ربما تكون أول إشارة لتوجه قادة المجلس العسكري في الجابون، هو الشخص التي اختارته ليكون هو قائد المرحلة الانتقالية للدولة، وذلك بعد الإطاحة بالرئيس المعزول على بونجو، وذلك بعد رفض نتائج الانتخابات التي تمت السبت الماضي وأسفرت عن نجاحه لفترة رئاسة ثالثة لمدة 7 سنوات، ولكن تم الإطاحة به اليوم من قبل مجموعة عسكرية تمثل الأجهزة العسكرية والأمنية بالجابون، وهنا يعد أكثر التساؤلات التي يتم طرحها في الفترة الحالية، هو "هل التحركات العسكرية اليوم هي ضمن سلسلة الثورة على التواجد الفرنسي في مستعمراته الأفريقية، أم أنه إنقلاب داخل الأسرة الحاكمة؟".
من هو بريس كلوتير أوليغي أنغيما؟ .. فهو الشخص الذي اختاره المجلس العسكري بالجابون لقيادة الفترة الانتقالية بالبلاد خلال الفترة المقبلة، وسط جدل بالأوساط الإعلامية حول سبب اختيار تلك الشخصية لقيادة المرحلة الانتقالية، ففي الوقت الذي يرى البعض أن اختياره يكشف أن ما يحدث هو تغيير داخل البيت وليس انقلاب على فرنسا، فيما يرى الآخرون أنه اختيار يهدف لتخفيف الضغوط الخارجية على البلاد، وهذا الجدل كان سببه أن أنغيما هو بالفعل من الأسرة الحاكمة، حيث أن والدته هي إبنة عم الرئيس السابق عمر بونجو، وهو والد الرئيس المعزول على بونجو.
قائد الحرس الرئاسي منذ 2020
وبالطبع الإجابة عن تلك التساؤلاتسيكشف عنه المستقبل، وذلك حسب سياساتأنغيما فث الفترة المقبلة، وموقفه من فرنسا، ولكن يبدوا أن هذا الشخص ليس رجلا سهلا، فقد تولى منصبرئيس الحرس الجمهوري للبلاد منذ 202، وقد تلقى تدريبات عسكرية بالمغرب، وذلك قبل أن يترأس استخبارات الحرس الجمهوري، وهي أقوى التشكيلات الأمنية بالجابون.
وهذا الجنرال هو من منطقة شمال الجابون التي تنحدر منها أسرة بونجو الحاكمة للبلاد، وبالفعل له صلة قرابة بعائلة الرئيس، حيث أن ووالدته هي إبنة عم الرئيس السابق عمر بونجو، فهو قريب للأسرة الحاكمة من جهة والدته، وفي بداية حكم على بونجو في 2009، حدث خلاف بين الإثنين، وهو ما جعله يمكث خارج البلاد 10 سنوات كملحق عسكري في المغرب ودول أخرى.
موقع موند أفريك الفرنسي بالتحقيقات يكشف تفاصيله
ومن الملفت للنظر، أن يقوم موقع فرنسي متخصص في التحقيقات الكشف عن تفاصيل شخصية هذا الرجل، والتي ظهرت وكأنه شخصية محل ثقة لباريس، خصوصا وأنه كان أحد أهم الشخصيات في قوات النخبة، والتي تعد القوام العسكري المحافظ على الحكم الموالي لباريس، وقد كتب الموقع الفرنسي معلومات عنأنغيما جاء فيها تلك النقاظ ..
- أحد أكثر الشخصيات نفوذا في الجيش الغابوني.
- قائد الحرس الجمهوري، وتولى هذا المنصب منذ مارس عام 2020.
- الحرس الجمهوري تشكيلة عسكرية مستقلة تابعة لجهاز الدرك، وتتولى حماية الشخصيات والمؤسسات العامة، وهي التشكيلة الأمنية الأقوى في الغابون.
- عندما وصل علي بونغو إلى السلطة، أصبح أنغيما ملحقاً عسكرياً في سفارة الغابون في المغرب ثم في السنغال.
- بعد مرور عام على تدهور الحالة الصحية للرئيس علي بونغو، تم استدعاء أنغيما إلى الغابون.
- بعد 6 أشهر، تمت ترقيته ليتسلم قائد الحرس الجمهوري.
- يمتلك عقارات عديدة في الولايات المتحدة تبلغ قيمتها أكثر من مليون دولار.
معلومات عن انضمامه للتحركات العسكرية في وقت لاحق
وما حدث صباح اليوم، كانت بدايته مع مع ظهور مجموعة من كبار ضباط الجيش الجابوني على شاشة التلفزيون في الساعات الأولى من صباح الأربعاء وأعلنوا الاستيلاء على السلطة بعد وقت قصير من إعلان مركز الانتخابات فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة، وفي مقطع فيديو متداول، ظهر مجموعة من الجنود المحتفين بالانقلاب يتوسطهم العقيد بريس كلوتير أوليغي أنغيما، الذي يعتقد أنه من قاد التحركات ضد الرئيس بونغو.
وقد ذكرت القيادات العسكرية، أن رئيس الجابون علي بونغو أونديمبا قيد الإقامة الجبرية محاطا بعائلته وأطبائه، ولم ترد تقارير بعد عن مكان بونغو، الذي كان آخر مرة ظهر فيها علنا عندما أدلى بصوته في الانتخابات السبت الماضي، ولكن الملفت للنظر، أن تقرير صحفية خرجت من الجابون في وقت لاحق، أن أنغيما لم يكن في البداية مع التحركات العسكرية التي حدثت بحق الرئيس بونجو، ولكنه انضم إليها في وقت لاحق، وذلك بعد التوافق الذي حدث مع القادة الذين قادوا الإنقلاب، وهي تقارير تبدوا أن هدفها رسالة داخلية مفادها، أن تعيينه لا يعني القبول باستمرار الخضوع لفرنسا، ولكنه تحرك مؤقت لحين إيجاد سلطة منتخبة بحيث تكون فترته مرحلة بلا ضغوط خارجية كونة شخصية مقبولة لدى قصر الإليزية.