انطلقت أعمال قمة مجموعة البريكس في نسختها الـ 15، الثلاثاء، بمدينة جوهانسبرج في جنوب أفريقيا وسط حضور كبير من رجال السياسة والدول الأعضاء يتزعمهم الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الهندي ووزير الخارجية الروسي.
وتخظى القمة باهتمام دولي، ويحضرها العديد من القادة وممثلي المنظمات الدولية، فيما تستهدف القمة في نسختها الـ15، إعادة تشكيل العلاقات الدولية والتخلص من سيطرة القطب الواحدة.
وأعربت 40 دولة حول العالم على الأقل، عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة بريكس، قبيل انطلاق القمة، بما فيها مصر والسعودية والإمارات والجزائر وبنجلاديش، وإيران والارجنتين، بالتزامن مع طرح جنوب أقريقيا على قادة بريكس مقترحا بتويع العضوية، ويتوقع صدور قرار بهذا الشأن في نهاية القمة.
تحديات أمام بريكس
وفي كلمته، خلال الجلسة الافتتاحية لقمة بريكس، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن دول مجموعة البريكس، عليها حل المشكلات لضمان التعافي الاقتصادي بمرحلة ما بعد الوباء، وتحسين رفاهية المواطنين وتحديث الصناعة وبناء سلاسل نقل تتسم بالكفاءة وتحفيز النقل العادل للتكنولوجيا، موضحا أنه يجب حل كل ذلك في ظل التقلبات المتزايدة في أسواق الأسم والعملة والطاقة والمواد الغذائية، والضغوط التضخمية الكبيرة.
وطالب بوتين، بتعاون أعضاء بريكس على مبادئ المساواة ودعم الشراكة، فخلال الـ 10 سنوات الماضية، زادت الاستثمارات المتبادلة لدول المجموعة ستى أضعاف، مؤكدا أن استثماراتها في الاقتصاد العالمي تضاعف ووصل إجمالي الصادرات لـ 20% من الرقم العالمي، وتجاوز حجم التجارة الروسية مع دول بريكس، 230 مليار دولار.
التخلي عن الدولار حتمي
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن عملية التخلي عن الدولار، في العلاقات الاقتصادية بين دول البريكس، هي عملية حتمية لا رجعة فيها، مشيرا إلى أن العملية الموضوعية التي لا رجعة فيها لإلغاء الاعتماد على الدولار في العلاقات الاقتصادية تكتسب زخما، ويتم بذل الجهود لتطوير آليات فعالة للتسويات المتبادلة والرقابة النقدية والمالية.
وأوضح أن حصة الدولار في عمليات التصدير والاستيراد بين أعضاء المجموعة آخذة في الانخفاض بشكل مطرد وبلغت العام الماضي 28.7% فقط.
من جانبه، قال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، إن بريكس تخطط لإدخا نظام خاصة واستخدام العملات الوطنية في التبادل التجاري بين أعضاء المجموعة، موضحا أن بريكس تفوقت على مجموعة السبع (G7)، من خلال مؤشرات نمو التجارة ونمو اقتصادي بـ2.3%.
وأضاف سيلفا، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية، أن أفريقيا أرض واعدة ومنطقة تقل بها الانبعاثات، والبرازيل مهتمة بفرص الاستثمار في القارة السمراء بالمجالات كافة، مشددا على الالتزام بتنظيف الغابات في إفريقيا والتصدي لأعمال سرقة الثروات من خلال تضافر الجهود بين الدول.
وأوضح الرئيس البرازيلي أنّ بريكس، تمتلك إمكانات كبيرة وهائلة لتسهيل الإجراءات والظروف أمام رجال الأعمال، مشيرا إلى أن إفريقيا تعاني تقلبات المناخ وهناك برامج لإنتاج الطاقة المتجددة والنظيفة.
110 مليار دولار لتطوير البنى التحتية
من جانبه، قال رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، خلال كلمته بقمة البريكس، إن المجموعة مثلت بارقة أمل للاقتصاد العالمي في أوقات الأزمات، موضحا ان أن مجموعة البريكس رصدت 110 مليارات دولار لتطوير البنية التحتية، لافتا إلى أن دول البريكس من أكثر الدول التي تشهد نموا اقتصاديا.
الولايات المتحدة تنكر المنافسة
وفي تعليق الولايات المتحدة على قمة البريكس، تحدث جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي، اليوم الثلاثاء عن القمة الـ15 لمجموعة "بريكس" التي تستيضفها مدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، قائلا إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن مجموعة البريكس أصبحت منافسا جيوسياسيا لها، أو شيء من هذا القبيل.
وأضاف سوليفان، أن مجموعة البريكس في شكلها الحالي هي مجموعة متنوعة من الدول التي تختلف حول القضايا الحاسمة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وتستضيف مدينة جوهانسبورغ في جنوب إفريقيا، قمة مجموعة "بريكس" التي انطلقت اليوم الثلاثاء 22 أغسطس وتستمر حتى 24 أغسطس، تحت رئاسة جنوب إفريقيا نفسها، وبحضور ما لا يقل عن 50 دولة، ويزداد الاهتمام بالمجموعة التي بدأت بأربع دول عام 2009 (روسيا، البرازيل، الصين، الهند)، وتوسعت العام التالي مع انضمام جنوب أفريقيا.
و "بريكس" هي اختصار لأربع دول الأعضاء هى (البرازيل وروسيا والهند والصين) BRIC وانضمت جنوب إفريقيا إلى المجموعة فى عام 2010، لتصبح "BRICS"، ويشارك قادة البلدان الخمسة جميعا في أعمال القمة، فيما يقتصر التمثيل الروسي، علي وزير الخارجية سيرجي لافروف.