يبحث كثير عن علامات حسن الخاتمة ، وهي الأمارات التي يستدل بها على حسن خاتمة الميت، وعلى العبد أن يكثر من الأعمال الصالحة وأن يتقي الله تعالى، كي يرزقه حسن الخاتمة، والجنة ونعيمها، ثبتت في أحاديث علامات حسن الخاتمة وسنذكرها في هذا التقرير.
معنى حسن الخاتمة
حُسن الخاتمة هو أن يُوفَّق العبد قبل دُنوِّ أجله؛ للابتعاد عمّا يُغضِب الله سبحانه وتعالى، والتوبة إليه من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات، والقيام بأعمال الخير، ثمّ يكون موته على هذه الحالة الحسنة.
أسباب التوفيق لحسن الخاتمة
- النية الصالحة والإخلاص لله – تعالى-، فهما سبب قبول الأعمال عند الله.
- المحافظة على أداء الصلوات مع الجماعة، قال رسول الله: «مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ»،والبردين هما: الفجر والعصر.
- الإيمان والإصلاح، سواء كان الإصلاح للنفس أو للغير.
- تقوى الله -تعالى- في السرّ والعلن، ويكون التقوى بفعل كل ما أمر الله به، واجتناب ما نهى عنه.
- اجتناب الكبائر والمعظّمات من الذنوب، قال تعالى: «إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا».
- اتّباع هدي النبي - صلّى الله عليه وسلّم-، وكل من تبعه من المهاجرين والأنصار.
- الابتعاد عن ظلم الناس والبغي والعدوان عليهم في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم.
- إحسان الظن بالله، والالتجاء إليه، والتوكل عليه حق التوكل، ولا يكون التوكل على الله فقط في أمور الدنيا من كسب الرزق ونحوه فحسب، وإنما في الثبات على الدين، والتوفيق إلى الطريق المستقيم.
- التضرع إلى الله، والإلحاح في الدعاء بصدق وإخلاص أن يختم الله للعبد على خير، وأن يرزقه حسن الخاتمة.
[[system-code:ad:autoads]]
علامات حسن الخاتمة
قال الله تعالى عنها : «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ»، و علامات حسن الخاتمة كثيرة منها ما ورد به نص قرآني أو حديث شريف ومنها ما اكتشف عن روية موت الصالحين كالتبسم حال الموت.
علامات حسن الخاتمة للميت
الأولى: النطق بالشهادة عند الموت، فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ».
الثانية: الموت بعرق الجبين فعن بُرَيْدَة بن الحصيب رضي الله عنه، أَنَّهُ كَانَ بِخُرَاسَانَ، فَعَادَ أَخاً لَهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَوَجَدَهُ بِالْمَوْتِ، وَإِذَا هُوَ يَعْرَقُ جَبِينُهُ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ». «أي يعرق الجبين».
الثالثة:ومن علامات حسن الخاتمة الموت ليلة الجمعة أو نهارها، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، إِلاَّ وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ».
الرابعة : الاستشهاد في ساحة القتال: لقوله تعالى: «لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ».
هل المرض من علامات حسن الخاتمة ؟
الخامسة: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ».
السادسة: من علامات حسن الخاتمة الموت بداء البطن: فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «..وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ..». منوهًا بأن العلامة السابعة لحسن الخاتمة الموت بالغرق: فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
الثامنة والتاسعة: الموت بالحرق ووفاة المرأة أثناء الولادة: فعَنْ جَابْرِ بْنِ عَتِيكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ... وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدَةٌ».
علامات حسن الخاتمة عند الاحتضار
العاشرة: الموت بذات الجنب: كما في الحديث السابق والمجنوب: الذي أصيب في جنبه ومات بذلك، وهي قرحة تظهر في الجنب. وقيل : المجنوب الذي يشتكي جنبه مطلقاً.
الحادية عشرة: الموت دفاعاً عن المال، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ».
الثانية عشرة الموت على عمل صالح: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عز وجل بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ» قِيلَ: وَمَا عَسَلُهُ؟ قَالَ: «يَفْتَحُ اللَّهُ عز وجل لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ».
الثالثة عشرة: فمرض السل: فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السِّلُّ شهادةٌ».
هل الابتسامة من علامات حسن الخاتمة ؟
لم يرد دليل يؤكد أن التبسم قبل الموت أو بعده من علامات حسن التي فليس هناك نص صحيح صريح، ولكن هذا يفهم من عدة نصوص، فإن المحتضر إن كان من أهل السعادة، فإنه يرى ملائكة الرحمة بيض الوجوه، معهم أكفان من الجنة، وحنوط من الجنة، فيفرح بذلك.
أذكار تغفر الذنوب
أولًا:- ورد من الأذكار التي تغفر الذنوب دعاء يقال عند الأذان حيثقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ».
واختلف العلماء في الموضع الذي يقال فيه هذا الذكر، فمنهم من رجح أنه يقال بعد فراغ المؤذن من التأذين، ومنهم من رجح كونه يقال عند تشهد المؤذن لما وقع في بعض روايات الحديث بلفظ، وأنا أشهد.
ثانيًا:- أن الأذكار عقب الصلاب تغفر الذنوبروى مسلم (597) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».
ثالثًا:- وورد دعاء يقال قبل النوم يغفر الذنوبقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من قال حينيأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر - غُفِرت له ذنوبُه أو خطاياه وإن كانت مثل زَبَدِ البحر»أخرجه ابن حبان في صحيحه.
رابعًا:في صحيح البخاري ما يقرب منه، وهو قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ».
خامسًا: عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر». رواه الترمذي.
سادسًا: ثبت أن من رددسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ 100 مرة تغفر لها ذنوبه،روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قوله: :« مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْر»، رواه البخاري ومسلم.
كيف يقضي المتوفى يومه؟
وقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن هناك 3 أنواع من الحياة، الحياة الدنيا، وحياة البرزخ، وحياة الآخرة، منوهًا بأن النوعين الآخرين من الأمور الغيبية.
وأوضح «شلبي» خلال البث المباشر لدار الإفتاء على «فيسبوك»، أن الحياة التي يعيشها الإنسان تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أولًا الحياة الدنيا، والتي تنتهي بالموت، وثانيًا: حياة البرزخ، وهي التي تكون بعد الموت إلى قيام الساعة، ثالثًا حياة الآخرة، وهي التي تكون بعد قيام الناس من قبورهم إما إلى جنةٍ، وإما إلى نار.
وتابع: فالحياة البرزخية هي التي تكون بعد موت الإنسان إلى بعثه، وسواء قُبِر أو لم يُقبر أو احترق أو أكلته السباع، والذي يدل على هذه الحياة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت بعدما يوضع في قبره يسمع قرع نعال أهله، كما جاء في الحديث.
وواصل: وهذه الحياة إما أن تكون نعيمًا وإما أن تكون جحيمًا ، والقبر فيها إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران، والذي يدل على النعيم والعذاب فيها ، قول الله تعالى عن قوم فرعون: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ» (سورة غافر:46)، قال ابن مسعود: إن أرواح آل فرعون ومن كان مثلهم من الكفار تحشر عن النار بالغداة والعشي فيقال هذه داركم.
هل يشعر الميت بمن يزوره؟
وأفاد بأن الميت يشعر بمن يزوره، مستشهدًا بما روي عن بريدة رضي الله عنه قال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ" أخرجه مسلم في "صحيحه".
واستدل «شلبي» في إجابته عن سؤال: «هل يشعر الميت بمن يزوره ومن يسلم عليه؟» بما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، إِلَّا عَرَفَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ» أخرجه تمام في "فوائده"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد".
وأشار إلى أنه صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه أمر بقتلى بدر، فأُلقوا في قَلِيب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: «يَا فُلانُ بْنَ فُلانٍ، وَيَا فُلانُ بْنَ فُلانٍ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإنَّي وَجَدت ما وعدني ربي حقًّا»، فقال له عمر رضى الله عنه: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «والَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ مَا أَنتُمْ بِأَسْمَع لِمَا أَقُولُ مِنهُم، وَلَكِنَّهُم لَا يَستَطِيعُونَ جَوابًا» أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" بألفاظ مختلفة.
سكرات الموت
إن للموت سكرات يلاقيها كل إنسان حين يحتضر، والمقصود بها: كرباته وغمراته، وقد وُصفت سكرات الموت بأنه لو لم يكن في حياة الإنسان كرب ولا هول ولا عذاب إلا سكرات الموت؛ لكانت كافية بأن تنغّص عليه معيشته، وتكدّر عليه صفوه وسروره، كما وُصف أنه أشدّ من ضرب السيوف ونشر المناشير، لأن الضرب بهذه الأدوات إنما يوجع لتعلق البدن بالروح، أما سكرات الموت فهي انتزاع لهذه الروح، والمضروب يصيح ويستغيث لبقاء القوة في قلبه وفي لسانه، والذي يعاني من سكرات الموت ينقطع صوته من شدة ألمه، فالألم قد وصل فيه إلى كل موضع، فتضعف قواه.
ثم بعد السكرات تبدأ الأعضاء بالموت تدريجيًا، عضو تلو العضو، فتبرد في البداية قدماه، ثم الساقين، وبعد الساقين الفخذين، وما إلى ذلك، وكل عضو له سكرة بعد سكرة، وكربة بعد كربة، حتى تصل السكرات إلى الحلقوم، وعندها ينقطع نظره عن الدنيا وما فيها، ومما ورد عن السلف الصالح في وصفهم لسكرات الموت، ما رُوي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال لكعب الأحبار: حدّثنا عن الموت، فقال كعب: «هو كغصن كثير الشوك أُدخِل في جوف رجل، فأخذتْ كلُّ شوكة بعِرْق، ثم جذَبه رجلٌ شديدُ الجذب، فأخذ ما أخذ، وأبقى ما أبقى».