ناقشت كلية التجارة، جامعة طنطا، رسالة دكتوراه مقدمة من الباحثة هدى عدلي الملاح، مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، تحت عنوان" دور الإصلاح الاقتصادي في دمج المشروعات غير الرسمية في الاقتصاد الرسمي في مصر -دراسة مقارنة-" .
و قد حصلت الباحثة و خبيرة الاقتصاد، هدى الملاح، على درجة الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد، عن دراستها التي استهدفت قضية المشروعات غير الرسمية، التي شغلت العديد من دوائر صنع السياسات في مصر منذ عقود.
[[system-code:ad:autoads]]
وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من أ .د/ هاني مصطفى الشامي، أستاذ الاقتصاد وعميد كلية تجارة بجامعة طنطا, أ. د / سهام حامد نجم أستاذ الاقتصاد بجامعة طنطا , أ.د / خالد ابرهيم سيد أحمد أستاذ الاقتصاد بجامعة طنطا وأ.د / ماجد عبد العظيم أستاذ الاقتصاد بالمعهد العالي للاقتصاد، فضلا عن حضور الاستاذ الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الازهر.
و ناقشت الباحثة من خلال دراستها دمج القطاع غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي أو تقنينه, أو الحد من تضخم حجمه, فيؤدي كبر حجم المشروعات غير الرسمية إلى فقدان الدولة جزء كبير من الإيرادات الضريبية التي يمكن أن تدخل فى خزينة الدولة للمساهمة فى الحد من عجز الميزانية, كما أنه يستفيد جميع العاملين فى القطاع غير الرسمي من الخدمات العامة التى تقدمها الدولة من صحة وتعليم وبنية تحتية وغيرها دون الوفاء بالتزاماتهم الضريبية مما يحمل ميزانية الدولة أعباء إضافية, والتي تؤثر على إعداد الخطط التنموية سواء السنوية أو طويلة المدى ومن أهمها مبادرة تطوير قرى الريف المصري وحياة كريمة.
و اعتبرت الدراسة أن دمج المشروعات غير الرسمية يعتبر خطوة أساسية ومحورية لنجاح الجهود التنموية التى تقوم بها الدولة المصرية، و يزيد من الحصيلة الضريبية للدولة مما يعد بديلاً للاقتراض الداخلي والخارجي، هذا بخلاف المساهمة فى زيادة معدلات النمو الاقتصادي من خلال دمج القيمة المضافة المنتجة من الأنشطة غير الرسمية الى الحسابات القومية وبالتالي خفض نسبة فوائد الديون وزيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي.
كما هدفت الدراسة إلى إبراز أهمية تحسين بيئة الأعمال بالنسبة للمشروعات غير الرسمية ودورها في تحسين تراجع حجم الاقتصاد غير الرسمى, و توصيف وإبراز الجهود المبذولة لتجارب بعض الدول الناجحة المشابهة للاقتصاد المصري والتي حدث بها برنامج اصلاح اقتصادي مثل (الصين والهند وبنجلاديش) من القارة الأسيوية و(كينيا ورواندا والسنغال ) من القارة الأفريقية ومقارنة ممارسة بيئة الأعمال لكل دولة ومقارناتها بمصر.
و توصلت الدراسة إلى أن مؤشر ممارسة أنشطة الأعمال يقيس الإجراءات الحكومية والإجراءات البيروقراطية ذات الصلة بدورة حياة منشآت الأعمال المحلية الصغيرة والمتوسطة الحجم، فعندما تصبح الإجراءات الحكومية أكثر صعوبة، ترتفع مستويات النشاط الاقتصادي غير الرسمي, ويأتي هذا الطابع غير الرسمي بتكلفة باهظة, فالشركات في القطاع غير الرسمي من الاقتصاد عادة ما تنمو بوتيرة أبطأ كثيراً، وتعاني من ضعف شديد في إمكانية الحصول على الائتمان، وتوظف عدداً أقل من العمالة ويبقى العاملون في هذا القطاع خارج مظلة الحماية التي يوفرها قانون العمل.
وأوصت الدراسة إجراء العديد من الإصلاحات في أسرع وقت ممكن في الاجل القصير ومن أهم هذه الإصلاحات توحيد كافة التشريعات التي تخص هذا القطاع في قانون واحد , واختيار الموظفين ذوي الخبرة في الوحدات الإدارية المسئولة عن التعامل مع أصحاب المشروعات غير الرسمية وزيادة رواتبهم للتعامل مع هذا القطاع نظرا لأهميته , وإنشاء وحدة لدى مصلحة الضرائب تكون مسئولة عن كافة المعاملات الضريبية مع وحدات القطاع غير الرسمي , وإنشاء بنك يطلق عليه "بنك المشروعات غير الرسمية" لتوفير التمويل اللازم لهذا القطاع وفقا لشروط ميسرة, والعمل على إنشاء فروع له في كافة المحافظات والقرى المستهدفة.
و خلصت الدراسة إلى أن مستوى الاقتصاد القومي (المستوى الكلي) يتطلب مجموعة من الإصلاحات لتوفير المناخ الملائم للاستثمار والإنتاج وتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين بهدف زيادة جاذبية القطاع الرسمي وإضفاء السمة الرسمية، وذلك في الأجل المتوسط والطويل.