الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تقبل التوبة عن المال المسروق بإهداء الصوم لصاحبه؟.. علي جمعة يوضح

هل تقبل التوبة عن
هل تقبل التوبة عن المال المسروق بإهداء الصوم لصاحبه؟

هل تقبل التوبة عن المال المسروق بإهداء الصوم لصاحبه ؟  سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة من خلال الموقع الرسمي لدار الإفتاء، حيث سائل يقول: أخذت من مال شخص دون إذنه، وأريد أن أتوب، فهل يجزئه أن يصوم ويهب ثواب الصوم لصاحب المال، أم لا بد من الأداء؟

هل تقبل التوبة عن المال المسروق بإهداء الصوم لصاحبه؟ 

وقال علي جمعة في بيانه حكم التوبة عن المال المسروق، إنه من المقرر شرعًا أن حـقوق العباد لا تسقط إلا بالأداء أو الإبـراء، وقد قال رسول الله صـلى الله عليه وآله وسلم: «عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَهُ» أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه وصححه الحاكم.

 وشدد على ذلك: فإن إهداء ثواب الصوم لصاحب الحق لا يكفي في أداء حقه، بل لا بد من إيصال حقه إليه، أو تنازله عنه، ومن شروط التوبة من حقوق العباد رد المظالم إلى أهلها مع الندم والإقلاع والعزم على عدم العودة إليها.

حكم إرجاع المال المسروق إلى صاحبه على سبيل الهبة

ردت دار الإفتاء على سؤال ورد إليها جاء فيه: هل يجوز إرجاع المال المسروق إلى صاحبه على سبيل الهبة أو الهدية، لعدم القدرة على الاعتراف بالذنب أو الاعتراف بالسرقة؟

وقالت دار الإفتاء من خلال بثها المباشر عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي على فيسبوك: شروط التوبة أن يرجع الشخص المال إلى أهله، ونرجو الله أن يغفر له، مضيفة: قد يتوب بعض الأشخاص ويستحي ففي هذه الحالة يجوز إخراجها على سبيل الهبة أو الهدية إلى الشخص المسروق، وشروط التوبة هو العزم على عدم العودة إليها.

وتابعت الإفتاء: كذلك قد يُتطلب من المسروق السماح، كأن يطلب منه أن يسامحه على شيء فعله، وهذا لا يعني أن يعترف الشخص بسرقته أو ما إلى ذلك، ولكنه يطلب منه السماح على وجه العموم، فيظن المسروق أن صاحبنا يطلب منه السماح ربما للفظ قاله في حقه وما إلى ذلك، وهذا كله جائز.

المبادرة بالتوبة من الذنوب والمعاصي

كما قالت دار الإفتاء إنه من المعلوم شرعًا أن التوبة من المعصية واجبة شرعًا باتفاق الفقهاء؛ لأنها من أهم قواعد الإسلام.

قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (12/ 238، ط. دار الكتب المصرية) عند تفسيره لقول الله تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31]: [قوله تعالى ﴿وَتُوبُوا﴾: أمر، ولا خلاف بين الأمة في وجوب التوبة، وأنها فرض متعين.. والمعنى: وتوبوا إلى الله فإنكم لا تخلون من سهو وتقصير في أداء حقوق الله تعالى، فلا تتركوا التوبة في كل حال] اهـ.

وبينت أن التوبة من الذنوب واجبة، على المذنب أن يبادر بها؛ ليخرج من الدنيا سليمًا معافًى آملًا وراجيًا من الله عزَّ وجلَّ أن يتفضَّل عليه ويُدخله الجنة وينجيه من النار، وإذا تعلَّق الذنب بحقوق العباد فلا بد من التحلل من المظلمة؛ لأن الله تعالى قد يغفر ما كان من الذنوب متعلقًا بحقه، ولا يغفر ما كان متعلقًا بحقوق العباد، إلا إذا تحلَّل الظالم من المظلوم فسامحه.

وشددت: مَن كان مِن المسلمين يفعل ذنبًا أو معصية فعليه بالتوبة من ذلك، وقد تفضل الله تعالى على عباده بقبول توبتهم والعفو عن سيئاتهم، فمتى تاب العاصي من معصيته واستغفر الله لذنبه قَبِل الله توبته وغفر له؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 110]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25]، وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه الشريف؛ فعن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه، أن رسول صلى الله عليه وآله وسلَّم قال: «التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ» أخرجه ابن ماجه والبيهقي في "السنن"، والطبراني في "الكبير".