قال السفير مهند العكلوك المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، أن القمة العربية في دورتها الأخيرة (32 جدة 19/5/2023) عرفت نكبة فلسطين، كمأساة وكارثة إنسانية تاريخية وُلدت في سياق مخطط استعماري بدأ من وعد بلفور عام 1917، وشمل الهجرة اليهودية الممنهجة إلى فلسطين، وجرائم التطهير العرقي والتهجير القسري التي قامت بها العصابات الصهيونية والمتواطئين معها منذ عام 1947، ضد الشعب العربي الفلسطيني وعلى أرضه، من خلال عدوان منهجي وواسع النطاق، ارتُكبت خلاله عشرات المجازر المروعة، وقُصد منه إرهاب الشعب العربي الفلسطيني وطرده من أرضه ومحو هويته العربية والسطو على ممتلكاته وروايته وإرثه الحضاري
وأوضح السفير مهند العكلوك خلال كلمته بمعرض نقوش فلسطين القديمة وكتاباتها الذى أقيم اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ، بحضور ، السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين المساعد لقطاع الشؤون الاجتماعية والدكتورة نتالي الطويل رئيس جمعية وساطة للعمل الشبابي بدولة فلسطين، لقد أسفرت النكبة عن تهجير ما يقارب مليون عربي فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، وتدمير مئات البلدات والقرى الفلسطينية، وتتواصل النكبة باستمرار الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري العنصري، والعدوان على الشعب الفلسطيني وإنكار حقوقه المشروعة، بما فيها حقه في العودة وتقرير المصير.
واستطرد السفير مهند العكلوك، إذن فالحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على الشعب الفلسطيني، ليست فقط تستهدف الاستيلاء على أرضه وثرواته الطبيعية وممتلكاته المادية، بل أيضاً تستهدف التاريخ والهوية والموروث الحضاري والثقافة والمقدسات، ونحن والعالم نشهد سياسات وممارسات الاحتلال لتهويد مدينة القدس وطمس هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، بما في ذلك الحفريات العدوانية تحت المسجد الأقصى المبارك واقتحاماته المتكررة ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً.
وتابع السفير العكلوك ، لقد قامت العصابات الصهيونية بين عامي ١٩٤٧ و١٩٤٨مع تهجير الناس من فلسطين بسرقة الكتب والمخطوطات، ومنذ ذلك الحين تستمر المحاولات الإسرائيلية لتزوير أو تدمير الآثار العربية الفلسطينية أو إخفائها عن الأنظار، بما يشمل النقوش الحجرية والمعدنية، وبما يشمل النمط المعماري الإسلامي، والثوب الفلسطيني المُطرّز، والدبكة الفلسطينية، وحتى أنواع الأكلات العربية والفلسطينية كالحمص والفلافل، ومازالت أجهزة وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمل ليل نهار في محاولات محمومة للسطو على الموروث الحضاري الفلسطيني والعربي الضارب جذوره عميقاً جداً في التاريخ، ليصل إلى أصل الفلسطينيين الكنعاني منذ أكثر من آلاف السنين.