الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية الاحتفال بالمولد النبوي من العصر الفاطمي حتى الآن

احتفالات المولد النبوي
احتفالات المولد النبوي

يُعتبر الفاطميون أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف، خاصة في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله بعد دخوله مصر في عام 969 للميلاد.

ويعد إحتفال المولد النبوي أحد أهم الاحتفالات الاسلامية الموجودة فى مصر ويحتفل المصريون بعيد المولد النبوى فى 12 ربيع الأول وأحد أكبر المناسبات الدينية حيوية وبهجة فى كافة المستويات الشعبية.


وعرف عن المصريون حبهم للاحتفالات الدينية و بدأ الاحتفال بالمولد النبوى مع دخول الفاطميين مصر، واعتاد الفاطميون الاحتفال بهذه المناسبة والإفراط فى صنع الحلوى بأشكالها المختلفة كالطيور والقطط والخيول والعرائس "عروسة المولد".

 وأسس الفاطميون نظاماً يهدف إلى تخزين جميع المواد التموينية من سمن وسكر وزيت ودقيق، لصناعة الحلوى التي كانت توزع بأمر الخليفة على جميع طبقات الشعب فى جميع المناسبات الدينية وبصفة خاصة المولد النبوى.

 الدولة العثمانية
في عهد الخلافة العثمانية تم الاحتفال كذلك بالمولد النبوي، فقد أولى السلاطين العثمانيون جميع الأعياد والمناسبات الدينية المعروفة لدى المسلمين، اهتماماً بالغاً.

وكان الاحتفال الرئيسي يتم في أحد الجوامع الكبيرة التي يختارها السلطان، إذ يحضر رجال الدولة وعلماؤها إلى باب الجامع مرتدين ألبستهم الرسمية التشريفية، وعلى صدورهم الأوسمة، ثم يقفون في صفوف انتظاراً للسلطان.

ويصل السلطان إلى الجامع راكباً جواداً من خيرة الجياد بسرج من الذهب الخالص، وحوله موكب فخم، وقد رُفعت فيه الأعلام.

إذ يبدأ الاحتفال بقراءة القرآن، ثم قراءة قصة مولد النبي محمد، تليها قراءة كتاب "دلائل الخيرات" في الصلاة على النبي، ثم ينتظم بعض المشايخ في حلقات الذكر، فينشد المنشدون وترتفع الأصوات بالصلاة على النبي، وذلك كله في الليلة السابقة للثاني عشر من ربيع الأول، وفي صباح يوم المولد يفِد كبار الدولة، على اختلاف رتبهم؛ لتهنئة السلطان.

وكانت الاحتفالات مختلفة عما هي عليه اليوم، وكانت تقتصر على توزيع الحلوى والصدقات، أما الاحتفال الرسمي فيتمثل بانضمام الناس إلى موكب قاضي القضاة، حيث يتوجه الجميع إلى جامع الأزهر.

بعد ذلك تتوجه الوفود إلى قصر الخليفة حيث تلقى الخطب، ثم يُدعى للخليفة، ويرجع الجميع إلى دورهم.

 
مظاهر الاحتفال بالمولد النبوى

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوى لم تتغير، خاصة في الريف والأحياء الشعبية في المدن الكبرى ، فمع بداية شهر ربيع أول من كل عام تُقام سرادقات كبيرة حول المساجد الكبرى كمسجد الإمام الحسين ، والسيدة زينب (رضي الله عنهما) تضم تلك الشوادر أو السرادقات زوار المولد من مختلف قرى مصر والباعة الجائلين بجميع فئاتهم وألعاب التصويب وبائعي الحلوى والأطعمة وسيركًا بدائيا يضم بعض الألعاب البهلوانية وركنا للمنشدين والمداحين، وهم فئة من المنشدين تخصصت في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم).

حلوى المولد النبوى

تعد "حلوى المولد" من المظاهر التي ينفرد بها المولد النبوي الشريف في مصر؛ حيث تنتشر في جميع محال الحلوى شوادر تعرض فيها ألوان عدة من حلوى المولد على رأسها السمسمية والحمصية والجوزية والبسيمة والفولية والملبن المحشو بالمكسرات.

كما تصنع من الحلوى بعض لعب الأطفال التي تؤكل بعد انتهاء يوم المولد وهي عروس المولد للبنات والحصان للأولاد وقد ارتبطت ذكري المولد في وجدان جميع الأطفال المصريين على مر العصور بهذه العرائس واللعب ، و الفاطميين هم أول من بدأ في صنع العروس من الحلوى في المولد.


عروس المولد

وهي تصنع من السكر على هيئة حلوى منفوخة وتجمل بالأصباغ، ويداها توضعان في خصرها وتزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها ،وعروس المولد مصرية خالصة.و تزخرف عروس المولد بزخارف رائعة وتنتشر الزهور على زى العروس وتصنع حلوى أخرى بجانب عروسة المولد على شكل حيوانات ومنها" الحصان ، الجمل "
ولكن الان ومع انتشارالوعى الصحى  لدى الناس فقد ظهرت عروس المولد في صورة جديدة فقد تم صنعها من البلاستيك وتزين بالأقمشة الشفافة الملونة والمراوح الخلفية بأشكال وأحجام متعددة، وتتميز بأنها عملية؛ فهي أطول عمرًا ولا تتعرض للكسر، ولا تؤكل فتعرض صحة الأطفال للأضرار التي كشفها الأطباء .