تعيش دولة ليبيا الشقيقة لحظات صعبة جراء إعصار دانيال العنيف الذي ضرب شرقي البلاد الإثنين، وخلف دمارا هائلا في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة وتسبب في قطع تام للخدمات، إضافة إلى وفاة الآلاف من المواطنين الذين جرفتهم الفيضانات العاتية ببنهم أكثر من 145 مصريا - بحسب مصادر ليبية.
إعصار دانيال يضرب ليبيا
وأعلن المجلس الرئاسي في ليبيا في بيان، درنة وشحات والبيضاء في برقة بالشرق مناطق منكوبة، بسبب السيول التي اجتاحتها.
وقال في البيان: "شعورا منا بالمسؤولية ونظرا للتداعيات الجسيمة للكارثة، نعلن تلك المنطقة منطقة منكوبة ونطلب من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية تقديم المساعدة والدعم".
[[system-code:ad:autoads]]
وسجلت ليبيا وفاة أكثر من ألفي شخص وفقدان 7 آلاف آخرين شرقي البلاد حيث سجلت ليبيا أكبر عدد من الضحايا والمفقودين جراء إعصار دانيال الذى دمر جزء كبير من المدينة، في ظل تأكيد عن اختفاء قرى كاملة داخل مدينة درنة بسبب ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير.
بدوره، أكد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، تسجيل أكثر من ألفي قتيل في مدينة درنة شرقي البلاد، مؤكدا أن أحياء كاملة تضم آلاف المواطنين اختفت داخل البحر.
ودفن المواطنون فى مدينة درنة، جثامين حوالى 350 شخصا لقوا مصرعهم إثر إعصار دانيال الذي ضرب المدينة مساء السبت الماضى، ما أدى لمقتل أكثر من ألفى شخص وفقدان 7 الالاف آخرين ما دفع الحكومة الليبية لطلب المساعدة الدولية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأعلن المجلس الرئاسي درنة وشحات والبيضاء مدن منكوبة نتيجة الفيضانات الكارثية التى تعرضت لها، مشيرا إلى الخسائر الهائلة في الأرواح والممتلكات، وتضرر للبنية التحتية والمرافق العامة بشكل كبير، مطالبا الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية تقديم المساعدة والدعم للمناطق المنكوبة فى جهود الإنقاذ البحرى لانتشال الضحايا والمساعدة فى إنقاذ الناجين وتأمين الإمدادات الضرورية.
وأكد محمد المنفي، رئيس المجلس، أن بلاده على يقين بأن التضامن العالمي سيكون له تأثير إيجابي في إعادة بناء المنطقة وتعافيها من هذه الكارثة الطبيعية، داعيا جميع المواطنين الليبيين إلى الالتزام بتعليمات السلامة والتحذيرات الصادرة عن قيادة الجيش الليبي والمؤسسات المعنية وإلى التعاون والتضامن لتجاوز هذه الأزمة.
قتلى وجرحى إعصار دانيال
وشدد رئيس المجلس الرئاسي على الدور المهم لكل فرد لديه دور مهم في تجاوز هذه الأزمة، مشيرا إلى ثقته فى قدرة الشعب الليبي على التكاتف والتعاون والتغلب على الصعوبات، لتجاوز هذه الأزمة وبناء مستقبل أفضل لليبيا.
مصر كانت وما زالت من أوائل الدول التي تقدم يد العون إلى ليبيا، بتوجيهات القيادة المصرية لتوفير أوجه الدعم لليبيين، بما يبرهن على موقف مصر الداعم وحرصها المستمر في مساندة كافة الأشقاء في الوطن العربي.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهاته للحكومة والأجهزة المعنية بالدولة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتقديم الدعم والمساندة للأشقاء في ليبيا والمغرب.
وقال الرئيس السيسي، إنه يتابع أعمال التنسيق بين الجهات المعنية في مصر، بشأن تقديم المساعدات للأشقاء في ليبيا والمغرب، مؤكدا أن ما يهمه هو أن يبقى على المطالب التي ستقدم تيسير أو تسهيل لتخفيف الكارثة الموجودة، إذا كان أطقم إغاثة، أطقم إنقاذ معدات مطلوبة معسكرات إيواء.
وأضاف الرئيس السيسي خلال اجتماعه مع قادة القوات المسلحة لتقديم المساعدات لأشقاء في ليبيا والمغرب: "هناك 7 طائرات سيتم تحريكها، وبالنسبة لليبيا أتصور أننا محتاجين نقدم الإعانة لأن حجم الضرر الناجم عن الفيضانات ضخم جدًا، والمعلومات الواردة تحتاج لتحركنا بكل القدرات، وقدرات الجيش قوية وقادرة".
وتابع الرئيس: "ننسق مع الجيش الليبي ونتحرك سواء فيه فرصة للدخول برًا أو بالقوات البحرية أو الجوية أيهما أسرع، ونحن نحتاج إلى تقديم معدات مهندسين، وتواصلت مع قائد المنطقة الغربية”.
وأكد الرئيس، أن هناك "إجراء عاجلا ممكنا يتم، لكن نحن نحتاج إلى دعم قوي، لإن أشقائنا مشغولين في ظروفهم، ودي مهم ولازم كلنا نقف كقوات مسلحة، وفيه ثقة كبيرة في الإمكانيات والقدرات وحتى في الشعب المصري، وهذا جهد متواضع وتعبير رمزي للمشاركة في الأحداث اللي تمت، واسمحولي نعلن الحداد 3 أيام للمشاركة في أحزان ومواساة الأشقاء".
وأعلنت محافظة القاهرة، اليوم الثلاثاء، حالة الحداد بتنكيس الأعلام بديوان عام المحافظة والأجهزة التنفيذية التابعة لها لمدة 3 أيام.
جاء ذلك تنفيذا لقرار رئاسة الجمهورية بإعلان حالة الحداد على مستوى الجمهورية تضامنا مع الأشقاء في المغرب وليبيا، في ضحايا الكارثة الإنسانية الناتجة عن الزلزال فى المغرب والإعصار في ليبيا .
دعم مصر الأشقاء في ليبيا
وأعلن العقيد أركان حرب غريب عبد الحفاظ المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية عن وصول الفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة اليوم إلى ليبيا على رأس وفد عسكري مصري.
وأوضح المتحدث العسكري، أن رئيس الأركان والوفد المصري سيعمل على التنسيق لتقديم كافة أوجه الدعم اللوجيستى والإغاثة الإنسانية العاجلة بالتعاون مع الأجهزة والمؤسسات الليبية المختصة وفقاً لإحتياجاتها.
وأكد أن ذلك يأتي في إطار مواجهة التداعيات المترتبة على الإعصار مع فتح جسر جوى لنقل الدعم اللوجستى يبدء بإيفاد 3 طائرات عسكرية تحمل على متنها مواد طبية وغذائية 25 طاقم إنقاذ مزود بكافة المعدات الفنية اللازمة إضافة إلى طائرة أخرى لتنفيذ أعمال الإخلاء الطبى للشهداء والمصابين.
وأعلنت إدارة أمن سواحل طبرق، اليوم الثلاثاء، عن وصول 145 جثمانًا مصريًّا إلى مشرحة طبرق لتغسيلهم وتكفينهم لإرسالهم إلى مصر.
وأكدت الصفحة الرسمية لإدارة أمن سواحل طبرق على موقع فيسبوك، أن جميع الوفيات من المصريين تم ترحيلهم إلى جمهورية مصر العربية، اليوم الثلاثاء.
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، المحلل السياسي، إن مصر لها دور بارز في القضايا العربية والدولية وتحركاتها لا تكون إلا لخدمة العرب، حيث إن الدائرة العربية شكلت إحدى الدوائر الأساسية في السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس السيسي، وأولت مصر الاهتمام بعلاقاتها العربية من خلال مسارين الأول وهو تنقية الأجواء العربية وبلورة المواقف العربية من أجل إيجاد موقف عربي موحد إزاء التحديات الداخلية والخارجية.
وأضاف سيد أحمد في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن القاهرة تلعب دوراً مهما مع أشقائها، كما تلعب دور أساسيا في حل وتصفية المشكلات العربية، وتوحيد آراء العرب من خلال اللقاءات التي كانت القاهرة القاسم المشترك فيها.
ولفت: تعمل مصر على تعزيز العلاقات في مواجهة التحديات مثل الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير المشروعة وتسوية الأزمات العربية وتعظيم الدور العربي في إدارة الحروب والأزمات العربية في سوريا واليمن وليبيا والسودان.