الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سبب رفض محمد حسين هيكل وضع اسمه على أول رواية له

صدى البلد

يصادف اليوم الذكرى الـ135 لميلاد الأديب الكبير محمد حسين هيكل، صاحب أول رواية مصرية، وُلد هيكل في 20 أغسطس 1888، وكان شاعرًا وأديبًا وسياسيًا مصريًا بارزًا، يُعتبر هيكل صاحب أول رواية عربية بشكلها الحديث، وقدم منظورًا جديدًا للتاريخ الإسلامي يجمع بين التحليل العميق والأسلوب الشائق، كان أديبًا ماهرًا ولعب دورًا كبيرًا في التاريخ السياسي المصري الحديث.

كتابات محمد حسين هيكل

كتب حسين هيكل في مجالات متعددة مثل الفلسفة والتاريخ والأدب، وأسهم في العديد من مجالات المعرفة، على الرغم من أنه كتب أول رواية مصرية بعنوان "زينب"، إلا أنها تُعتبر العمل الروائي الوحيد في حياته، حيث لم يكتب روايات أخرى، واكتفى ببعض الإصدارات التي تحمل ملامح أدبية مثل أدب الرحلات أو القصة القصيرة، إلى جانب إنتاجه الفكري الكبير.

وعلى الرغم من ذلك، استمرت رواية "زينب" في أن تكون العمل الذي لم يكتب هيكل مثله، ولم يكن هيكل جريئًا في وضع اسمه على الرواية إلا في عام 1929، بعد أن أصبحت البيئة أكثر استعدادًا لاستقبال هذا العمل الجاد والاعتراف به، كما يقول المحقق.

مصري فلاح

صدرت رواية "زينب" في عام 1914، ووُقِعَ عليها باسم "مصري فلاح" في البداية، حيث لم يقدمها باسمه. كان هيكل يروم ألا يضع اسمه على الرواية خوفًا من أن يتعرض اسمه للإساءة، خاصةً أنه كان محاميًا وخشى أن تؤثر كتابة الرواية سلبًا على سمعته ومهنته. في تلك الفترة، لم تُعتَبر كتابة الرواية عملاً فنيًا جديًا، ولم يحظَ بتقدير الجمهور كما هو الحال في عصرنا الحالي.

في مقدمة الرواية، يذكر هيكل أنه بعد حوالي 15 عامًا، تجرأ على وضع اسمه بوضوح على غلاف الرواية، وأنه كان يخشى أن "تجعله صفة الكاتب القصصي يُنسب لعمل أدبي غير جدير بالاهتمام"، وبعد أن حملت الرواية اسمه، بدأت تلقى اهتمامًا كبيرًا من القراء والنقاد.

تدور رواية "زينب" حول حياة الطبقة الفلاحية في مصر خلال الفترة الاستعمارية. تتناول الرواية قضايا مختلفة مثل الظلم الاجتماعي والاستغلال والفساد والحرية الشخصية. تتميز الرواية بأسلوبها السردي الجذاب وتفاصيلها الواقعية، حيث يبرز هيكل قدرته على صياغة الشخصيات ووصف المشاهد بشكل حيوي ومؤثر.

تعتبر رواية "زينب" إحدى الأعمال الأدبية الرائدة في الأدب المصري والعربي، وقد أثرت الرواية في الكثير من الروايات والأدب اللاحق، وأصبحت نموذجًا للرواية الاجتماعية والتاريخية في الأدب العربي.

بعد نجاح رواية "زينب"، استمر هيكل في العمل في مجالات أخرى وأصدر مؤلفات ذات أهمية كبيرة. وتشمل بعض أعماله الأخرى كتاب "بين الدين والتاريخ" و"عزازيل في الإسلام" و"مصر في الألف الأول"، والتي تطرق فيها إلى قضايا دينية وتاريخية وثقافية.

محمد حسين هيكل كان إحدى الشخصيات المؤثرة في الحياة الثقافية والسياسية في مصر. ورغم أنه توفي في عام 1956، إلا أن إرثه الأدبي والفكري لا يزال حاضرًا ومؤثرًا حتى اليوم. روايته "زينب" تظل تشهد لموهبته الأدبية وتأثيره الكبير على الأدب العربي.