EN
تعتبر الزيادة السكانية واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه الدولة المصرية منذ عقود، فهي آفة كل العصور والأزمان لأنها تؤثر بشكل سلبي على المجتمع ككل.
المؤتمر العالمي للسكان
وتفاقمت خلال السنوات الأخيرة، أزمة الزيادة السكانية بشكل كبير، حتى صارت العقبة الأكبر أمام انطلاق الدولة إلى الأمام، وفي ظل الأزمات الاقتصادية العالمية، التي زادت من معدلات الفقر في جميع أنحاء العالم تقريبا، يبدون من الضروري التعامل مع هذه القضية، ومنحها الأولوية الأولى، كواحدة من القضايا المصيرية التي تواجه المجتمع المصري.
ويرصد "صدى البلد"، أهم وأبرز المعلومات عن جهود الدولة المصرية لتحسين جودة الحياة للمواطنين وكيفية مواجهة الزيادة السكانية.
وتجري الآن الاستعدادات لاستضافة المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية، الذي سيعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك خلال الفترة من 5 إلى 8 سبتمبر 2023.
وأعلن الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده حول هذا الحدث الدولى، أن المؤتمر سيكون فرصة لتجديد التزامات مصر الدولية تجاه القضايا السكانية والتأكيد على الجهود المبذولة لتحقيق الاستفادة القصوى من العائد الديموغرافي.
وأضاف الوزير أن المؤتمر سيكون بمثابة منصة تحاورية عالمية للخبراء وصانعي السياسات والباحثين والممارسين، في سعي لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات ومناقشة العلاقات المتغيرة والمتداخلة بين الصحة، السكان والتنمية.
وأكد الدكتور عبد الغفار حرص القيادة السياسية على تذليل أي معوقات تواجه تحقيق العدالة بين الرجل والمرأة في الحصول على الحقوق وممارسة الحريات التي يكفلها الدستور المصري لجميع المواطنين، وأشار إلى أن المؤتمر يأتي في إطار اهتمام الدولة المصرية بملف السكان والتنمية، ومن المتوقع أن ينتج عنه توصيات وقرارات تهدف إلى تحسين جودة حياة المواطن المصري من خلال الاهتمام بالرعاية الصحية والاجتماعية.
وفي إطار جهود الدولة لتحسين حياة المواطنين، أعلن الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، عن تنفيذ عدد 4641 مشروعاً ضمن مبادرة المشروع القومي للتنمية المجتمعية والبشرية والمحلية "مشروعك"، وبتمويل يبلغ 413 مليوناً و179 ألف جنيه، وفرت نحو 20 ألف و438 فرصة عمل للشباب من أبناء المحافظة، وذلك منذ بداية مبادرة "مشروعك" بالفيوم وحتي نهاية شهر يوليو الماضي.
مواجهة الزيادة السكانية
وأوضح محافظ الفيوم، أن عدد الأنشطة الصناعية بلغ 401 مشروعاً، والأنشطة التجارية 3518 مشروعاً، والأنشطة الخدمية 235 مشروعاً، والأنشطة الزراعية 31 مشروعاً، والأنشطة الحيوانية 188 مشروعاً، فضلاً عن أنشطة المهن الحرة التي بلغت 268 مشروعاً، لافتاً إلي أنه تم دعم المرأة المعيلة من خلال تمويل المشاريع المنزلية والأنشطة المختلفة، حيث بلغ عدد المشروعات التي تم تمويلها للسيدات ضمن المبادرة 1605 مشروعاً.
ومن جانبه، أكد اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، أنه تم تنفيذ عدد ٥٥٤٧ مشروعًا ضمن مبادرة المشروع القومي للتنمية المجتمعية والبشرية والمحلية «مشروعك» بنطاق أحياء ومراكز ومدن المحافظة وذلك في إطار الجهود المبذولة من قبل أجهزة المحافظة لتحقيق رؤية الدولة بشأن رفع مستوى معيشة المواطنين وتحسين بيئة العمل والاستثمار.
وأشار محافظ الجيزة إلى أن المبادرة تأتى تنفيذًا لتكليفات القيادة السياسية لتشجيع الشباب على إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وتعزيز ثقافة العمل الحر، والتى نجحت في توفير نحو ٢٦ ألف فرصة عمل للشباب من أبناء المحافظة، وذلك منذ انطلاق المبادرة وحتي الآن مما ساهم في رفع مستوى دخول المواطنين والحد من البطالة تنفيذًا لرؤية مصر 2030.
وأكد محافظ الجيزة أنه تم توفير التمويل اللازم لإقامة تلك المشروعات وتسهيل إجراءات إصدار التراخيص الخاصة ببدء مزاولة الأنشطة الخاصة بهم حيث بلغت قيمة القروض الممنوحة لأصحابها نحو مليار و660 مليون جنيه حتى الآن وذلك بالتعاون مع البنوك المشاركة بالمبادرة.
وفي نفس السياق، تم إطلاق مبادرة رئيس الجمهورية " الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية" تحت مظلة 100 مليون صحة.
وقال وزير الصحة إن الحديث عن القضية السكانية اليوم أصبح من أجل تحقيق التنمية الحقيقية بمفهومها الشامل الذي يضمن حق الطفل في أن ينشأ في مناخ عائلي سليم وحق الأم في أن تتمتع بحياة صحية فيها دفئ أسري وعن حق الأب أيضا في أن يكون أسرة سليمة، وبالتالي اتسع مفهوم القضية السكانية ليتضمن مفهوم قضية كل أسرة مصرية وبالتالي قضية وطن.
وكشف الدكتور خالد عبد الغفار أنه وفقا للمسوحات التي تم إجراؤها مؤخرا فإن عدد سكان مصر بلغ 105 مليون مواطن بمعدل مواليد2.2 مليون مواطن سنويا، وأن المناطق الأكثر فقرا والأقل تعليما هي الأكثر إنجابا وتزداد بها ظواهر ختان الإناث وعمالة الأطفال والزواج المبكر وبالتالي تزداد نسب الإصابة بالأمراض.
التقارب بين مرات الحمل
ولفت إلى إن الخريطة الصحية التي تمت من خلال حملة 100 مليون صحة، كشفت أن النساء الأكثر إنجابا هن الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، كما أن التقارب بين مرات الحمل وعدم الرضاعة الطبيعية من أسباب أيضا الإصابة بسرطان الثدي.
ومن جانبها، قالت الدكتورة منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء السابقة، إن قضية المشكلة السكانية غاية في الخطورة ونتحدث فيها منذ 40 و50 سنة ولم نجني ثمارها حتى الآن، مؤكدة أن الاستمرار بنفس السياسة المتبعة غير عملي وغير مفيد.
وأضافت مينا - خلال تصريحات لها، أن الزيادة السكانية في مصر مرتبطة بالطبقات الأكثر فقرا مع ملاحظة أن الطبقات الأعلى في المستوي الثقافي والتعليمي لديهم ثقافة تحديد النسل بسبب التخطيط الجيد لحياتهم.
وتابعت: "قضية الانفجار السكاني على رأس القضايا المهمة في مصر، وتنظيم الأسرة ليست مسئولية فقط وزارة الصحة، ولكن مسئولية كل الوزارات، وحل هذه المشكلة يكمن في التنمية الحقيقية بوضع خطة من قبل الدولة تتعاون بها كل الوزارات للعمل على رفع المستوي الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، والاهتمام التعليم والتنوير، وتوفير خدمات تنظيم الأسرة ورفع كفاءة الأطباء، وخطاب إعلامي وديني مستنير".
وسبق، وشهد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مراسم توقيع برتوكول تعاون بين وزارتي التخطيط والتنمية الاقتصادية والمالية بشأن برنامج الحوافز المادية بالمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية.
وأشار محمد معيط وزير المالية إلى أن الوزارة ستقوم بادخار المبلغ حتى يستحق عند بلوغ المرأة 45 عاما، وأكد على سقوط حقها في المطالبة بالمبلغ المتراكم في حال انجابها الطفل الثالث.
وأوضح أنه ستتم محاسبة كل امرأة على أساس عمرها وقت الاشتراك في البرنامج وفقا لعدة محددات، وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يزيد تعداد السكان في مصر، وهي الدولة الأكثر سكانا في العالم العربي، على 104 ملايين نسمة.
