لا يتخيل المدخنون ما تصنعه أعقاب السجائر التي يلقونها في الشوارع والأماكن الخارجية والمفتوحة من أذى وتلوث بالعالم والآخرين، خاصة أنها تحتوي على 7 آلاف مادة ضارة، كما أنها تعتبر أكبر كذبة في صناعة التبغ روجت لها الشركات لتبيع أكثر، لكن دراسات حديثة كشفت أضرار هذا الأمر الخطير.
تصل أعقاب السجائر التي يتم التخلص منها، وفق عمليات الصرف إلى المحيطات وتفاقم تلوثها، وهو الأمر الذي لا يحظى بتوعية كبيرة على الرغم من مخاطره الكبرى.
[[system-code:ad:autoads]]
العامل الأكبر في قمامة المحيطات
تعتبر أعقاب السجائر العامل الأكبر بالنسبة للقمامة في المحيطات، وهو ما يؤدي إلى تداعيات صحية وبيئية خطيرة، وفق ما كشفت عنه الأبحاث مؤخرا، فثبت أن عقب السيجارة الواحدة يلوث ألف لتر مياه، ويمكن أن يطلق نحو 7 آلاف مادة كيميائية ضارة، بما في ذلك المواد المسببة للسرطان، كما قد تكون أعقاب السجائر قاتلة للكائنات الحية في الحياة المائية، وخاصة الأسماك واليرقات.
وكشفت التجارب تغييرات في التركيب الجيني لبعض الأحياء الدقيقة التي تتغذى عليها الأسماك، وهو ما يعني دخول تأثيرات لأعقاب السجائر في المكونات الغذائية للبشر.
ضرورة التوعية
وأكد كثر من الباحثين أن أعقاب السجائر (الفلتر) أداة تسويقية ولا تعتبر إجراءً لحماية الصحة، وقالت منظمة الصحة العالمية إن الادعاءات بأن أعقاب السجائر تقلل الأضرار خاطئة، وأن البديل الأفضل هو استخدام فلاتر قابلة للتحلل، وشدد الباحثون على ضرورة التوعية؛ لأن المدخنين لا يعرفون خطورة الفلانر خاصة أنها مصنوعة من البلاستيك وتلوث البيئة بشكل خطير.
أسطورة ابتكرتها صناعة التبغ
في خمسينيات القرن الماضي، ظهرت أعقاب السجائر للمرة الأولى عندما صورتها صناعة التبغ على أنها وسيلة لجعل السجائر أكثر أمانا، على الرغم من أن بحث نُشر في المجلة الطبية البريطانية عام 2019، أكد أنها لا تقلل القطران عند التدخين، وأكد مقدمو الدراسة أن (الفلاتر) أسطورة ابتكرتها صناعة التبغ لبيع السجائر أكثر، فلا توجد أدلة على أنها تحمي المدخنين من أضرار التبغ
جدير بالذكر أن أعقاب السجائر مصنوعة من بلاستيك غير قابل للتحلل الحيوي يسمى "أسيتات السليلوز"، وقد تستغرق عقودًا لتتحلل جزيئات أصغر حجما، وطالب الدراسة، بتحميل شركات صناعة التبغ المسؤولية عن تكلفة النفايات التي تولدها.
اقرأ أيضا:
خبراء دوليون بمجال الصحة يطالبون بتوفير المنتجات البديلة والتخلص نهائيا من السجائر
في كل عام، يستهلك المدخنون نحو 5 تريليونات سيجارة، وتنتهي النسبة الأكبر منها بإلقائها من نوافذ السيارات أو في الشارع ثم تذهب المصارف ثم في النهاية إلى المحيطات أو الممرات المائية.
بناء على هذه الحقائق، يدعو الباحثون إلى حظر بيع السجائر المفلترة (ذات الأعقاب)، لأنها تساهم في التلوث البلاستيكي العالمي، كما أن ليس لها أي فوائد صحية، وقال باحثون إن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على العديد من المنتجات البلاستيكية عام 2021، كان لابد أن يتضمن أعقاب السجائر.