أغلقت كوريا الشمالية حدودها في بداية جائحة فيروس كورونا في عام ٢٠١٩ ، وادعت أنها لم تسجل أي حالة إصابة بالفيروس. وأثر إغلاق الحدود سلبا على التجارة القانونية الضئيلة التي تقوم بها الدولة المعزولة، وترك مئات المواطنين الكوريين الشماليين عالقين في الخارج، بما في ذلك الدبلوماسيون والعمال المرسلون إلى دول مثل روسيا والصين لكسب العملة الصعبة لنظام كيم.
التطورات الأخيرة
قامت شركة طيران كوريو، وهي شركة طيران حكومية كورية شمالية، بأول رحلة دولية لها منذ بدء الجائحة، في إشارة إلى تخفيف قيود الحدود التي يمكن أن تعيد مواطنيها المحتجزين في الخارج وتزيد التجارة مع جارتها القوية.
وبحسب بيانات رحلات الطيران، أقلعت طائرة ركاب من طيران كوريو من بيونغ يانغ إلى بكين يوم الثلاثاء، وهذه هي أول رحلة تجارية من هذا النوع في أكثر من ثلاث سنوات، وعلقت وزارة الخارجية الصينية قائلة، “إنها منحت إذنًا للرحلة”.
كما من المقرر أن تدير طيران كوريو رحلات يوم 28 أغسطس بين فلاديفوستوك وبيونغ يانغ، وفقًا لـ NK News، وهي خدمة متخصصة في شؤون كوريا الشمالية.
وفي نفس الشهر، أصدرت هيئة حالات الطوارئ المتعلقة بالأوبئة في كوريا الشمالية بيانًا قالت فيه إنه تمت الموافقة على عودة المواطنين المحتجزين في الخارج "بما يتماشى مع حالة الجائحة التي تخف حول العالم".
وأضاف البيان أنه تم اتخاذ إجراءات صارمة للحجر الصحي والفحص الطبي للعائدين، وأنه تم توزيعهم في مناطق مختلفة من البلاد.
التحديات والآفاق
اكتشاف سلالة أوميكرون من فيروس كورونا يشكل خطرًا كبيرًا على كوريا الشمالية، التي لم تقم بتطعيم أي من سكانها البالغ عددهم 25 مليون نسمة، وفقًا للخبراء، ونظامها الصحي المنهك سيواجه صعوبة في التعامل مع تفشٍ كبير.
كما رفضت كوريا الشمالية حتى الآن اللقاحات المقدمة من برنامج كوفاكس المدعوم من الأمم المتحدة، ربما لأن إعطاء الجرعات سيتطلب مراقبة دولية. وتواجه بيونج يانج أزمة اقتصادية وإنسانية بسبب نقص الغذاء والدواء والوقود، وتزداد حدة بسبب العقوبات الدولية المفروضة على الدولة بسبب برامجها النووية والصاروخية، والتي تحتاج إلى استئناف التعاون مع دول المنطقة، خاصة كوريا الجنوبية والصين، لتخفيف التوترات وتحسين ظروف شعبها.