بعد ساعات من الزغاريد والفرحة المرسومة على الوجوه، تحولت قاعة أفراح بمدينة قفط جنوب قنا ، إلى سرادق عزاء وتحولت الزغاريد إلى صراخ وعويل، بعدما أصيب والد العريسين بأزمة قلبية مفاجئة لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة.
أيام من العمل والتجهيز لحفل زفاف الشابين دفعة واحدة، لم تنقطع فيها الضحكات والزغاريد وسط الاستعدادات التى كانت تجرى على قدم وساق، لإكمال الفرحة المنتظرة، خاصة مع استعجال والد الشابين لإتمام الزفاف وكأنه بشعر باقتراب النهاية.
والد الشابين وقف كعادة أصحاب الفرح، لاستقبال المهنئين من الأقارب والأصدقاء، لكن آلام ما قبل الرحيل أجبرته على الاستراحة، داخل القاعة، وتقدم إلى نجليه لمباركة زواجهما وتهنئتهما على" كوشة الفرح"، لكن العودة لم تكن كما يتوقع.
وأثناء العودة من على الكوشة سقط على الأرض صريعاً، وسط حالة صمت وذهول من الحاضرين، وأمنيات بأن تكون مجرد اغماءة بسيطة يعود بعدها لاستكمال الفرحة مع أبنائه، لكن خبرات بعض المتواجدين فى القاعة أكدت بأنها النهاية، فتوقفت الأغانى والرقصات إلى صرخات، والفرحة إلى أحزان.
وصدمة الأبناء على الكوشة، أدت إلى إصابة أحدهم بحالة إغماء، حزناً على والده، الذى سقطت ورقة حياته يوم زفافه، ليتم إفاقته بعدها بدقائق على واقع مؤلم، يقضى بأن يذهب بتجهيز الكفن لوالده، بدلاً من التوجه إلى عش الزوجية بصحبة رفيقة العمر.
دقائق قليلة وأصبحت قاعة الأفراح خاوية على عروشها، حيث توجه الجميع رجالاً ونساء لمواساة أهل الفقيد، ومشاركتهم مراسم تشييع الجنازة، فى موكب جنائزى حزين، قلما يحدث بهذه الصورة المأساوية، وسط حالة حزن سادت بين أبناء قرية القلعة التى ينتمى إليها الفقيد.
وكان محمد عباس مبارك حمودة، صاحب مستودع بوتاجاز، توفى أثناء حفل زفاف نجليه فى قاعة أفراح بمدينة قنا ، ما تسبب فى تحول الفرح إلى جنازة.