الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحرك مصري جديد لدعم السودان.. وهذا ما جاء في اتصال شكري وبلينكن؟

بلينكن وسامح شكري
بلينكن وسامح شكري

تتفق  الولايات المتحدة الأمريكية ومصر في الرؤى وتتطابق الأفكار حول عدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية الهامة، حيث ترى واشنطن العاصمة المصرية القاهرة مفتاحا لحل أزمات المنطقة، وأنها الشقيقة الكبرى لكافة دول الجوار العربي خاصة فلسطين وليبيا واليمن والسودان.

أزمة السودان وليبيا

وتلقى  سامح شكري وزير الخارجية اتصالا هاتفيا الخميس من وزير خارجية الولايات المتحدة "أنتوني بلينكن"، بحسب ما صرح به السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن الوزيرين أكدا خلال الاتصال على متانة العلاقات الأمريكية المصرية واستراتيجيتها وأهميتها لكل طرف، سواء علي المستوى الثنائى، وعلى المستويين الإقليمي والدولي، كما تم التأكيد على خصوصية العلاقة التي جمعت بين البلدين على مدار عقود طويلة، والتي ترسخت عبر آليات وأطر تعاونية متعددة، اقتصادية وتنموية وسياسية وأمنية وعسكرية، وتطلعهما إلى تعزيز تلك الشراكة والارتقاء بها إلى آفاق أرحب خلال المرحلة القادمة.

وأضاف السفير أبو زيد، أن الجانبين حرصا على التشاور بشأن عدد من القضايا الإقليمية الهامة، وعلى رأسها الأزمة القائمة منذ 5 أشهر في السودان والوضع المأساوي داخل ليبيا والذي خلفه الإعصار المدمر الذي ضرب البلد العرب الشقيق.

واستعرض الوزير شكري الجهود المصرية للتعامل مع الأزمة بشقيها السياسي والإنساني، وكذا جهود  دول جوار السودان من خلال وضع الآليات التنفيذية لخطة العمل التي تم طرحها على قادة دول الجوار.

وكشف الوزير شكري اعتزام مصر الدعوة لاجتماع لوزراء خارجية دول الجوار علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الاسبوع القادم، فيما أعرب الوزير الأمريكي في هذا الإطار، عن تقدير بلاده للدور الهام الذي تضطلع به مصر في تعزيز السلم والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وإفريقيا.

كما تطرق الحديث للوضع في ليبيا وما شهدته مؤخراً من مأساة إنسانية، حيث استعرض وزير الخارجية جهود مصر الجارية من أجل دعم جهود إغاثة الشعب الليبي الشقيق والمواطنين المصريين في المناطق الليبية المنكوبة.

من جانبه، قال الخبير في الشئون الأمريكية، الدكتور أحمد سيد أحمد، إن مصر تتمتع بثقل كبير في الأجندة والسياسة الأمريكية، خاصة في التعامل مع قضايا وملفات وصراعات مهمة في المنطقة منها ما يحدث في السودان واليمن وغيرها، وينبع ذلك من العمق الاستراتيجي الذي يحكم العلاقات بين البلدين.

وأضاف سيد أحمد في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة متشابكة ومترابطة على جميع المستويات الأمنية، والاقتصادية، السياسية، مشيراً إلى أنه يوجد إطار مؤسسي يحكم هذه العلاقات دائماً ويسهم في دفعها وتطويرها للأمام.

وأكد الخبير في الشئون الأمريكية، أن هذه العلاقات شهدت طفرة كبيرة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خاصة بعد أن تسببت سياسات إدارة الرئيس باراك أوباما، في إيجاد نوع من التباعد، ولكنها لم تصل إلى مرحلة القطيعة، لأنها علاقات استراتيجية متواصلة ومستمرة، مما يعكس دائما الرؤية الأمريكية في التعاون مع مصر في القضايا والأزمات وتحقيق الأمن والسلم الإقليمي والعالمي، مضيفاً أن التنسيق المصري الأمريكي، يمثل جزءا مهما في استراتيجية التعاون مع القضايا والملفات.

تدريب النجم الساطع

واختتم قائلاً: إن اتصال الوزير بلينكن بالسفير سامح شكري، يعزز موقف مصر كشريك أساسي إقليمي للولايات المتحدة الأمريكية سواء كان في المنطقة العربية أو إفريقيا والشرق الأوسط.

وشهدت العلاقات المصرية الأمريكية الممتدة لأكثر من أربعة عقود، مراحل مُتعددة من الصعود والهبوط على المستويات السياسية والاقتصادية، إلا أن التعاون الأمني والعسكري بين القاهرة وواشنطن لم يتأثر بذلك الأمر، نتيجة خصوصية العلاقة بينهما، بالإضافة إلى التنسيق المستمر بين وزارة الدفاع المصرية والبنتاجون.

وتؤكد الولايات المتحدة دائما بأن شراكتها الدفاعية مع مصر تشكل ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي بحكم التأثير القوي للقاهرة في الإقليم ونتيجة موقعها الجغرافي أيضًا، حيث بدأت تلك العلاقة الاستراتيجية بعد توقيع مصر اتفاقية السلام مع الجانب الإسرائيلي في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتعد  تدريبات النجم الساطع من أكبر التدريبات العسكرية المشتركة في العالم، وتنفذ في مصر كل عامين، وقد بدأت لأول مرة في أكتوبر عام 1980، حيث كانت بدايتها بتنفيذ القوات البرية والمشاة والمدرعات والمدفعية بين الجانب المصري والأمريكي تدريبات مشتركة، بالإضافة مشاركة القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة من الصاعقة والمظلات في تلك التدريبات.

واتسع نطاق تدريبات النجم الساطع بين مصر والولايات المتحدة ليشمل جيوش عدد من الدول المختلفة والتي وصلت لـ 21 دولة في 2021، وبمشاركة أكثر من 30 دولة مختلفة ومنظمات وجهات عسكرية وأمنية مُتعددة.

ويهدف تدريب النجم الساطع لتبادل الخبرات والتعاون بين مختلف المدارس العسكرية المشاركة، وتتنوع العقائد العسكرية للدول المشاركة ما بين المدرسة الشرقية في القتال والمدارس الغريبة في القتال، إلا أن مصر تتميز بأنها تجمع بين المدرستين داخل صفوف جيشها.

ويتيح  تدريب النجم الساطع فرصة للدول المشاركة للاطلاع على أحدث الأسلحة والمعدات العسكرية، إذا تشارك كل دولة بأحدث المعدات التي تشملها ترسانتها العسكرية لاستخدامها في تدريبات هذه المناورة.

فـ لكل دولة مكتسبات من ذلك التدريب، فـ الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الناتو يعتبرون مناورة النجم الساطع من المناورات المهمة والأساسية لهم، لأنهم يكتسبون من خلالها خبرة القتال في المناطق الصحراوية، كما أن مصر والعديد من الدول يكتسبون معرفة الجديد فيما يخص الأسلحة الغربية والتكتيكات الجديدة فيما يخص المدرسة الغربية في القتال.