لاشك أن حديث أنت ومالك لأبيك يعد من الروايات المنتشرة والتي يختلط على الكثيرين فهمه، والذي ينبغي معرفته لأنه يحدد حقوق الأب على ولده ، حيث إن إساءة فهم معنى أنت ومالك لأبيك قد يتسبب في تعرض الإبن للظلم أو لعقوبة عقوق والده ، وهي معجلة في الدنيا، لذا ينبغي معرفة معنى أنت ومالك لأبيك وصحة هذا الحديث .
[[system-code:ad:autoads]]
معنى أنت ومالك لأبيك
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ»، هو حديث ليس صحيحًا بدرجة كبيرة.
وأوضح " جمعة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ( ما معنى أنت ومالك لأبيك ؟)، أنه مسوق بمساق أن الولد أعطى للأب شيئًا ليوزعها ، فكان الأب بحاجة إليها فاستعملها ، فقال : ( أنت ومالك لأبيك)، وهذا لا يعني اختلاط الذمم المالية .
وأضاف أن ذمة الولد مستقلة وذمة الوالد مستقلة وعلينا أن نبر الآباء بقدر ما نستطيع ، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ، فإذا كان الأب كثير الطلب ولا يسكت ولا يمل في المطالبة باعتبار أن هذا حقه فهذا ليس حقه ، وإنما حقه النفقة التي تجعله يأكل ويشرب ويسكن ويلبس وتعالجه ، أو ما نسميه ضروريات الحياة أو حاجيات الحياة وليس أكثر من هذا كأب.
وأشار إلى أن هناك آباء كثيرين خاصة في ثقافات معينة عنده أنه ينجب هذا الولد لينفق عليه ، والإسلام ليس فيه هذا، منوهًا بأنه ينبغي على الإنسان أن يبر أبيه قدر إمكانه وفي طاقته ، وإياك أن تستدين أو يكلف نفسه ما لا يطيق وعليه أن يحذر معاملة الأب بشكل سيء ، لكن كون الأب يغضب لأنه يريد من ابنه أن يفتح له المسألة على البحري ويوسع نفقاته عليه بغير حساب فهذا خطأ من الأب.
وأوصى الابن أن يحافظ على البسمة في وجه أبيه والكلمة الطيبة والرعاية والنفقة في حدود إذا كان الأب محتاج إلى نفقة أو ليس عنده مال، مشيرًا إلى أن "أنت ومالك لأبيك" ليس معناه اختلاط الذمم المالية بين الابن ووالده، وإنما يجب على الأبناء مساعدة الآباء قدر المستطاع بحيث يكفي احتياجات الأب أو الأم ولكن ليس معنى ذلك ان يستدين الابن أو يفعل فوق طاقته حتى يوفي حاجات الأب ولكن يجب أن يكون في حدود المعقول.
وأفاد بأنه في حال عدم رضا الأب عن ابنه الذي يقف بجانبه فعليه بالاستمرار في طاعته ومساعدته قدر استطاعته ويتحدث معه بالكلمة الطيبة ولا يبالي، فإن استمر على ذلك فليتحمل والده وله الأجر.