الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان| حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.. هل يجوز شراء الحلوى للفقراء من زكاة المال؟.. وحكم من فاتته صلاة الفجر تكاسلا

دار الإفتاء
دار الإفتاء

فتاوى تشغل الأذهان

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

هل يجوز شراء الحلوى للفقراء من زكاة المال؟ 

لا أصلى الفجر فما جزائي عند الله، وهل وقعت ذنب عظيم؟

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى المهمة التي تشغل بال كثير من المسلمين في حياتهم اليومية، نرصدها في فتاوى تشغل الأذهان.

في البداية.. يقول الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية في بيان: ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟ وهل ما يفعله الناس من مديح وإطعام هو من قبيل البدعة المذمومة؟، إن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو أشرف خَلْقِ الله، وأحبُّ خَلق الله إلى الله ، وهو سيد الناس جميعًا في الدنيا والآخرة ، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : " أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر ، وأنا أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخر ، وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخر ، ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ "[أخرجه ابن ماجة].

وتابع خلال برنامج دقيقة فقهية : حثَّ الشرع الشريف على التذكير بالأيام الفارقة والأحداث الكبرى التي تدل على سُنن الله في خلقه ومِنَنِه العظمى عليهم ؛ فقال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)[سورة إبراهيم:٥]. ولا يختلف أحدٌ من المسلمين فضلا عن فقهائها وعلمائهم حول شرف وأهمية يوم مولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهو الرحمة المهداة للعالمين ، فنتج عن ذلك شرف التذكير بهذا اليوم العظيم وما برز للكون فيه من النور المبين .

وبين أن أول من احتفل بيوم المولد الشريف هو سيدنا محمد نفسُهُ صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث سُئل عن سبب صيامه يوم الاثنين ، بل ورغَّبَ أمته في ذلك ، فقال : " ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ "[رواه مسلم في صحيحه] . واستدلالًا بهذا الحديث قال جماهير العلماء بمشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ؛ بل باستحبابه لِما فيه من معنى التذكير بهذه النعمة العظمى وشُكْر الله تعالى عليها . وعلى ذلك لا تتأتَّى مسألة " الترك " ، وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ترك الاحتفال بيوم مولده الشريف ، فيكون الاحتفال به بدعة ، وهذا مردود بما أوردناه في الحديث السابق الخاص بسبب استحباب صوم يوم الاثنين من كل أسبوع .. إذن فأصل الاحتفال فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

وأوضح في بيانه حكم الاحتفال بالمولد النبوي : قد يُشْكِل على البعض الحُكْم على طريقة الاحتفال ، وأن ما يحدث هذه الأيام ومنذ ما يقرب من تسعة قرون هو هيئة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا الصحابة رضوان الله عنهم .. وهذا مدفوع بأن الأصل إذا كان مشروعا فلا حرج في الهيئة التي يُفْعَل بها ما دامت من جنس المباح والمشروع ، ولا بأس باختلاف تلك الهيئة باختلاف البيئات والعادات ، ما دامت لا تشتمل على محظور .

وشدد: من الحفاظ والعلماء الذين قالوا بجواز عمل المولد واستحبابه : الحافظ ابن دحية ، والحافظ زين الدين العراقي ، والحافظ ابن حجر العسقلاني ، والحافظ السخاوي ، والحافظ السيوطي ،  والفقيه الكبير ابن حجر الهيتمي، والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق، والشيخ العلَّامة محمد الطاهر بن عاشور التونسي المالكي وغيرهم كثير .

وأكد المستشار السابق للمفتي أن أصل عمل المولد مشروع بل مستحب في أصله ، وأن طريقة الاحتفال به جائزة وتأخذ حكم الاحتفال نفسه في أنه مستحب ، خاصة أن الاحتفال يشتمل على طاعاتٍ شتَّى ؛ من قراءة قرآن وذكر ومديح وتذكير بشمائل سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته العطرة ، والحث على حبه والاقتداء به ، مع إطعام الطعام وإخراج الصدقات، وللحافظ السُّيوطيِّ رسالةٌ سماها (حسنُ المقصِد في عملِ المولد) بيّن فيها أن عملَ المولدِ منَ البدعِ الحسنةِ - أي في طريقة وهيئة الاحتفال - التي يُثاب عليها صاحبُها لما فيه منْ تعظيمِ قدرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم .

بينما قالت الإفتاء توزيع الحلوى على الفقراء والمحتاجين في المولد النبوي الشريف من أموال الزكاة لا يجوز؛ لأن الفقير قد يحتاج إلى المال ولا يحتاج إلى الحلوى، فيجب أداء زكاة الأموال أموالًا وإعطاؤها للفقراء وتمليكها إياهم، ولكن يمكن أن تكون من باب الصدقة أو الهدية أو التبرع.

كما قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن لصلاة الفجر في الإسلام مكانة عظيمة؛ فهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى، وتُظهر قُرب المسلم من خالقه؛ حين يقوم وينهضُ من نومه وقت الفجر وهو وقت يكون الناس فيه نيامًا، فيقوم ويتوضّأ ويَخرج في هذا الوقت في ظُلمةِ الليل متجاوزًا برد الشتاء وحر الصيف؛ ليُطيع الله تعالى، وليقوم بما أمره به ربُّ العزة تبارك وتعالى من صلاة، وقد قال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح: "بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة".

وأضاف شلبي، فى إجابته عن سؤال: «أنا لا أصلى الفجر فما جزاؤه عند الله وهل هو ذنب عظيم؟»، أن عدم صلاة الفجر مشكلة كبيرة لأن هناك صلاة من الصلوات الخمس ليست موجودة وهذا خطأ، فقد فرض الله علينا فى اليوم والليلة خمس صلوات ولابد أن نحافظ على هذه الصلاة، حيث يقول المولى عز وجل {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}.

وأشار إلى أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أنه فى اليوم والليلة خمس صلوات، فبناءً على ذلك لا يجوز ترك صلاة من هذه الصلوات الخمس ويجب عليك أن تتوب إلى الله وتحافظ على الصلوات الخمس، وعليه أن يصلى من السنن والنوافل، وما فاته عليه أن يقضيه.