يتمتع مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بجامعة الأزهر بشهرة وثقة واسعة في مجال تعليم لغة القرآن الكريم، وإعداد وتأهيل غير الناطقين باللغة العربية من الطلاب الوافدين للدراسة داخل أروقة المعاهد والجامعات الأزهرية، في مناخ يضمن تحقيق التكافؤ بين الطلاب الراغبين في تحصيل العلوم الشرعية وأقرانهم من الطلاب الدارسين في الأزهر.
تعلم اللغة العربية وفهم معاني القرآن
ومن خلال لقاء موقع صدى البلد بعددٍ من الطلاب الوافدين بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، شدد العديد من الطلاب الوافدين على التميز المصري في تعلم اللغة العربية وتحقيق أهدافهم في تحصيل العلم الشرعي المشهور به الأزهر منذ ما يقرب من أحد عشر قرنًا من الزمان، مؤكدين تفرد معلمي ومعلمات المركز في تحصيل أبجديات اللغة العربية والانتقال السلس في نطقها وكتابتها.
التعرف على الإسلام بوسطيته وسلامه
في البداية.. قالت الطالبتان سندس وحمدية من السويد ولندن، إن معرفتهما بالدراسة في مركز الشيخ زايد أتت من خلال منشور المركز بمنصات التواصل الاجتماعي وأنهما جاءتا للدراسة به لثقتهما ومعرفتهما بقيمة الالتحاق بالأزهر الشريف.
وأكدتا أن التحاقهما بالمركز قبل 10 أشهر، بدأتا خلالها بتحصيل أبجديات اللغة العربية ومن ثم الانتقال إلى تعلم القراءة والكتابة بشكل سليم، وأن ما تبذله المعلمات يسهم في تذليل صعوبات التعامل مع هذه اللغة التي لم تدرسانها من قبل.
الطالبتان بمركز زايد أكدتا أن مصر دولة عظيمة لمن أراد التعرف على الإسلام بوسطيته وسلامه.
تحصيل العلم الشرعي
في حين قال الطالب الباكستاني منصور علي، إن التحاقه بالمركز أتى قبل 7 أشهر فقط، حيث جاء لدراسة اللغة والعلوم الشرعية وفق ما سمعه عن وسطية الأزهر ومنهجه المستنير الذي عرف به منذ ألف عام ويزيد، وما عرف به علماء الأزهر ورجاله حول العالم.
وتابع:« تعلمت اللغة كتابة وحديثا، وأسير في الطريق نحو تعلم علوم الحديث وأصوله، العقيدة والفلسفة، معربًا عن رغبته في أن يكون عند تخرجه من الأزهر والعودة إلى بلاده أن يدرس لقومه اللغة والدين بما تعرف إليه من وسطية واعتدال خاصة في مجال المعاملات وسائر شئون الحياة، ونبذ للتعصب والتطرف.
فيما أكد الطالب الصيني موسى لقمان، أن المجيء إلى الأزهر دافعه الأول والأخير هو تحصيل العلوم الشرعية القائمة على الوسطية والسماحة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن رغبته بالعودة إلى بلاده فيقوم بتدريس اللغة العربية وبيان معاني القرآن الكريم وتحفيظه بشكل صحيح.
وفي تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أكد الدكتور محمد حسين المحرصاوي نائب رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والرئيس السابق لجامعة الأزهر، أن المنظمة لا يقتصر نشاطها على الجانب الدعوي ممثلاً في التعامل مع الأئمة والوعاظ من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، بل يمتد دورها إلى تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وذلك من خلال مركز الشيخ زايد.
وقال إن الله سبحانه وتعالى اختص اللغة العربية بأن تكون لغة القرآن الكريم وذكر سبحانه وتعالى ذلك في عدة آيات، حيث جاء في قوله تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، مضيفا أنه يجب علينا أن نحافظ علي لغتنا العربية، وأن نعتز بها، فتعلم اللغة العربية من أعظم القربات التي نتقرب بها إلي المولى عز وجل.
وأشار إلى أن اللغة العربية هي لغة عالمية، وعالمية اللغة العربية جاءت من عالمية الإسلام الذي جاء رحمة للناس أجمعين مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، مشددًا أن فهم اللغة العربية يؤدي إلى الفهم الصحيح للقرآن فمن لا يحسن اللغة العربية، ويعرف الأساليب اللغوية، ولسان العرب لن يجد سبيلًا إلى فهم وتذوق القرآن، ولا يستطيع أن يفهم مراد الله، ومن هنا ينشأ التطرف والفهم الغير صحيح لآيات القرآن الكريم ومعانيه.
وفيما يتعلق بدور مركز الشيخ زايد في تعليم اللغة العربية، أشار المشرف على المركز إلى أن هناك ما يزيد عن مائة جنسية تدرس بالأزهر الشريف، كما أن الطلاب الوافدون في التعليم الجامعي وقبل الجامعي الأزهري يقدرون بأكثر من 50 ألفا، لذا كان هناك قرار يتعلق بكيفية التحاق الطلاب الوافدين بالجامعة.
فقديماً كان الطالب يأتي من بلده ويدخل مباشرة، وربما وجد صعوبة في التأقلم مع دراسة اللغة العربية وفهمها، وكثير منهم كانوا يتعثرون، لذلك أصدر فضيلة الإمام الأكبر قراراً بألا يلتحق الطالب بكليات جامعة الأزهر المختلفة إلا إذا تم عرضه على اختبار تحديد مستوى للغة العربية، إذا اجتازه الطالب يلتحق مباشرة بالكلية، وإذا رسب أو لم يتحصل على الدرجة المطلوبة يتم إلحاقه بالدراسة ضمن مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إلى أن ينتهي من المستويات المطلوبة، ثم يتحصل على إفادة بموجبها يلتحق بالكلية التي يرغب بها.
فيما أوضح أسامة ياسين نائب رئيس المنظمة، أن مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، يستقبل الطلاب من جميع أنحاء العالم الراغبين في الالتحاق بالأزهر، ويقوم بتعليم اللغة العربية في فترات قياسية ويكون بعدها الطالب مستعدًا للالتحاق بالجامعة واستكمال دراسته الأزهرية.
ولفت إلى أن هذا المركز حصد العديد من الجوائز نظرًا لتفوقه، وأن هناك إجراءات للمتابعة وملاحظة الطلاب بعد انتهاء فترة دراستهم بالمركز للوقوف على مدى تقدمهم واستفادتهم من دراسة اللغة العربية بمركز الشيخ زايد، مشددًا: “لاحظنا أن الأغلبية العظمى منهم متفوقين، ما يؤكد أن دراستهم بالمركز كانت على كفاءة عالية”.
وشدد: "تم الاتفاق مع بعض الدول على إنشاء مركز للشيخ زايد بها منها إندونيسيا، وماليزيا، ليقوموا بتدريس اللغة العربية في هذه المراكز تحت إشراف مركز الشيخ زايد في القاهرة".