الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل السحر يؤخر الزواج؟ .. 17 حقيقة لا يعرفها كثيرون فتؤجل أفراحهم

هل السحر يؤخر الزواج
هل السحر يؤخر الزواج

لعل سؤال هل السحر يؤخر الزواج ؟  يعد من أهم الاستفهامات التي تؤرق الكثيرون سواء من الفتيات التي تأخر زواجهن أو الشباب الذين تتوفر لديهم كل إمكانات الزواج ولا يزالون عزاب ، بل إن هذا اعتقاد الآباء الذين لا يجدون في أولادهم ولا بناتهم مانعًا للزواج، ومن ثم يطرحون سؤال هل السحر يؤخر الزواج ؟، خاصة وقد ضعفت النفوس وزادت الأسحار والأعمال وكثر المشعوذون والدجالون ، الذين يتاجرون بأحلام الناس وحاجاتهم وأرزاقهم ،  لذا دعت الحاجة إلى الوقوف على حقيقة هل السحر يؤخر الزواج ؟، لأن الزواج من أكثر الأمور التي تشغل الكثيرون .

هل السحر يؤخر الزواج

قال  الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن السحر لا يستطيع منع زواج الفتيات أو الشباب، فإن كان كذلك فهل السحر يشمل ثلث الأمة ويمنع زواجها ، منوهًا بأن نسبة من تأخر زواجهن وصلت إلى  29 %  وهي نسبة كبيرة تشكل الثلث ، وهو ما يطرح استفهام عن قوة السحر ، فهل للسحر هذه القوة التي تمكنه من تأخير زواج ثلث الأمة .

وأكد «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ( هل السحر يؤخر الزواج ؟)، أنه لا يوجد ما يسمى بأن السحر يؤخر الزواج ـ خاصة وأن كيد الشيطان كان ضعيفًا ، لما ورد بقول الله تعالى في كتابه العزيز : ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) الآية 76 من سورة النساء، مشيرًا إلى أن هذا الادعاء ضد الكتاب والسُنة النبوية الشريفة.

ونبه إلى أن ورد بالنصوص الشرعية أن السحر يؤثر بإذن الله سبحانه وتعالى، ويجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، فيجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به، والسحر يهدم هذا اليقين بالله تعالى، حيث يظن الشخص أن السحرة هم من بيدهم نفعه أو ضره ، وهذا خطأ كبير ، فقد قال الله تعالى : ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾.

وأفاد بأن الزواج من الأقدار التي يكتبها الله لكل إنسان ، فيما أن السحر لا يغير القدر، ولكن الدعاء يغيره ، فقد ورد أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: « وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ »، ومعنى أنه لا يردُّ القدرَ إلَّا الدّعاءُ ؛ ليس المرادُ به القدرَ المحتوم، فالقدرُ الذي سبقَ علمُ الله بأنَّه يكونُ: لا يردّه شيءٌ، وإنما القدرُ الذي يردهُّ الدّعاءُ هو القدرُ المرتَّب الذي جعل الله لردِّه أسبابًا ومنها الدّعاء، فأبلغُ الأسباب لدفع المكروه مثلا الدّعاءُ، فهذا فيه تعظيم شأن الدّعاء وتأثيره في دفع المقدور.

وأوضحت دار الإفتاء المصرية،  أن المصائب التي تقع للإنسان لا بد من التعامل معها بحكمة وسعي، وينبغي على المسلم أن يرضى بقضاء الله وقدره وأن يعلم الحكمة في أقدار الله، فلا ينبغي لمن تأخر زواجها أن تعلق أقدارها على السحر والحسد والجن، وكلما أخفق الإنسان في حياته سواء بسبب تقصير النفس، أو أقدار  الله، فأرجعها إلى الحسد والسحر.

وأضافت “ الإفتاء” في إجابتها عن سؤال: ( هل السحر يؤخر الزواج ؟)، أن الطريقة المثلى التي يجب على المسلم اتباعها إذا أصابه العسر ، وهي أنه لا بد للإنسان أن يدفع أقدار الله بأقدار الله، ومن أراد شيئا فعليه أن يبحث عن طريقة مشروعة وأن يسعى في طلبها، فالحاجة تفتق الحيلة، أما استسهال الأمور وتعليقها على السحر والأعمال فهذا باب من أبواب الشيطان.

هل السحر سبب تأخر الزواج

وورد عن هل السحر سبب تأخر الزواج؟، أنه مع نزول المعوذتين لم يعد هناك أي عمل ضار أو سحر أو غيره، يمكنه ان يؤذي الإنسان، مشيرا إلى الحديث النبوي الذي قال فيه النبي صلى الله عيله وسلم: «انزلت عليا اليوم سورتان ما أنزلت على نبي قبلي».

وورد أن العطلة الحقيقية للزواج، ليست بسبب السحر أو الأعمال أو غيره، بل إنها بسبب  والأوضاع المادية لبعض الشباب، والمطالب الكبيرة التي تطلب عند الزواج من الأهل، موضحا أن النفقة والشبكة وغيرها من الاتفاقات الزوجية لم يقرها الشرع أو يأمر بها، حيث قال:  «لا يوجد أي حديث أو آية تلزم بتقديم النفقة والشبكة وما إلى ذلك، فهي واحدة من عدد من الأمور التي طرأت على الأجيال في العصر الحديث، فلا حق للعروس في نفقة او شبكة او غيره».

وجاء أن السحر حقيقة واقعة، ولكنه ليس السبب الوحيد لهروب الخطَّاب، وهناك بعض هذه الأسباب ومن أهمها المشاكل الاقتصادية، ومع هذا فهو مؤثر، ولكن بإذن الله تعالى وحده، وبقدره، والسحر لا يعدو أن يكون داء، وما من داء إلا له دواء، ولا مانع أن يصاب به من يحافظ على الصلاة وقراءة القرآن، فقد أصيب به النبي صلى الله عليه وسلم لما سحره اليهود، ولكن كان أثره ضعيفا جدا، وسرعان ما تم علاجه بالقرآن، بقراءة المعوذتين، كما ورد في البخاري . نعم يؤثر السحر في قرار الفتاة المخطوبة، بل وفي قرار أهلها أحيانا، وقد يؤثر في الخاطب أيضا ويؤثر في قراره، وقد يعمل السحر بقصد تعطيل الزواج عن طريق رفض كل من يتقدم للخطبة خاصة بعد القبول في بادئ الأمر ثم الرفض المفاجئ غير المبرر . وقد قال الله تعالى في الحديث عن السحر :( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) الآية 102 من سورة البقرة .

علاج سحر تأخير الزواج

ورد أن علاج مشكلة السحر إن كانت واقعة حقا أو متوهمة هو اللجوء إلى الله تعالى، وقد جعل الله القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، قال تعالى: (  وَنُنـزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الآية 82 من سورة الإسراء، وهناك وسائل شرعية وتدابير وقائية يقوم بها من خاف السحر، وهي لا تختلف كثيرًا عمن أصيب بالسحر، وخير ما يتحصن به المرء في هذه الدنيا هو أن يستعيذ بالله تعالى، ويكثر من قراءة القرآن الكريم، وقد صدق الله حين قال: { وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخرةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا } الآية 45 من سورة الإسراء .

وينبغي على الفتاة التي تأخر زواجها الاستعانة بالوسائل الشرعية للوقاية من السحر ، والحذر من اللجوء إلى المنجمين لحل أزمة الزواج ، وعليعليها أن تعلم أن معنى العبودية لله أن يرضى المسلم بقضاء الله، وأن يرضى بمجريات القدر، وأن يلجأ إلى الله بالدعاء، وليعلم أن أمر المؤمن كله خير، وأن الزواج رزق من الله، و من يتوكل على الله فهو حسبه ويرزقه من حيث لا يحتسب . فما أفضل اللجوء إلى الله وما أحوج المهمومين والمكروبين أن يتضرعوا إلى الله عز وجل، وعليك بالأدعية التي ترفع الغم عن المسلم، ومنها ما رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله: ( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك … ) ، والمرأة تقول : ( اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك اللهم بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلفك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي ).

ويكمن علاج سحر تأخير الزواج في العقيدة الصحيحة، وأن يرد الأمر إلى نصابه؛ فالله تعالى هو المتصرف الوحيد في هذا الكون، وأنه لا يحدث في كونه شيء إلا بعلمه، وأن المخلوقات جميعا لا تملك لنفسها شيئا؛ فالناس لا تملك لأنفسها ضرا ولا نفعا، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا، والرزق والزواج من الله، وهذا كلام نقوله، ولكن يجب أن نؤمن به في نفوسنا، ولو كنا نعود لدستورنا وكلام ربنا، لما وقعنا فيما نقع فيه.

 


-