بحلول نهاية القرن، قد تعاني أكثر من مليار بقرة في جميع أنحاء العالم من الإجهاد الحراري إذا استمر الاحترار العالمي بلا هوادة، مما يهدد خصوبتها وإنتاج الحليب وحياتها، وفقا لدراسة جديدة نشرت اليوم الخميس.
وقالت الدراسة، إن ما يقرب من ثمانية من كل 10 أبقار في جميع أنحاء الكوكب تعاني بالفعل من ارتفاع مفرط في درجات حرارة الجسم، وارتفاع معدلات التنفس، وانحناء الرؤوس، واللهاث المفتوح الفم، وكلها أعراض مرتبطة بالإجهاد الحراري الشديد.
في المناخات الاستوائية، 20٪ من الماشية تحمل هذه الأعراض على مدار السنة.
ومن المتوقع أن تتزايد هذه الأرقام إذا استمرت تربية الماشية في التوسع في حوضي الأمازون والكونغو، حيث تتجه درجات الحرارة إلى الارتفاع بسرعة أكبر من المتوسط العالمي.
انبعاثات الغازات
ووفقا للدراسة، فإنه إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لارتفاع درجة الحرارة، سيصبح الإجهاد الحراري مشكلة على مدار العام في البرازيل وجنوب أفريقيا وشمال الهند وشمال أستراليا وأمريكا الوسطى بحلول عام 2100.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، ميشيل نورث، من جامعة كوازولو ناتال في جنوب إفريقيا لوكالة “فرانس برس”: “أحد المحددات المهمة جدا لعدد الأبقار التي تتعرض لهذه الحرارة هو القرارات المتعلقة بتغيير استخدام الأراضي”.
وأضافت أن “إزالة الغابات الاستوائية من أجل التوسع في الثروة الحيوانية ليس مستقبلا إنمائيا قابلا للتطبيق، لأنه يجعل تغير المناخ أسوأ وسيعرض مئات الملايين من الماشية لإجهاد حراري شديد”.
أسوأ السيناريوهات
ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة رسائل البحوث البيئية، أنه في أسوأ السيناريوهات، ستتضاعف تربية الماشية تقريبا في آسيا وأمريكا اللاتينية وتزيد بأكثر من أربعة أضعاف في أفريقيا.
وإذا تم كبح غازات الدفيئة بما فيه الكفاية، بما في ذلك عن طريق خفض استخدام الوقود الأحفوري والحد من التوسع في تربية الماشية، يمكن أن ينخفض عدد الأبقار التي تعاني بمقدار النصف في آسيا وبنسبة أربعة أخماس في أفريقيا.
وحسب الدراسة، سيخسر أصحاب المزارع التجارية الكثير من المال من الإجهاد الحراري، وهي تكلف بالفعل ما يصل إلى 1.7 مليار دولار سنويا في الولايات المتحدة وحدها.