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المُشترك، ولاسيما فيما يتعلق بالأزمات في سوريا، وليبيا، واليمن، وسُبل التعامل مع تداعياتها على الأمن العربي الجماعي.
2ديسمبر 2016: قام الرئيس السيسى بزيارة للإمارات للمُشاركة فى احتفالات الدولة باليوم الوطني الخامس والأربعين. التقى الرئيس السيسي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة. تطرقت المباحثات إلى سُبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
4مايو 2017: استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، الرئيس السيسي لدى وصوله دولة الإمارات؛ حيث عقد الجانبان جلسة مباحثات ثنائية بحثا خلالها تعزيز أطُر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين.
25سبتمبر 2017: قام الرئيس السيسى بزيارة للإمارات، التقى السيسى مع قيادات الإمارات، بحث الجانبان العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين. فضلاً عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك.
24أبريل 2021: تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي مُستقبلي ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، الذي وصل إلى القاهرة في زيارة رسمية قصيرة لبضع ساعات؛ حيث عقد الزعيمان جلسة مُباحثات.
وفي أغسطس 2022: استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمطار العلمين، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الشقيقة، الذي حل ضيفاً عزيزًا على مصر.
وفى أبريل 2023: أجريت مباحثات بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الإماراتى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فى القاهرة، والتى تعكس حرص البلدين على تعزيز أواصر العلاقات التاريخية، وتجسد سعيهما الدائم لدفع أوجه التنمية الشاملة، وتؤكد وحدة رؤى البلدين اللذين يعدان عنصر استقرار إقليمي، في تعزيز الأمن والسلام، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ومواجهة التحديات المشتركة لضمان مستقبل أفضل لشعوب المنطقة والعالم.