يعلق مواطنو الدول التي أعلن الموافقة على طلب انضمامها إلى تكتل بريكس آمالا كبيرة في تخفيف هذه الخطوة ضغوطا يشكلها الدولار الأمريكي على عملتها المحلية خاصة مصر، التي شهدت مؤخرا تحركا في سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، مما جعلها تبحث عن حلول اقتصادية جديدة؛ لكسرة هيمنة العملة الأجنبية أمام العملة المحلية.
تراجع الدولار بالسوق
وأعلنت مجموعة بريكس اليوم الخميس، الموافقة على دعوة مصر رسميا للانضمام إلى المجموعة بداية من يناير 2024، وذلك بجانب كلا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران وإثيوبيا والأرجنتين، حيث كشف سيريل رامافوزا، رئيس دولة جنوب أفريقيا، محل انعقاد القمة الـ 15 لتكتل بريكس، عن موافقة التكتل على انضمام مجموعة جديدة من الدول.
وقال رامافوزا، أن الأعضاء الجدد سينضمون بداية من يناير العام المقبل 2024، وهو ما يأتي تأكيد لما نشرته وسائل إعلام برازيلية الخميس، أن الأرجنتين ومصر وإيران والإمارات والسعودية سوف يصبحون رسميا أعضاء جدد في بريكس، نقلا عن مسودة البيان الختامي لقمة المجموعة.
وعن تأثير انضمام مصر إلى مجموعة البريكس رسميا، قال أحمد أبو علي، الخبير والمحلل الاقتصادي، إن انضمام مصر إلى مجموعة بريكس، هو أمر إيجابي جدا، ويعد تكليلا لنجاح خطة التنمية للدولة المصرية على مدار الـ 8 سنوات الماضية، واعتراف من قوى اقتصادية دولية بقوة مصر، موضحا أن أعضاء التكتل رؤا أن بانضمام مصر إليهم، ستكون القاهرة عنصرا فعالا وتحقق قيمة مضافة للتكتل بشكل عام.
وأضاف أبوعلي، خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن انضمام مصر للبريكس، سيكون له تأثيرات إيجابية على مصر في المقام الأول وعلى التكتل في المقام الثاني، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة من المفترض أن تشهد مصر ضخ مزيد من الاستثمارات من الدول الأعضاء في المجموعة والدول الجديدة المنضمة، ما ينعكس على تخفيف الطلب على الدولار خلال الفترة المقبلة، وبالتالي يشهد سعر صرف الدولار أمام الجنيه استقرار، بعد تنويع سلة عملات التبادل التجاري مع دول البريكس خلال الفترة المقبلة.
فيما هنأ المهندس الدكتور سمير صبري، مقرر لجنة الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي بالحوار الوطني، الرئيس السيسي بمناسبة انضمام مصر لمجموعة بريكس اعتبارًا من يناير 2024، مشيداً بإعلان سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا انضمام مصر لمجموعة البريكس.
وأوضح صبري - في تصريحات صحفية له اليوم، أن "انضمام مصر للبريكس سيكون له آثار إيجابية على الاقتصاد المصري"، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يتعرض لها العالم أجمع.
وأكد مقرر لجنة الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي، أن العلاقات الجيدة والصداقات المتبادلة التي جمعت مصر بدول تجمع البريكس سواء روسيا أو الصين أو الهند، كان لها دور كبير في توجيه دعوة مصر للانضمام، فضلا عن أنها ستساهم في تعزيز تلك العلاقات وسيكون لها مردود إيجابي كبير على مصر خلال السنوات المقبلة.
الحد من أزمة الدولار
وأشار صبري، إلى أن انضمام الدولة المصرية لتجمع البريكس يساهم في تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء، وذلك من أجل تعزيز معدلات الإنتاج والتصنيع، وخلق سوق مشتركة لترويج السلع والمنتجات وبالتالي زيادة الصادرات، لافتا إلى أن هذه الخطوة تعتبر طوق النجاة للاقتصاد المصري، باعتبارها "تساهم في الحد من أزمة الدولار وتخفيض الطلب عليه".
وأضاف أن الظروف الدولية والإقليمية الراهنة قد أثبتت أن الرئيس السيسي قاد سياسة مصر الخارجية خلال السنوات الماضية على أسس متوازنة أدت إلى تنشيط شبكة العلاقات الدولية لمصر مع كافة القوى والدوائر الأقليمية والقارية والعالمية.
وتابع أن انضمام مصر لمجموعة البريكس يساهم في توفير فرصة تمويلية كبيرة لمصر، كما يسهم في فتح أسواق جديدة للحاصلات الزراعية والصناعية، مشيرة إلى أن مجموعة البريكس تضم دول كبرى ومؤثرة في الاقتصاد العالمي كروسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند والتي تشكل ما يقارب 30% من الاقتصاد العالمي.
فيما ثمن الدكتور أحمد الكلاوي، رئيس الاتحاد العربي للشراكة بين القطاعين العام والخاص FAPPP، إعلان سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا انضمام مصر لمجموعة بريكس، والذي سيدخل حيز التنفيذ من يناير 2024.
وقال الكلاوي - في بيان له، إن دعوة مصر للانضمام لمجموعة البريكس بناء على طلبها والتي تضم كل من روسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند والتي تشكل ما يقارب 30% من الاقتصاد العالمي ترجمة لمن لا يعي أهمية مصر كدولة تتمتع بدور اقليمي ومحوري مؤثر في المنطقة وموقعها الاستراتيجى والتاريخي في العالم .
وأضاف أحمد الكلاوي، أن تجمع بريكس يعتبر واحدًا من أكبر الوجهات الاستثمارية في العالم، وبالتالي ستزيد وتدفع الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر، لافتا الى أن هذا "التجمع سيكون له مستقبلا ودورا كبيرا فى صياغة السياسات النقدية الدولية خاصة أنه يضم كتلة مهمة اقتصاديا وسياسيا".
وذكر الكلاوي، أن هذه الخطوة ستساهم في تعزيز التكنولوجيا والابتكار في مصر من خلال التعاون مع الدول الأعضاء الأخرى في التجمع وهو ما سيسمح لمصر بالاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة والخبرات في مجالات مختلفة مثل الطاقة والصناعة والزراعة والتكنولوجيا الحديثة.
أما عن تعليق رؤساء دول البريكس، حول انضمام مصر للبريكس، فقد رحب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال كلمته في أعمال القمة اليوم الخميس، بدعوة رسمية لـ مصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات والأرجنتين للانضمام في مجموعة البريكس، مؤكدا أن المجموعة تسعى بشكل فعال للعمل مع الأعضاء الجدد بدءا من العام المقبل.
عالم متعدد الأقطاب
وشدّد بوتين على بدء العمل مع أعضاء بريكس الجدد على الفور.
من جانبه، قال شي يجن بينج، الرئيس الصيني، خلال كلمته في أعمال قمة بريكس بجنوب إفريقيا، إن مجموعة بريكس تسعى لتحقيق السلام على مستوى العالم، واصفا توسع عضوية مجموعة "بريكس" بالحدث تاريخي، مؤكدا أن انضمام أعضاء جدد لمجموعة بريكس يؤكد الحرص على التطور والتنمية.
من جانبه، قال رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي أن بريكس تدعم تشكيل عالم متعدد الأقطاب، كما أن انضمام أعضاء جدد لبريكس سيسهم في زيادة تأثير المجموعة، موضحا أن هناك علاقات متينة وقوية مع أعضاء بريكس الجدد، مرحبا بانضمام دولة الإمارات والأرجنتين والسعودية وإيران ومصر إلى بريكس.
وكانت قمة بريكس 2023 لفتت انتباه العالم، لما تمثله من أهمية على المستوى الدولي خاصة لحجم الدول التي يضمها التكتل، وما يشكله من قوة دولية تُعد من أقوى الاقتصادات، حيث يبلغ حجم اقتصادات بريكس حتى نهاية عام 2022، نحو 44 تريليون دولار، كما تسيطر مجموعة بريكس على 17% من التجارة العالمية، وفق بيانات منظمة التجارة العالمية، كما تسيطر أيضا على 27% من مساحة اليابسة في العالم، بمساحة إجمالية 40 مليون كيلومتر مربع.