صلاة الغائب مثلها مثل صلاة الجنازة يتوجه فيها الإنسان إلىالقبلة وينوي ويصلى على الغائب، والإسلام اهتم بالفرد في حياته وبعد مماته، فقد كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الإحسان إلى الميت بالصلاة عليه، ومُعاملته بما ينفعه في قبره وما ينفعه يوم القيامة، وتجهيزه على أفضل وأحسن حال، والدُعاء له بالتثبيت، وتعاهده بالزيارة والسلام والدُعاء له.
صلاة الجنازة شروطها كشروط الصلاة من حيث الوضوء والطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر، والنية، واستقبال القبلة، وستر العورة.
كيفية صلاة الغائب على المفقود
أما في حال مَن فُقِد ولم يُعثر عليه أهله ولم يعرفون حاله إن كان مات أم لا؛ فذهب الشافعي وأبو حنيفة إلى القول بأنّه لا يعتبر ميتًا حتى يصلهم خبر وفاته، وأما رأي جمهور العلماء على أنّه ينتظر ما يقارب 4 سنوات وإن لم يتم العثور عليه فيحكم عليه بموته، وتوزع أمواله، وتعتد زوجته، وتصلى عليه صلاة الغائب.
هل تقبل صلاة الغائب على الميت فى بلد آخر ؟
رد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلًا: اذا لم يكن صُلى عليه فى البلد الذى مات فيها، فصلى عليه صلاة غائب ولا حرج فى ذلك.
كيفية صلاة الغائب على الميت
صلاة الغائب كصلاة الجنازة، وهي صلاة تصلى على من مات ببلد آخر بعيدًا عن بلده وأهله وأصدقائه وتكون هذه الصلاة بأن يصطف المصلون، ويكبر الإمام تكبيرات صلاة الجنازة، فيقرأ بعد التكبيرة الأولى سورة الفاتحة، ويقرأ الصلاة الإبراهيمية بعد التكبيرة الثانية، أما بعد التكبيرة الثالثة يدعو للميت، ويسلم بعد التكبيرة الرابعة.
صلاة الغائب بعد دفنه
إن مات شخص وكان في بلد آخر بعيدًا عن أهله وأقاربه ولم يتمكن أهله من الصلاة عليه قبل الدفن، وعرفوا متأخرًا بوفاته وأنه دفن فيرى العلماء أنّه يجوز أن يُصلى عليه صلاة الغائب حتى لو كان بعد دفنه، ولكنهم اشترطوا بذلك أن يكون الميّت الغائب من أهل الصلاة عليه؛ أي لا يكون الميت امرأةً حائضًا أو شخصًا كافرًا، وبينوا أنّه لا إثم على من لم يصلِ على الميت بسبب المشقة أو بُعد البلد الذي مات فيه وأجازوا تكرار الصلاة على الميت الغائب سواء قبل دفنه أم بعد ذلك.
حكم صلاة الغائب على الميت
اختلف العلماء في حكم صلاة الغائب على الميت فعند أحمد والشافعي في ظاهر مذهبهم أنَّ الصلاة على الغائب مشروعة، وكان استدلالهم على ذلك بما صدر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: (أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَعَى النَّجَاشِيَّ في اليومِ الذي ماتَ فيهِ، وخرج بهم إلى المُصَلَّى، فصفَّ بهم وكبَّرَ عليهِ أربعَ تكبيراتٍ)، وأما الحنفية والمالكية فيرون بعدم مشروعية صلاة الغائب، والراجح بحكم صلاة الغائب أنّها تصلى على من مات ببلد لم يكن هناك من يصلي عليه، أمّا إن كان هناك من أدى صلاة الجنازة وصلّى عليه فلا تصلى عليه صلاة الغائب؛ لأنّ صلاة الحاضرين على الميت وقت دفنه تكفي؛ إذ تسقط عن الآخرين.
أخطاء يقع فيها البعض عند صلاة الجنازة
صلاة الجنازة لابد فيها من نية يعقبها أربع تكبيرات، أولها تكبيرة الإحرام ويعقبها ثلاث تكبيرات، ثم السلام، وبعد التكبيرة الأولى يقرأ الفاتحة، وبعد الثانية يُصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبعد الثالثة يدعو للمتوفى، فيما يدعو لعامة المسلمين أو لمن شاء، ولا بد من النية فيها لابد من استحضار الفرضية، لأنها فرض كفاية، نية الإمامة ليست واجبة، وإنما المأموم يجب عليه أن ينوي الاقتداء.
فالقدر الواجب في السلام هو «السلام عليكم»، وزيادة «ورحمة الله» والتسليمة الثانية والالتفات يمينًا ويسارًا سُنة، وقراءة سورة الفاتحة فرض، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد التكبيرة الثالثة، أقلها «اللهم صلي على محمد» وأكملها الصيغة الإبراهيمية - النصف الثاني من التشهد-، والدعاء للميت هو ركن من أركان الصلاة، بل إنه مقصودها الأعظم، لأن هذه الصلاة ما أقيمت إلا للدعاء للمتوفي، والشفاعة فيه عند الله سبحانه وتعالى، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء»، والركن السابع فيها القيام، طالما كان الإنسان قادرًا على القيام، ولا يُجزئ المُصلي أن يجلس فيها إلا إذا كان عاجزًا عن القيام، والنية قصد الشيء مقترنًا بفعله، والقصد عمل من أعمال القلوب، إذن فالنية محلها القلب، ومقترنًا بفعله، أي مع التكبير، بقول: «نويت صلاة فرض الجنازة على من حضر من أموات المسلمين.. الله أكبر».
وقال الفقهاء إن صلاة الجنازة مبناها على التخفيف، أي لا يُندب فيها ما يجعلها تطول، لذا ذهبوا إلى أنه لا يُشرع فيها قول دعاء استفتاح، بل بعد التكبيرة يُشرع مباشرة بالفاتحة، وغاية الأمر التعوذ هو ما يُندب.