قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

أسباب هجوم عبد الحليم حافظ على سيد درويش

سيد درويش
سيد درويش
×

وصف عبد الحليم حافظ، موسيقى سيد درويش بالتخلف، متحديا بذلك كل نجوم الغناء والموسيقى الذين أكدوا أن سيد درويش عبقرية موسيقية خلاقة ولا يستطيع أحد من الوسط الغنائي أو الفني أن ينكر حجمه.

عبد الحليم حافظ: سيد درويش أسطورة كاذبة

وجاءت تصريحات عبد الحليم حافظ حول سيد دوريش لتغضب محبيه، خاصة بعدما قال إن “سيد درويش أسطورة كاذبة، وموسيقاه كانت شيئا في زمنه”، وأصر على أن موسيقاه كانت متخلفة.

ولم تمر كلمات حليم مرور الكرام، فقد هاجمه كبار الكتاب والنقاد أمثال إحسان عبد القدوس ومأمون الشناوي ومحمد حسن الشجاعي ومحمود الشريف وأحمد حمروش الذي قال في مقال له إن عبد الحليم كان بعيدا عن التوفيق ويتنافى تماما مع الصورة التي يرسمها الناس للمطرب الوديع الذي يستثير عواطفهم بشخصيته الهادئة، وأطلق كلمات قاسية فيها هجوم شخصي على فنان كبير لا يستطيع أن يدافع عن نفسه لأنه توفي.

العندليب: حياة سيد درويش كانت مأساة

ولم يتوقف عبد الحليم حافظ عند هذا الحد، ففي حوار آخر قال: “إن حياة سيد درويش كانت مأساة طويلة تستحق العطف والرثاء والبكاء”.

والذين استفزهم كلام عبد الحليم اكتشفوا أن حليم قال ذلك من أجل التقرب أكثر للموسيقار عبد الوهاب، وحينما وجد حليم كم الهجوم عليه عاد فصرح في جريدة أخرى قائلا: “إن سيد درويش أضاء شمعة بينما عبد الوهاب أضاء المصباح الكهربائي”.

وأوضح أن درويش قدم المصباح الذي يعمل بالزيت بينما عبد الوهاب اخترع الكهرباء، ثم قال في مقام آخر ما نصه إن سيد درويش هو الذي وضع الأساس للموسيقى المصرية الصحيحة بعد أن كانت مجرد بشارف وموشحات تركية.

تراجع عبد الحليم حافظ عن الهجوم على سيد درويش

وكشف كتاب "معارك فنية" عن تفاصيل تلك الأزمة، التي جابت كل الصحف وانتفض لها كبار الكتاب والمبدعين.

وأوضح كتاب “معارك فنية” للكاتب الدكتور نبيل حنفى محمود، أن الأقلام انطلقت تهاجم عبد الحليم وتدافع عن سيد درويش، وكان من الطبيعي أن يرد عبد الحليم على ما وجّه إليه من هجوم، فحمل عددا صحفيتي "الجمهورية" و"أخبار اليوم" الصادران في 25/6/1960م ردين مختلفين لعبد الحليم على ما أثاره هجومه على سيد درويش من ردود فعل وانتقادات، ظهر رد عبد الحليم في "الجمهورية" في باب "أحاديث الأسبوع" الذي يقدمه الشاعر الغنائي مأمون الشناوي (1914-1994م) في الصفحة الثانية عشرة.

جاء ذلك الرد في سياق إجابات عبد الحليم عن أسئلة مأمون الشناوي، وقد أعطى مأمون الشناوي إجابات عبد الحليم عن أسئلته عنواناً نصه: "عبد الحليم حافظ يقول: لست ملحناً حتى أحقد على سيد درويش"، وحاول عبد الحليم في إجاباته عن أسئلة مأمون الشناوي أن يخفف ما تركه هجومه على سيد درويش من صدمة في قلوب الناس، فكان مما قاله في هذا الصدد : "كيف يتهموننى بالحقد على سيد درويش، هل أنا ملحن حتى أحقد عليه؟ هل عشت في عصر سيد درويش ورفض أن يعترف بى؟ هل كانت حياة سيد درويش حياة ناعمة سهلة تثير الحقد؟ إن حياة سيد درويش كانت مأساة طويلة تستحق العطف والرثاء والبكاء".

هكذا افتتح عبد الحليم حديثه مع مأمون الشناوي، وقبل أن يوجه إليه مأمون أسئلته ، وبدا من تلك السطور أنه نادم على ما صرح به قبل ذلك لراجى عنايت، بل إنه حاول أن يصحح ما خلفه حديثه السابق لراجى عنايت من آثار سيئة في نفوس القراء والنقاد، فكان مما قاله لمأمون الشناوي في نفس الحديث المنشور بعدد 25/6/1960م من صحيفة "الجمهورية" الآتي: "إن سيد درويش هو الذي وضع الأساس للموسيقى المصرية الصحيحة بعد أن كانت مجرد بشارف وموشحات تركية"، ولكنه يعود قبل نهاية حديثه مع مأمون الشناوي لحكاية سيد درويش والمخدرات فيقول عنها ملتمساً تخفيف قسوة اتهامه في حديثه الأول: "ولعل سطوة المخّدر التي لجأ إليها سيد درويش هرباً من ظلم الحياة وإغفالها لشأنه هي التي أثرت في عمر حياته وعمر فنه".

وقد نوّه عبد الحليم في نهاية حديثه مع مأمون الشناوي إلى أن ما قاله عن سيد درويش كان من باب الدراسة وليس من باب التشهير.