الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى الاحتلال الإنجليزي لمصر وهزيمة أحمد عرابي.. كيف حدث الأمر

صدى البلد

تحل اليوم الذكرى الـ141 لهزيمة الزعيم أحمد عرابي في معركة التل الكبير، وبداية الاحتلال البريطاني لمصر. بعد الهزيمة، دخلت قوات الاحتلال البريطاني القاهرة، واستقبلهم الخديوي توفيق. تمت معاينة القوات البريطانية واعتقال عرابي، وحُكِمَ عليه بالإعدام، لكن تم تخفيف الحكم للنفي، وانتهت الأمور بمصر تحت الاحتلال الإنجليزي.

كتاب الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي 

ووفقًا للمؤرخ عبد الرحمن الرافعي في كتابه "الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي"، بدأ الجيش البريطاني بقيادة الجنرال ولسلي التحضير للتحرك في مساء 12 سبتمبر. في الساعة 12 ظهرًا، تحركت القوات وأُعطِيَت الأوامر بإطفاء الأنوار أثناء التقدم، لكي لا يشعر العرابيون بالهجوم القادم، تقدم الجيش البريطاني بعد رجال الأسطول الذين كانوا يستخدمون الملاحة بالنجوم لتحديد مسارهم في الصحراء، ومع ذلك، كان المرشدون الفعليون للجيش هم أتباع "حزب الخديوي" وعربان الهنادي الذين اشتروا بتوجيهات من الإنجليز وتحوّلوا إلى جواسيس.

 

 

وأوضح الرافعي أيضًا في كتابه "الزعيم الثائر أحمد عرابي" أن الجيش المصري في التل الكبير، كما تقدّره الجنرال ولسلي، كان مؤلفًا من 24 طابورًا وثلاثة آلاف فارس وستة آلاف من البدو. كان عرابي يشرف على حركات القتال، لكنه لم يتولَ القيادة الفعلية التي كانت مخصصة لعلي باشا الروبي. وكانت المدافع في جيش عرابي تتراوح بين 60 إلى 70 مدفعًا. ويقول المستر بلنت: "لم يتجاوز جيش عرابي في التل الكبير عددًا يتراوح بين 10,000 و12,000 جندي، والباقون كانوا من المجندين الجدد الذين لم يسبق لهم أن أطلقوا رصاصة واحدة. وبالإضافة إلى ذلك، لم يكن الجنود الأفضل قد وجدوا في التل الكبير، بل كانوا في كفر الدوار بقيادة طلبة باشا عصمت، أو في دمياط بقيادة عبد العال باشا حلمي،أثناء المعركة، حاول الجيش المصري تصدي القوات البريطانية، ولكنهم كانوا يعانون من عدة تحديات. كان للقوات البريطانية تفوقًا في التكنولوجيا والتدريب، بالإضافة إلى الدعم الجوي الذي قدمته طائراتها. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك خلافات داخلية في صفوف الجيش المصري ونقص في التنظيم والتجهيزات.

بعد هزيمة الجيش المصري، تم اعتقال أحمد عرابي وعدد من قادة الثورة العرابية الأخرى. أدين عرابي بالمؤامرة ضد الدولة وحُكِمَ عليه بالإعدام، لكن تم تخفيف الحكم إلى النفي. تم نفي عرابي إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي حيث قضى بقية حياته في المنفى وتوفي في عام 1945.

 

مع مرور الوقت، استمرت الحركة الوطنية في مصر في النضال ضد الاحتلال البريطاني، وتصاعدت الجهود من أجل الاستقلال. في عام 1952، نجحت ثورة يوليو في الإطاحة بالنظام الملكي وإقامة جمهورية في مصر، وتم استعادة السيادة الوطنية.