يرغب بعض الأشخاص في الوصول إلى النجوم، بينما ينجذب البعض الآخر إلى مركز الأرض، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة بيننا، فإن البقاء محاصرين في كهف حالك السواد في أعماق الأرض يبدو وكأنه جحيم حي.
لكن مستكشفي الكهوف، الاسم الذي يطلق على الأشخاص الذين يدرسون الكهوف، في جميع أنحاء العالم يستمتعون باستكشاف المناطق التي لم تمسها يد الإنسان.
[[system-code:ad:autoads]]
ولكن قد يجلب الاستكشاف بمخاطر حقيقية ، ففي الوقت الحالي، يقوم فريق مكون من 170 شخصًا بمهمة إنقاذ رجل الكهف، مارك ديكي، العالق على عمق 3600 قدم تحت الأرض، بحسب ما نشرت صحيفة “ديلي ستار” البريطانية.
وبينما يأمل الفريق في رفع الأمريكي البالغ من العمر 40 عامًا بحلول نهاية الأسبوع الذي علق هناك منذ عام 2009 لا يزال جسد رجل الكهف محاصرًا رأسًا على عقب بعد وفاته بوخز في عموده الفقري.
القصة بدأت عندما ذهب طالب الطب جون إدوارد جونز لزيارة عائلته في ولاية يوتا، وبعد يوم واحد، قام هو ومجموعة من الأصدقاء باستكشاف كهف Nutty Putty Cave، وهو موقع شهير لاستكشاف الكهوف معروف بتقلباته الضيقة وانعطافاته وزحفه، ولكنه ذهب ولم يعد.
دخل جون برأسه أولاً إلى الكهف وهو يتلوى للأمام باستخدام يديه ووركيه، ونظرًا لعدم القدرة على الالتفاف، كان الخيار الوحيد هو المضي قدمًا نحو «نقطة دقيقة على شكل حرف L» والتي يبلغ عرضها 10 بوصات فقط وارتفاعها 18 بوصة.
ولتجاوز هذه النقطة الضيقة، قام جون بطرد الهواء من رئتيه، ولكن بسبب حاجته الشديدة إلى الأكسجين، استنشق الهواء وعلق، حاول أعضاء أصدقائه انتزاع ساقيه، لكن تبين أن هذا التمرين غير مثمر، زاد الأمر سوءًا عندما انزلق جون إلى داخل الممر، وذراعاه محصورتان تحت صدره.
وصل رجال الإنقاذ من مكتب عمدة مقاطعة يوتا وبدأوا محاولة استخراج معقدة. ووصفوا وضعه بأنه أسوأ مكان في الكهف على الإطلاق، وبعد ثماني ساعات من الشد ، أصبح جون حرًا جزئيًا، ولكن بعد فترة وجيزة، كان هناك حسرة.
فشل نظام البكرة وأعاده إلى نفس الوضع الذي كان محاصرًا فيه للتو، لم تكن المعنويات العالية والمرونة كافية لدرء الضغط الشديد الذي كان يتعرض له رأسه والجزء العلوي من جسده وظهره.
حاول رجال الإنقاذ استخدام أسلوب جديد، تحطيم الصخرة المحيطة بجثـ ـة جون المحاصرة، ولكن بعد 24 ساعة قضاها مقلوبًا، أصبح جون غير مستجيب، وعلى الرغم من الجهود الهائلة التي بذلها الفريق، تم إعلان وفاته.