EN 
حلت أمس 30 أغسطس 2006، ذكرى رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ، الذي بدأ مسيرته الأدبية في أوائل الأربعينيات واستمر في الكتابة حتى عام 2004، تتميز رواياته بأنها تدور جميعها في إطار المجتمع المصري، حيث تبرز ثيمة متكررة وهي الحارة التي تُعَدُّ مجتمعًا صغيرًا يعكس العالم بأسره، تعتبر ثلاثية "وأولاد حارتنا" من أشهر أعماله، والتي تم منع نشرها في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب.
على الرغم من تصنيف أدب محفوظ على أنه أدب واقعي، إلا أنه يتناول قضايا وجودية تثير التأمل، وبفضل قوة روحه الإبداعية وجودته الأدبية، تم تحويل أعماله إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية.
نجيب محفوظ يعتبر واحدًا من أبرز الأدباء العرب الذين تركوا بصمة فارقة، واستطاعت أعماله أن تحظى بشعبية واسعة وإشادة نقدية عالمية. تعتبر رحيله خسارة كبيرة للأدب العربي، وما زالت رواياته تستمر في إلهام القراء والكتّاب حول العالم.
متحف يليق بنجيب محفوظ
قال الشاعر لكبير أحمد الشهاوي لـ صدى البلد إن مبادرة تأسيس متحف لنجيب محفوظ تأخرت بشكل كبير، إذ كان يجب تأسيسه بشكل يليق بنجيب محفوظ كأحد رواد الكتابة الروائية في مصر، وبوصفه الحائز الوحيد في مصر و البلدان العربية على جائزة نوبل للأدب،
وتساءل: ماذا نفعل لكي يكون المتحف يليق بسيرته وتاريخه الإبداعي، بحكم العلاقة التي كانت تربطني بنجيب محفوظ ومن حوله من أصدقاء مقربين أتصورأن هناك أشياء كثيرة في حوزة هؤلاء المقربين وأسرهم تخص نجيب محفوظ، يمكن أن تهدي تلك الأسر ما لديها من متعلقات تخصه أو تخص العلاقة التي كانت تربط نجيب محفوظ بأصدقائه إلى المتحف.
وأضاف: كان لنجيب محفوظ سلسلة طويلة من الأصدقاء على مر السنين، خاصة في الإسكندرية والقاهرة، على سبيل المثال، هناك العديد من المتعلقات الخاصة به في الإسكندرية التي لم يتبرع بها أحد من أولئك الذين كانوا يرافقونه، ينبغي للمتحف أن يطالب بهذه الأشياء، لأنه المتحف الوحيد المخصص لأحد الأدباء، فنحن لا نهتم بالأسماء الكبرى في الأدب، وهذه مسألة يجب على وزارة الثقافة أن تتصرف فيها.
نشر رسائل ماجستير لنجيب محفوظ
واستطرد الشهاوي: بمناسبة ذكرى نجيب محفوظ، لماذا لا تُنشر رسائل الماجستير والدكتوراه التي درسها نجيب محفوظ والتي تكثر في جامعتنا؟ ينبغي على الجهات المسئولة عن النشر أن تهتم بهذا الأمر.
بيع ملفات نجيب محفوظ ومتعلقاته خارج مصر
وأوضح الشهاوي: هناك تجارة لمتعلقات نجيب محفوظ، إذ تم بيع أشياء وملفات خاصة به بمبالغ ضخمة لأشخاص غير مصريين، وأنا شخصيًا أعلم بوجود وسطاء ونشطاء وعملاء يتلقون عمولات مقابل بيع هذه الملفات، وليس هذا فقط من أجل ملفات نجيب محفوظ، بل رأيت أيضًا بيع ملفات لمحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي، هذه حقيقة شاهدتها، وهناك أعمال أخرى لنجيب محفوظ لم تحظ بالشهرة المستحقة ولم تتلق الترويج الكافي، أذكر تلك الأعمال التي رعاها الناقد والكاتب حسين عيد، وقد قام بنشر العديد من الأعمال الأدبية من خلال دار المصرية اللبنانية، وهناك عمل نشره حسين ورفض نجيب محفوظ نشره وقتها لأنه كان غير مكتمل، ولكن حصل عليه حسين ونشره، فينبغي أن يتم تدريس هذا العمل، فهناك العديد من الأشياء العملية التي يمكن القيام بها للاحتفال بذكرى نجيب محفوظ، نحتاج إلى وضع خطة عمل تنفذ لتحقيق ذلك، وأتمنى أن تلتفت الجهات المسئولة وتبذل مجهودًا حقيقيًا لتأسيس متحف نجيب محفوظ.
