لا شك أن حلم قراءة القرآن في المنام ، سواء بترتيل أو حتى بتعتعة يعد من الأحلام التي يبحث الكثيرون عن تفسيرها ومعناها ، حيث من عادة الأحلام والمنامات أن تؤرق معظمنا إن لم يكن جميعنا ، وتزيد مخاوفهم عندما يكون حلم قراءة القرآن في المنام ليس على الوجه الأمثل أي التلعثم في القراءة أو الخطأ أثناء التلاوة وما نحوها، ولعل ذلك القلق هو ما يطرح الكثير من الاستفهامات التي تأتي تحت عنوان تفسير حلم قراءة القرآن في المنام ، وهنا ينبغي التنويه إلى أنه ليس هناك علم شرعي يمكن الاستناد إليه في تفسير حلم قراءة القرآن في المنام وغيره من الأحلام إنما هو محض اجتهاد ينبع من القلق الذي تثيره مثل هذه الأحلام ودلالاتها.
حلم قراءة القرآن في المنام
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، عن حلم قراءة القرآن في المنام، إن سماع القرآن أو قراءته في المنام رؤيا صالحة تُبشر بالخير لصاحبها.
وأوضح «عويضة» خلال تفسير حلم قراءة القرآن في المنام، أن سماع القرآن في المنام كله بركة للإنسان، وعلى من آتاه ذلك في منامه أن يستبشر خيرًا.
حلم قراءة القرآن بصعوبة
ورد في تفسير حلم قراءة القرآن بصعوبة ، أن لهذا المنام تأويلات عدة، منها: أنه قد يدل على المحاولة الجاهدة من أجل إصلاح النفس والتوبة إلى الله توبة نصوحة، وقد يشير المنام الابتعاد عن فعل الذنوب والمعاصي، ومن الممكن أن يدل على بعض الأزمات والصعوبات التي قد تواجهها؛ ولكن سيتم تجاوزها بعد مدة -إن شاء الله-، وقد يرمز المنام إلى المحاولة لفعل أمور صالحة؛ تكون بمثابة تكفير عن الأعمال الخاطئة التي قمت بها في حياتك، كما قد تواجه مشكلة ما ستحاول جاهداً حلها والخلاص منها؛ وستفلح في ذلك بعد وقت -إن شاء الله-، ومن المحتمل أن يدل على ابتعادك عن التفكير السلبي؛ الذي قد يسبب لك الأرق والمنغصات.
حلم الخطأ في قراءة القرآن
يمكن أن تدل رؤية صعوبة قراءة القران بالمنام علامة على أزمة قد يمر بها صاحب الرؤيا خلال تلك الفترة وعليه التوكل على الله تبارك وتعالى. في حاله راى الشخص انه كان يقوم بقراءة القرآن الكريم بطريقة خاطئة بالمنام يمكن أن يدل على التعثرات المادية التي قد تواجه صاحب الرؤيا خلال تلك الفترة وعليه أن يتوكل على الله تبارك وتعالى.
تفسير الأحلام
قالت دار الإفتاء، عن تفسير الأحلام ، إن تأويل الرؤى وتفسير المنامات ليس بمهنة ولا حرفة، بل هو من ميراث النبوة؛ يأخذ منه مَن شاء الله تعالى ما شاء أن يعطيه؛ فيَعرِف بعضًا ويَجهَل بعضًا، ويصيب مرة ويخطئ مرات، منوهة بأنه ليس هناك في الأزهر الشريف على مر عصوره تخصص في تفسير الرؤى، بل ولا في غير الأزهر من المعاهد العلمية الدينية المعتمدة على مستوى العالم الإسلامي، وإنما رأينا سلفنا الصالح يعقدون مجالس للتحديث ومجالس للفتيا ومجالس للقضاء ومجالس للذكر وأخرى للتعليم، وهم مع ذلك لم يعقدوا مجالس لتأويل الرؤى وتفسير المنامات، بل كان هذا يأتي عَرَضًا للتثبيت والتبشير والتحفيز.
و حذر الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من تفسير الأحلام ، قائلًا: "إن الإمام مالك كان يقول أتتلاعبون بتراث النبوة"، موضحًا أن من يفسر الرؤيا ينبغي أن يكون نبيا، حيث إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "دخل ووجد السيدة عائشة - رضي الله تعالى عنها- تعبر رؤيا أحدهما، قال لها ليس هكذا يا عائشة"، موصيًا: "خلينا مؤدبين مع أنفسنا ولا داعي لبرامج تفسير الأحلام، وتأويل الرؤى الذي أصبح متداولا عبر شاشات الفضائيات، وياما خرب بيوت وحطم نفسيات.. كذب ومخالف للواقع".
تفسير حلم
وقد أوضح المفتي السابق، أن الفرق بين أنواع المنام الثلاثة، وهي الرؤيا والحلم والكابوس، نسميه الفرق الشرعي، منوهًا بأن المنام ينقسم إلى ثلاثة أقسام، سماها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وجعل كل اسم يختص بحالة معينة، فالحلم هو المنام الذي رأيت فيه شيئًا واضحًا ومركبًا وكأنه قصة، لكنه سيئ.
و دلل بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «الْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ»، منوهًا بأن به يُعكر الشيطان على الإنسان صفو نفسه الهادئة، فيُلقي له وهو نائم مثل هذه الصور الذي تُسبب له الاضطراب، أما المنام الذي فيه بُشرى وسعادة ونور وراحة، يُسمى رؤيا.
و أضاف أن هناك نوعا آخر وهو ما كان ناتجًا من الأمور البيولوجية عند الإنسان، منوهًا بأن بيولوجي يعني الحياة، بمعنى النوم بعد أكل سمين، أو مجهد، وهذا يُسبب الكابوس، والكابوس هو ما يراه الشخص في المنام نتيجة تصرفات جسدية من إرهاق أو هم أو حديث نفس، ويمكن القول أن الرؤيا من الرحمن والحلم من الشيطان، والكابوس من النفس.
وأشار خلال توضيحه لمسألة تفسير حلم ، إلى أن ما يراه الإنسان في منامه ثلاثة أقسام: إما أن يكون من الملائكة، وهي الرؤيا الصالحة، وإما أن يكون من الشيطان، وهو ما يراه العبد من الأحلام المزعجة والكوابيس وأنواع التخويفات، وإما أن يكون حديث النفس، مما يهتم به الرجل في يقظته فيراه في منامه.
و نبه على تفسير الرؤى أمر اختص به الأنبياء وورثتهم من العلماء، مشيرًا إلى أن الإمام مالك بن أنس كان يغضب من الذين يفسرون الأحلام للناس ويقول لهم: «اتتلاعبون بتراث النبوة».