لاشك أن كثرة الفتن التي تودي بنا إلى الهلاك المحقق يجعلنا بحاجة لمعرفة دعاء المضطر فهو وسيلة النجاة من كروب الدنيا ، والتي هذ دار ابتلاء وبلاء ومشقة ، وحيث إنه لا يرد القضاء إلا الدعاء فمن ثم هذا يبين أهمية الحرص على معرفة دعاء المضطر والمكروب، بعدما أغلقت الأبواب في وجهه، وأدرك أن دعاء المضطر هو مفتاحه السحري الذي يعجل له بالفرج.
دعاء المضطر أو المكروب
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك لنا في سنته الشريفة كل ما نحن بحاجة له ويعيننا على مهالك الحياة وكروبها، فأرشدنا إلى أفضل صيغة من دعاء المضطر وهي من سبعة عشر كلمة.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن دعاء المضطر أو المكروب هو : ( اللَّهُمَّ رحمتَك أرجو فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عَينٍ وأصلِحْ لي شأني كُلَّه، لا إلهَ إلَّا أنت).
واستشهد بما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في دعاء المضطَرِّ أو المكروب: ( اللَّهُمَّ رحمتَك أرجو فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عَينٍ وأصلِحْ لي شأني كُلَّه، لا إلهَ إلَّا أنت).
وأضاف أنه كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه رَضِي اللهُ عَنهم دعَواتٍ عِندَ المواقِفِ المختلِفَةِ، وخَصَّ مِن هذه الدَّعواتِ أدعِيَةً عندَ الهمِّ والغمِّ والكَرْبِ؛ حتَّى تَزولَ، وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "دعَواتُ"، جَمعُ دَعْوةٍ، وهي ما يُدْعَى به، "المَكْروبِ"، أيِ: الَّذي أصابَه كَرْبٌ.
وتابع: وهو الحُزنُ والغمُّ الذي يَأخُذُ بالنَّفْسِ: "اللَّهُمَّ رَحْمتَكَ أَرْجو"، أيِ: اللَّهمَّ إنِّي أطمَعُ في رَحمَتِك وآمُلُها، "فلا تَكِلْني إلى نَفْسي"، أي: لا تَترُكْني وَحيدًا وتُفوِّضْني إلى نَفْسي، "طَرْفةَ عَينٍ"، أي: مِقْدارَ لحظَةٍ أو لَفْتةٍ، "وأصلِحْ لي شَأني كلَّه"، أي: وأصلِحْ لي كلَّ أُموري وأَحْوالي، "لا إِلَهَ إلَّا أنتَ"، أيْ: لا أَعبُدُ غَيرَكَ؛ فأَنتَ الإِلهُ الحقُّ.
وأشار إلى قوله: "وبَعضُهم يَزيدُ على صاحِبِه"؛ هذا مِن كَلامِ أبي داودَ المصنِّفِ رِحِمه اللهُ، ويَقصِدُ أنَّ الاثنَينِ اللَّذَينِ رَوَيَا الحديثَ- وهما العبَّاسُ بنُ عبدِ العظيمِ ومحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى- بَعْضَهم يَزيدُ في ألفاظِ الحديثِ على بعضٍ، وهذا يدلُّ على الضَّبْطِ للرِّوايةِ.
دعاء المضطر للفرج
ورد من دعاء المضطر للفرج عدة ادعية لتفريج الهموم والكروب، مأثورة وواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن دعاء المضطر للفرج ، ما يلي:
1- إلهي كيف أدعوك وأنا أنا، وكيف أقطع رجائي منك وأنت أنت، إلهي إن لم أسألك فتعطيني فمن ذا الذي أسأله فيعطيني؛ وإن لم أدعك فتستجيب لي فمن ذا الذي أدعوه فيستجيب لي، وإن لم أتضرّع إليك فترحمني فمن ذا الذي أتضرّع إليه فيرحمني، وكما فلقت البحر لموسى فنجّيته من الغرق، فصلّ وسلم يا ربّ على محمّد وآل محمّد ونجّني ممّا أنا فيه من كرب وسهّل أمري بفرج عاجل غير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين.
2- اللهمّ أعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، رب اجعلني لك شكّارًا، لك ذكّارًا، لك رهّابًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا، لك أواهًا منيبًا، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبّت حجتي واهدِ قلبي وسدّد لساني واسلل سخيمة صدري.
3- اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
4- اللهم في تدبيرك ما يغني عن الحيل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، وفي سترك ما يسد الخلل، وفي عفوك مايمحو الزلل، فبقوة تدبيرك وعظيم كرمك أسألك يارب أن تدبرني بأحسن التدابير، وتيسر لي أمري بأحسن التياسير، وتنجيني مما يخيفني، أنت حسبي ولا أفتقر وأنت ربي أبدًا ما أبقيتني.
5-اللهم سخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى عليه السلام، وألِن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداوود عليه السلام، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك.
6- يا رب افتح لي بخير، واختم لي بخير، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا.
7- لا إله إلّا الله الحليم الكريم، لا إله إلّا الله العليّ العظيم، لا إله إلّا الله ربّ السّماوات السّبع وربّ العرش العظيم.8-اللَّهُ رَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ.
9-«اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لا أشرك به شيئًا».
10-اللهم بلطيف صنعك في التسخير، وخفي لطفك في التيسير، الطف بي فيما جرت به المقادير، واصرف عني السوء إنك على كل شيء قدير.