قال الكاتب سمير الفيل، إن أي ترتيب للأولويات لابد أن يأخذ في الاعتبار أن مصر دولة مركزية تحتاج للصحة والتعليم في نفس الوقت الذي تحتاج فيه إلى الثقافة والمعرفة، ووزارة الثقافة ضرورة فرضها الواقع لوضع الخطط والاستراتيجيات، وتقديم أنشطة تهدف لتنوير العقل المصري، وهو ما نحتاجه بقوة في زمن اختلاط المفاهيم وانقلاب المعايير، وضعف الهوية .
التخلص من العمالة الزائدة
وأضاف الفيل لـ صدى البلد، أن الدولة التي أنشأت المعاهد الفنية المتخصصة في دراسة التمثيل والسينما والمسرح والفنون التشكيلية والفنون الشعبية وغيرها من عناصر الثقافة، تحتاج فقط إلى تطوير الأدوات والتخلص من العمالة الزائدة وتدريب الكوادر بشكل علمي ومنهجي.
وثمن الدور الذي تلعبه الهيئة المصرية العامة للكتاب من سهير القلماوي وحتى هيثم الحاج علي، فكل وضع بصمته وجعل المعرض فرصة نادرة للتعريف بفضل الكتاب وسط مؤامرات العولمة، وتابع أنه لو سرت في طرقات معرض الكتاب ستشهد أكبر تظاهرة ثقافية في العالم بعد معرض فرنكفورت .
وتابع: ثمة كيانات مهمة جدا وناجحة منها المجلس القومي لثقافة الطفل الذي يحرص على غرس الثقافة في الصغار وجعل الكتاب مقبولا وبثمن رمزي، يلفت نظري جدا إصدارات المركز القومي للترجمة، فهو يمد مصر والمنطقة العربية بكتب عمدة مترجمة عن لغاتها الأصلية وهو جهد لا يمكن أن تقوم به سوى مؤسسة حكومية.في ظل غلاء الأوراق والأحبار.
وبالنسبة لهيئة العامة لقصور الثقافة، قال: أرى ضرورة زيادة ميزانيتها فهي تصل إلى كل قرية ونجع في الوطن، وتنشر الثقافة، غير أن حركة التعيينات محدودة مما يجعل الكوادر الثقافية غير قادرة على الالتزام بدورها .
وأردف: يوجد مكتبة الإسكندرية وهي مؤسسة قوية وفعالة وتعد مركز ثقل حضاري بمختلف أنشطتها في المنطقة.
وتابع الفيل: نحتاج إلى إعادة الاعتبار للجامعات كي تناقش الكتب المعاصرة ولا تظل غارقة في الكتب القديمة التي انتهى عصرها وفي هذا الصدد يهمني تحية جامعات نشطة في هذا المجال كجامعة المنيا ودمياط والمنوفية وطنطا فعدد كبير من أساتذتها انخرطوا في الحركة الثقافية المعاصرة، وناقشوا رسائل دكتورة وماجستير حول الأدباء المعاصرين . .
يهمني جدا أن نعود لأحياء حفلات الموسيقى في أوبرا القاهرة والإسكندرية ودمنهور ، كما يمكن ان تقوم تلك الفرق القومية بعرض أعمالها على امتداد حدود الوطن.
مشاكل المحافظات
أكد الفيل ثمة مشاكل في المحافظات فقصور الثقافة يستغرق ترميمها أو إصلاحها ضعف الزمن المحدد بسبب تعنت وزارة المالية واعتبارها الثقافة زخرفا او حلية لا ضرورة له. أضرب المثل بقصر ثقافة دمياط المتوقف عمله منذ حوالي سنتين، وأثمن الدور الذي يقوم به المجلس الأعلى للثقافة فهو لا يترك مناسبة مهمة دون أن يقوم بالاشتراك فيها واخرها مئوية فنان الشعب العظيم سيد درويش، ومن قبله احتفل برموز فنية وثقافية وتشكيلية اخرى .
وأوضح أنه بسبب تقلص الميزانيات توقف ملتقى القاهرة للرواية العربية ويمكنني القول أنه من أهم التجمعات الثقافية العربية، ففيه يجتمع كتاب ونقاد من شتى انحاء المعمورة مما يحافظ على وضع القاهرة كمنارة ثقافية.
نقطة مشتركة بين الثقافة والتعليم
قال سمير الفيل إن هناك نقطة مشتركة بين الثقافة والتعليم، وزارة التعليم لم تعد مهتمة بحصة الموسيقى في المدارس بل أن أنشطة المسرح والصحافة تكاد تكون صورية ، وهي فترة عمرية لتزويد الطفل بخبرة جمالية تستمر معه مدى الحياة ، هنا أنصح بعمل برتوكول تعاون بين الوزارتين.
وزارة الثقافة مهمة وضرورية لكننا نعتقد انه يمكن مضاعفة دورها بسلسلة من الإصلاحات التي تهدف إلى الفعالية والواقعية، وقد لفت نظري أن الاتجاه السائد هو هدم كل بناء ، ونقد كل شيء ومنها الثقافة ولو حدث تسليع للثقافة والفن فقل على الدنيا السلام.
أشاد الفيل بالأنشطة الخاصة باتحاد كتاب مصر الذي يقيم سلسلة مؤتمرات نوعية بعيدا عن قبضة المركزية ليس في القاهرة وحدها بل بالمقرات الفرعية .
كما ثمن الفيل كل جهد مدني او أهلي مثل الصالونات الخاصة كورشة الزيتون بالقاهرة ، والصالونات ذات الطبيعة الجادة، ومختبر السرديات بالقاهرة والمنصورة ودمياط.
مشروع التفرغ بحاجة إلى تصويب مساره بحيث يمنح جيل الشباب فرص أكبر للاستفادة من الشق المادي والمعنوي بطبع الكتب المجازة ..
عيوب وزارة الثقافة
أكد الفيل قد يكون هناك بعض العيوب في وزارة الثقافة مثل نمطية النشاط، وبعض الأنشطة الصورية وهو ما يحتاج إلى متابعة جادة وحسبنا أن نذكر ما شهدته العاصمة المصرية أخيرا من مهرجانات المسرح الذي أعاد القيمة للمشاركين وظهرت اجيال جديدة تعطي بحب وإخلاص، وانكار ذات .
تحتاج السينما إلى دفعة تشجيع ومؤازرة و|لا فالطريق أمامها مسدود ، وهو امر يجعلنا في حزن بالغ حيث تتسلل في مفاصل الفراغ القوى الظلامية المتربصة بالدولة المدنية العصرية.