لم يكن احد من سكان محافظة بورسعيد يتوقع او يتخيل ان تتحول منطقة القنال الداخلى من وكر اشبه بالباطنية الى مزار سياحي يتوافد اليه الآلاف يوميا من محافظات الجمهورية بجانب أهالى الباسلة انفسهم الذين كانوا يخافون المرور من تلك المنطقة.
فعلى الرغم من أن منطقة القنال الداخلى تعد من أهم المناطق الحيوية داخل محافظة بورسعيد لما تتميز به من موقع يتوسط المدينة يلزم المواطن المرور عليه للوصول إلى أى نقطة داخل المدينة فقد أصبحت تلك المنطقة قلب بورسعيد الا ان الإهمال ضربها على مدار سنوات طويلة فتحولت الي مرتع ومأوى للخارجين على القانون .
كانت تلك المنطقة قد تم تخطيطها على أن تكون مجمعا لأسواق الاسماك و الخضروات و الفاكهة و الملابس الجاهزة و الحرف البسيطة إلا أنه وبمرور الوقت و تعاقب المحافظين فشل التخطيط الموضوع لهذه المنطقة فأصبحت باطنية جديدة تهدد مواطنى بورسعيد قبل الثورة وقنبلة تهدد أمن بورسعيد بعد الثورة لما تحويه هذه المنطقة من ترسانة أسلحة نارية وبيضاء وكلاب ضالة وخارجين على القانون ومرتع للاعبى القمار ومخازن للمسروقات ضاعت تلك المنطقة بين أحياء الشرق و العرب لوقوع جزء منها فى حى و الجزء الثانى فى اخر والتى أراد كل منهم إلقاء العبء على الآخر ليترك المواطن يواجه ويلات الأسى والمعاناة من جراء تحويل هذه المنطقة الى بؤرة عشوائية تمثل خطر داهم على المجتمع البورسعيدى.
ويأتي قرار التحدى من اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد الحالى عام ٢٠١٦ بإزالة تلك المنطقة عن بكرتها وإعادة تخطيطها مجددا لتكون منارة للسياحة الداخلية ونقطة انطلاق جديدة لتنشيط سياحة اليوم الواحد ظن الكثيرين فشل تنفيذه للخطورة الداهمة التى أصبحت عليها المنطقة.
وعقب صدور قرار محافظ بورسعيد دخل القرار حيز التنفيذ بإزالة أخطر بؤرة فى تلك المنطقة وتحويلها الى سوق أسماك على أحدث الطرز العالمية وسط متابعة مستمرة للاعمال ليعلن افتتاحه عام ٢٠١٩ بزيارة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس وزراء مصر يرافقه عدد من الوزراء المعنيين وسرعان ماتحول سوق الأسماك الي مزار سياحي يتوافد اليه الرحلات اليومية بإعداد تتجاوز الآلاف وسط اشادة من الجميع بمستوى الخدمة و النظافة والاسعار وتمنيات الغالبية منهم بأن يشيد فى محافظاتهم أسواق بنفس التميز .
وأقيم سوق أسماك بورسعيد على مساحة 16,550متر، ويضم 82 محل قطاعى بمساحة 20 مترًا، و104 محلات “سريحة” بمساحة 10 أمتار، و30 محل جملة بمساحة 40 مترًا، و2 مطعم على مساحة 100 متر ومبنى إدارى بمساحة 720 مترا ويضم عدة أفران لشوى الأسماك ومحال لتنظيف الأسماك، وسيتم تزويد السوق بكافة الإمكانات والخدمات اللوجيستية، بالإضافة إلى منطقة انتظار أمام جميع مداخل السوق البالغ عددها 6، وكذا أحدث نظام اطفاء حريق وشبكة صرف حديثة.
وعقب الانتهاء من بناء وافتتاح سوق أسماك بورسعيد ونقل التجار المستحقين من منطقة السوق القديم و الذي يبعد قرابة ١٠٠ متر الي السوق الجديد يدخل محافظ بورسعيد فى تحدى جديد لإزالة سوق الأسماك القديم وإنشاء بازار بورسعيد الجديد للخضار و الفاكهة والخدمات والذي يتم الانتهاء منه وافتتاحه فى غضون عام ٢٠٢٠ ليضم محلات خضروات وفاكهة وعطارة ويقام بازار بورسعيد الجديد، على مساحة 24 ألف متر مربع، ويضم محلات جملة وقطاعي للخضروات والفاكهة، ومحلات عطارة وسوبر ماركت ودواجن ولحوم ومحلات للمخبوزات، بحيث يشكل سوق الخضروات مع سوق الأسماك، مجمعا تجاريا متكاملا يغطي احتياجات أبناء المحافظة وزوارها من كل الاحتياجات الغذائية اليومية، بالإضافة إلى 4 بنوك بالإضافة إلى 8 مطاعم دورين.
وفى ذات التوقيت أعلن اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد الدخول فى تحدى جديد بأنشاء سوق على أحدث الطرز لتجارة الملابس المستعملة او كما يطلقون عليها البالة ليقضى على اخر البؤر بمنطقة القنال الداخلى بنقل المستحقين من تجار الملابس المستعملة الى السوق الجديد الذي حظى بأشادة من جميع زوار بورسعيد للشكل و المعروضات و النظافة العامة .
هذا ولم يجد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد سبيل لاستكمال تخطيط المنطقة لتصبح مزار سياحي سوى إنشاء جراج متعدد الطوابق على أحدث النظم يحتوى بداخله على أحدث مغسلتين للسيارات ويسع قرابة ٤٠٠ سيارة خدمة لسكان المنطقة وزوار بورسعيد.
هذا ويجرى الان العمل بمنطقة أرض سوق البالة القديم لإنشاء أكبر مجمع اسلامى متكامل الخدمات ويضم مكتبة على أحدث النظم مرجع الانتهاء منه نهاية عام ٢٠٢٤ لتتحول المنطقة التى سببت زعر كبير لسكانها بوجه خاص واهالى بورسعيد بوجه عام من باطنية يقتنها الخارجية على القانون الى قبلة للزائرين يتحاكوا بجمالها ونظامها ويتمنوا أن يجدوا فى محافظاتهم مثيلها.