وهب حياته للكتابة عن الصعيد برموزه وتراثه الزاخر بالشخصيات والفنون، فضلاً عن المباني التاريخية التى تمثل قيم حقيقية فى تاريخ مصر القديم والحديث، فانطلق من قنا إلى محافظات جنوب الصعيد، ليكتب ويدون ما تراه عيناه وتسمعه أذنيه، لم يتراجع رغم الأعباء المالية المرهقة التى يتحملها فى سبيل البحث عن معلومة دقيقة ومؤكدة عن واقعة ما أو قصة حياة شخصية مؤثرة فى المجتمع، تعرض للكثير من المواقف والحكايات خلال رحلة البحث عن أعلام الصعيد، لتوثيق تاريخهم و تراثهم قبل أن يرحل آخر المعاصرين لهم.
اقترض من البنوك للتأريخ لصعيد مصر
تجاهل كبار الكتاب والمفكرين لصعيد مصر، بأعلامه وتراثه الزاخر بالكنوز الشعبية، كما حدث من قبل الحكومات المتعاقبة، كان دافعاً قوياً للمدرس القنائى العاشق لتراث الصعيد بحبح الحباظى، ابن قرية دندرة، أن يبدأ رحلة مليئة بالمتاعب والمصاعب لم تنقطع حتى الآن، لكشف الغبار عن الصعيد المهمش وأعلامه المنسيين، تحمل خلالها أعباء مالية، أجبرته على طرق أبواب البنوك للاقتراض من أجل استكمال رحلته الفكرية، وإخراج مؤلفاته للنور، حتى أنه لم يبخل علي هذه المؤلفات ببيع منزله، إلى أن بدأت تظهر سلسلة مؤلفات عن صعيد مصر وقنا.
مؤلفات الحباظى، دائماً تغرد بعيداً عن التقليدى والمعتاد، فقد بدأ بالحث والتنقيب عن الرموز والشخصيات الوطنية التى يرجع جذورها لمحافظات الصعيد ويجهلها الكثير من الناس، كما تناول شخصيات أخرى كان لها دور بارز فى مختلف المجالات الحياتية والتراث الشعبى لصعيد مصر، ولم يكتفى الحباظى بتأليف كتب عن أعلام الصعيد، لكنه طرق باب السياسة بإعداد كتاب كامل عن نواب الصعيد بداية من عهد الخديوى اسماعيل عام 1866 حتى برلمان 2010، تناول من خلاله نبذة مختصرة عن النواب وتاريخهم ودورهم السياسى خلال الفترات التى قضوها تحت قبة البرلمان.
شارك بأبحاث فى 400 مسابقة
البداية الحقيقية، لـ الحباظى، كانت منذ الصغر مع الأبحاث العلمية التى شارك بها فى حوالى 400 مسابقة ثقافية منذ الصغر، فاز فى الكثير منها بمراكز أولى، وكانت بمثابة اللبنة الأولى، لتشكيل فكر وثقافة كاتب متميز، مازال يبحث عن فرصة حقيقية لإظهار نفسه للشارع الثقافى، حتى لا يكون جزءاً من الشخصيات الوطنية والمؤثرة فى الصعيد خلال الفترات السابقة، لكن طمسها الزمن وغمرها النسيان والإهمال.
قال بحبح فكرى الحباظى: أعمل مدرس بإدارة قنا التعليمية، بعد تخرجى في قسم التاريخ بكلية الآداب، وكنت وقتها الأول على فرقتى، قصتى مع الكتابة بدأت مبكراً حيث شاركت فى بأبحاث فى مئات المسابقات، وخلال رحلة البحث عن مراجع وكتب عن الصعيد، لاحظت أن هناك سياسة إقصاء وتهميش متعمد من قبل الكتاب فى حق صعيد مصر حتى الآن، حتى أن أبناء الصعيد أنفسهم لا يعرفون الكثير عن المناطق التى يعيشون فيها ولا يعرفون أن الكثير من الشخصيات التى ملئت البلاد علماً وفناً وإبداعاً خرجت من صعيد مصر، فقررت أن أكتب بنفسى عن الصعيد وبدأت بمحافظتى قنا لإزالة الغبار عن أعلامها ودورها على مدى التاريخ الانسانى بداية من مينا نارمر موحد القطر وأحمس طارد الهكسوس.
وتابع الحباظى: خلال رحلة بحثى، تعرفت على شخصيات ورموز لم أكن علم عنها شيئاً من قبل، منها الشيخ ورش القفطى صاحب رواية ورش عن نافع فى قراءة القرآن الكريم، والأنبا باخوم مؤسس أول دير فى تاريخ المسيحية بمصر، الشيخ محمد عبدالرحيم صاحب أول موسيقى عسكرية مصرية، والشيخ عبدالحكيم عبداللطيف، عالم القراءات الشهير على مستوى العالم الاسلامى وهو ابن قرية الطويرات التابعة لمحافظة قنا وغيرهم الكثير والكثير من الشخصيات المهمشة.
تمكنت من تأليف 18 كتاب
وأضاف الحباظى: تمكنت على مدار السنوات الماضية من تأليف 18 كتاباً، عن الصعيد معظمهم عن محافظة قنا، للتأريخ عن المحافظة التي أنتمي إليها، تناولت أعلامها ونوابها ووزرائها وأبطالها وشهدائها وأعلام التحطيب بها وفنانيها، منها "أعلام قنا في القرن العشرين، رجال من صعيد مصر " أعلام سوهاج، شهداء قنا بطولات وتضحيات، أسوان حضارة وجمال، تاريخ نواب قنا في الحياة النيابية منذ عصر إسماعيل وحتى الوقت الحاضر، يوميات مقاتل قنائي في حرب أكتوبر، أبطال وشهداء مدينة قنا في حرب أكتوبر 1973 ، نساء من صعيد مصر، التحطيب وأعلامه بقنا 1900- 2019 ، سلسلة أعلام التحطيب في صعيد مصر"محافظة قنا"، سلسلة أعلام التحطيب في صعيد مصر"محافظة أسوان"، سلسلة أعلام التحطيب في صعيد مصر" محافظة سوهاج"، سلسلة أعلام التحطيب في صعيد مصر"محافظة الأقصر"، الفنان مصردان البحيري نجم الكوميديا القنانى، قنا في التاريخ الحديث والمعاصر"سياسة وبرلمان" بالاشتراك مع أ. محمد سيد مراد، فضلا عن كتب عامة مثل "المعمرون من أعلام العرب، سيدنا النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - في القرآن الكريم"جزاءان"،حكام عرب ماتوا زهوراً ".
وأشار الحباظى، إلى أن هناك عدة كتب تحت الطبع منها"شوارع وميادين من القاهرة تحكي عظمة أبناء الصعيد، صور من صعيد مصر "قرنان من الزمان"، الزعيم عبد الله النديم الثائر الفارس والوطني الأديب والشاعر والخطيب والصحفي السياسى القدير، الزعيم عمر مكرم ابن الصعيد الذي رفض أن يكون حاكماً لمصر، الزعيم محمد فريد المليونير الذي أنفق كل ثروته في سبيل القضية المصرية، الزعيم محمد كريم أول المناضلين ضد الغزو الأجنبي في العصر الحديث، الألعاب الشعبية في دندرة ونقادة".