دعا السيد عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية خلال حفل إفطار الأسرة المصرية 26 إبريل 2022، الى إطلاق الحوار الوطني، لإشراك كافة مكونات المجتمع المصري فى صورة تمثل عملية صياغة عقد اجتماعي جديد يقوم على احترام وكفالة حقوق الإنسان لكل مصري ومصرية دون تمييز أو إقصاء.
تسعى الدولة المصرية دائما الى احتواء واحتضان أبنائها دون تميز حتى المعارضين لها، تسعى لاحتوائهم وسماعهم وتوفير فرص العمل المناسبة لهم، وشهدت جلسات الحوار الوطني حضور كافة أطياف المعارضة وقام كل شخص بعرض رؤيته وأفكاره وتصوره ومطالبه، وسعت الدولة إلى تنفيذ تلك المطالب مما يدلل على أننا دولة عدل وديمقراطية غير متوفرة داخل البلدان التى تتشدق بها وتسعى لفرض تلك التشدقات علينا دون أدنى تطبيق لها داخل أراضيها بل تُمارس مع شعوبها قمة الديكتاتورية .
[[system-code:ad:autoads]]
أسفرت نتائج الحوار الوطنى عن خروج المسجونين بعفو رئاسي رغم تورطهم فى قضايا جنائية وصادر ضدهم أحكام قضائية، فى صورة تعكس مدى استجابة القيادة السياسية لأصوات المعارضين وتنفيذ مطالبهم بجانب تحقيق بعض المطالب الأخرى.
إحقاقا للحق الدولة تسعى جاهدة لرأب أى انشقاق واحتواء الجميع بينما المعارضة نفسها هى من تختلق الانشقاقات والخلافات فيما بينها مما يدلل على عدم وجود معارضة ناضجة تستطيع أن تقود السفينة لتوجيه الدولة لإصلاح قصور غير متعمد، لذلك على المعارضة أن تصلح من شأنها الداخلى وتتحد مع بعضها قبل أن تنتقد المشروعات والإنجازات التى قامت بها القيادة السياسية منذ توليها قيادة سفينة البلاد والوصول بها لبر الأمان.
الغريب فى الامر ان بعض المعارضين للدولة تعالت أصواتهم لإخراج من بالسجون والدولة استجابت وأفرجت عنهم بعفو رئاسي كما ذكرت فى الأعلى، وفى الوقت ذاته سارعوا لتقديم بلاغات ورفع دعاوى قضائية ضد بعضهم البعض لسجن بعضهم !!!
أرى أن الدولة المصرية تسير بخطى ثابتة لترسيخ مبادئ الديمقراطية وتطبيق حقوق الإنسان وتحقيق وتوفير مناخ صحى سياسيا واجتماعياً ونفسيا ومعيشيا لتحقيق نهضة وصحوة صناعية وزراعية وعلمية لتكون مصر فى الصدارة دائما.
فى إطار تدشين جمهورية جديدة قائمة على بناء الإنسان والدولة معا تأتى أهمية الحوار الوطنى والسياسى الذى دعت إليه القيادة السياسية من أجل مشاركة الجميع فى مواجهة التحديات وصنع مستقبل مشرق لأبناء الوطن .
ومن الأشياء التى تبعث السعادة لدى الجميع هو حرص الدولة على تمكين الشباب والمشاركة الجادة خلال فعاليات الحوار، خاصة أن قضية الشباب تعد من أهم القضايا التى تهتم بها الأمم لأنهم صمام الأمان وساعدها القوى فى التقدم والازدهار والحيوية، فالشباب هم قادة المستقبل الذين سيقودون سفينة البلاد.
وهنا لابد من الإشادة برؤية القيادة السياسية، بتمكين الشباب وتدريبه وتأهيله للقيادة فى دولة يشكل فيها الشباب السواد الأعظم من عدد سكانها، الأمر الذى كان حلما وأصبح حقيقة، عندما أعلن الرئيس نهاية عام 2016 عن تدشين برنامج التأهيل الرئاسى للقيادة، وكذلك إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل، فضلا عن تدشين مبادرة تجمع الشباب الحزبى والمستقل تحت مظلة تنسيقية سياسية لتقديم نموذج للحوار القائم على الأهداف والرؤى المشتركة من أجل تنمية الحياة السياسية فى ظل استراتيجية التنمية المستدامة، ورؤية مصر 2030، الذى أتاح نسبة للشباب فى الانتخابات البرلمانية والمحلية، ليحصل الشباب على 32% من مقاعد برلمان 2015 و 2020، وكذلك الاستعانة بكثير من الشباب فى مناصب صنع القرار كمحافظين ونوابهم، ونواب وزراء، ومناصب قيادية مهمة فى عدد من الجهات والأجهزة الحكومية.