تنضم مصر اعتبارًا من 1 يناير 2024 القادم الى مجموعة "البريكس" ومعها الأرجنتين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، كأعضاء كاملي العضوية في المجموعة، ليكونوا جزءا من المجموعة التى تضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا .

ويتبقى على الانضمام الرسمى اشهر قليلة ، ومع ذلك يتساءل الجميع عن الفوائد التى ستعود على مصر والدول الجدد المنضمة الى مجموعة البريكس فى جميع المجالات ، فهناك العديد من المحللين الاقتصادين أكدوا على انفراج أزمة سوق السيارات المحلى المصرى والذى تواجد منذ بداية ازمة كورونا ، بالاضافة الى انخفاض اسعار السيارات وعدد من السلع الاخرى .

وخلال التقرير التالى ، سنتعرف على جميع الاجوبة للاسئلة التى تدور فى اذهان الجميع عن مدى الاهمية التى تعود على مصر والدول الجدد من انضمامهم مجموعة البريكس ، من خلال رئيس رابطة تجار السيارات و الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات و المدير التنفيذي السابق لـ رابطة مصنعي السيارات .

- المستشار أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات

كيف ومتى ستنتهى الازمة التى توجد منذ 2020 داخل سوق السيارات المصرى ، اجاب المستشار أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات، بان الانضمام الى مجموعة البريكس سيجعل هناك تاثير على الاسعار ليست فقط فى السيارات وانما فى اشياء اخرى كثيرة .

وأضاف رئيس رابطة تجار السيارات فى تصريح خاص لـ"صدى البلد " ان الازمة الحقيقة التى تمر بها مصر هى المواجهة فى ملفين هامين وهما الملف المائى والذى نيسر فيه بخطوات ثابته وناجحة ، و الملف الثانى هو الملف الاقتصادى ، حيث يعلم الجميع ان الجنيه المصرى كان مرتبط بالدولار ولا يوجد لدينا مصادر للحصول على الدولار قوية كالتصدير للحصول على العملة الصعبة ، وهذا كان يجعل هناك ازمة بسبب العملة المحتكرة للتعاملات الدولية والتجارية .

واوضح أبو المجد ، بان مصر بعد انضمامها لمجموعة البريكس واستيراده من الصين وهى اكبر دولة نستورد منها على مستوى العالم ، ويكون التعامل معها بالجنيه المصرى وهم ايضا باليوان الصينى ، فهذا مكسب كبير للدولة المصرية ، وكذلك مع الهند ثم الاتحاد السوفيتى والمتمثل فى روسيا .

وتابع رئيس رابطة تجار السيارات بعد ذلك التعامل مع هذه الدول بالجنيه المصرى ، يجعل هناك تخفيف وعدم ضغط على الدولار ، لذلك سيكون وجوده من عدمه غير مؤثر فى عملية الاستيراد والتصدير والحركة التجارية ، والصناعة وحركة سوق السيارات والاسواق الاخرى .

واكد أبو المجد ان الشعور بالتحسن فى الاسواق سيكون بالتدريج وانه ليس بالسهولة كما يعتقد البعض ، فمنذ بداية العام القادم والحصول على العضوية الرسمية لمصر بالمجموعة ، ستبدا معها خطة عمل اقتصادية ضخمة وشقاء قوى جدا لتحقيقها ولكن ستكون هناك نتائج جيدا جدا .

- خالد سعد الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات

و قال خالد سعد الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات، إن الانضمام لمجموعة البريكس كان حلم من الاحلام لجميع العاملين فى المنظومة الاقتصادية ، و قطاع السيارات ، أملا فى علاج المشكلة الاقتصادية المتواجدة حاليا وعدم توافر العملة التى يقوم عليها عملية الاستيراد .

وأضاف الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات فى تصريح خاص لـ"صدى البلد " ان مصر تحتاج هذه الفترة لدراسة اقتصاديات الدول الاعضاء فى مجموعة البريكس والذين اصبحوا شركاء معنا فى نفس المجموعة الاقتصادية اعتبارًا من 1 يناير القادم.

كما أوضح سعد ، ان مصر تحتاج الى ضبط جميع ملفاتها الاقتصادية ليصبح هناك نظام سليم لعملية الاستيراد و التصدير ، حتى يكون لدينا جميع الامكانيات و نستطيع عمل تبادل تجارى وفتح اسواق خارجية مع دول مجموعة البريكس.

وأكد الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات، أن نسب استيرادنا للمكونات الخاصة بصناعة السيارات من الدول اعضاء البريكس كبيرة جدا، ولو استطعنا بهذا الانضمام الى المجموعة من عمل تواجد تجارى بيننا وبين هذه الدول بشكل أكبر سيحدث طفرة كبيرة جدا فى الاقتصاد.

وتابع سعد ، انه اذا تم عمل عملة خاصة موحدة بين الدول اعضاء البريكس للتبادل التجارى والصناعة بينهم ستصبح هناك طفرة فى كل المجالات الاقتصادية .

- اللواء حسين مصطفى المدير التنفيذي السابق لـ رابطة مصنعي السيارات

علق اللواء حسين مصطفى، خبير صناعة السيارات والمدير التنفيذي السابق لـ رابطة مصنعي السيارات ، عن الفوائد التى ستعود على قطاع السيارات المصرى بعد انضمام مصر لمجموعة البريكس .

واوضح المدير التنفيذي السابق لـ رابطة مصنعي السيارات فى تصريح خاص لـ"صدى البلد" ، ان اول فائدة ستعود على مصر هى تنويع سلة العملات؛ لتقليل الضغط على الدولار والتعامل بالعملات المحلية فى التبادل الاقتصادى والتجارى بين الدول اعضاء المجموعة ، وهذا يفيد قطاع السيارات فى استيراد السيارات ومكوناتها من تلك الدول دون الحاجه الى الدولار ومشاكل توفيره .

واضاف مصطفى ، ان الميزة الثانية فى الانضمام لمجموعة البريكس، هى اشتراك مصر فى بنك التنمية وصندوق الاحتياطى النقدي التابع للمجموعة وهو المخصص لتمويل مشروعات التنمية فى الدول الاعضاء ، ومن الممكن الاستفادة منه فى المشروعات المشاركة فى تنمية قطاع السيارات ومكوناتها فى مناطق مختلفة بمصر مثل منطقة قناة السويس .

وتابع خبير صناعة السيارات، اذا نظرنا الى إمكانيات دول مجموعة البريكس فيما يخص قطاع السيارات نجد ان الصين هى دولة تصنع ثلث سيارات العالم ، والدولة الاولى فى صناعة البطاريات الكهربائية وتوريد البطاريات الى كل شركات العالم ، بالإضافة الى انتشار السيارات الصينية فى مصر ، والاستيراد بالعملات الموازية بين البلدين من المؤكد انه سيفيد الاقتصاد المصرى ويزيد من كمية السيارات داخل مصر مما يزيد المعروض ويقلل أسعار السيارات داخل السوق المحلى .

وواصل حديثه: أما روسيا ، فهى دولة صناعية كبرى ، والسيارات الروسية موجودة منذ زمن بعيد وتصنع حاليا فى مصر، وهناك مشروع إعادة انتاج اللادا من جديد وانضمام مصر للمجموعة سيفيده، حيث ان سيارات لادا تعتبر اقتصادية ، وهى تناسب الوضع الحالى مع ارتفاع الأسعار والشريحة الشرائية المتوسطة ، بالإضافة الى كونها هى الدولة الأولى فى العالم لتصدير المعادن والخامات لتصنيع السيارات .

كما تاتى دولة جنوب افريقيا كأول دول العالم فى صناعة وتصدير الأجزاء الالكترونية لمكونات السيارات الى جميع الشركات العالمية، بالإضافة الى البرازيل وتجربتها فى صناعة السيارات، ودولة الهند المتخصصة فى الصناعات المغذية للسيارات بشكل كبير .

وعند سؤال المدير التنفيذي السابق لـ رابطة مصنعي السيارات ، عن شعور المواطن داخل السوق المحلى المصرى بتأثير انضمام مصر لمجموعة البريكس ، فاكد ان التاثير لن يكون سريعا كما يتوقع البعض ، وانما سيبدأ فى النصف الثانى من عام 2024 القادم ، بعد توقيع الاتفاقيات التى تؤدى الى التعامل والتبادل التجارى بالعملات المحلية بديلا عن العملات الغربية .

وانهى اللواء حسين مصطفى: من الطبيعى أن ظهور نتائج الانضمام لمجموعة البريكس سيأخذ بعض الوقت للاتفاق والتنفيذ، وخاصة ان مصر بدأت بالفعل فى التعاون مع مجموعة البريكس، حيث انها عضو فى بنك التنمية للمجموعة منذ شهر فبراير هذا العام.