أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، على وجود مشكلة شائعة تتمثل في تدخل الآباء في اختيارات أبنائهم للتخصصات ومجالات الدراسة، وهي مشكلة تعيشها العديد من الأسر في كل عام بمجرد إعلان نتائج الثانوية العامة، ويتجلى هذا التدخل حيث يحلم الوالد بكلية معينة يروجها كخيار مناسب لابنه، في حين يتبع الابن ميوله ورغباته الشخصية في اختيار مجال الدراسة والتخصص الذي يناسبه، وهذا قد يتعارض مع توجهات والديه.
وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس،أن السبب وراء ذلك هو ان هناك نمطًا من التفكير يتمثل في اعتبار بعض التخصصات أكثر احترامًا مهنيًا من غيرها، وهذا الاعتقاد يؤثر على اختيارات الآباء والطلاب في مجالات الدراسة.
وقال الخبير التربوي، ان من المثير للانتباه أن هناك آباء يميلون إلى التفضيل لبعض الكليات الـ "القمة"، مثل الطب والهندسة والاقتصاد والاعلام وغيرها من التخصصات المشهود لها بالتقدير المهني، ويضعون هذه الكليات في مقدمة اختيارات أبنائهم دون مراعاة توافق ميولهم واهتماماتهم، ويصرون على أن يلتحق أبناؤهم بهذه الكليات حتي اذا تطلب الامر بالتقديم في الجامعات الخاصة بغض النظر عن ميولهم وقدراتهم.
وتابع: "في الواقع، يشير هذا النهج أنه يؤدي إلى نتائج عكسية غير متوقعة ونتفاجأ انهم ظلوا في سنوات الدراسة خلال مرحلة الجامعة ٨ أو ٩ سنوات، لان الطلاب وجدوا أنفسهم في مجالات لا يشعرون بالانتماء إليها أو يرون صعوبة في تحقيق نجاح مهني فيها، وذلك بسبب عدم توافقها مع قدراتهم واهتماماتهم الشخصية.
وقال الدكتور حسن شحاتة،إن ليس هناك تصنيف "قمة" أو "قاع" فيما يخص الكليات والتخصصات، فكل تخصص يحمل قيمته الخاصة ويسهم في تطوير المجتمع، فمثلًا، التخصصات الفنية والاجتماعية تلعب دورًا حيويًا في الاقتصاد والمجتمع على نفس النحو الذي تلعبه التخصصات الهندسية والطبية.
ومن النصائح المهمة التي وجهها الخبير التربوي، هو توجيه الطلاب نحو اختيار كليات العلوم التكنولوجية، حيث أوضح أن هذه الكليات تمثل المستقبل بشكل كبير، فهي تتضمن كليات تعنى بالذكاء الاصطناعي والحاسوب والكمبيوتر، وهذه التخصصات تمتد إلى مجموعة متنوعة من المجالات العملية، إن اختيار هذه الكليات يمكن للطلاب من دخول عالم التكنولوجيا الحديثة وتطبيقها في مجموعة متنوعة من الصناعات والقطاعات.
وصرح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس،بأن الكليات التكنولوجيا هي مستقبل هذا البلد وينصح بها، وكذلك كليات تكنولوجيا العلوم الصحية، والتي تمنح شهادات تمكن أصحابها من العمل كإخصائي فني، في الإشاعة، والمختبرات، والبصريات.
واختتم الدكتور حسن شحاتة، تصريحاته قائلاًأن من الضروري أن يتغير نمط التفكير هذا وأن يتم قبول التنوع في مجالات الدراسة، ويجب أن يدرك الآباء والطلاب أن الاختيار يجب أن يستند إلى القدرات والاهتمامات الشخصية بدلاً من الضغوط الاجتماعية أو التصورات الخاطئة، ويجب أن يتم تشجيع الطلاب على معرفة أنفسهم جيدًا واتخاذ القرارات المستنيرة التي تعكس مساراتهم المهنية والشخصية.