يخوض قطاع النقل في مصر غمار سباق لأكبر تطوير يشهده هذا القطاع الحيوي في تاريخه، فمنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية القيادة السياسية فى عام 2014، أولى هذا القطاع أهمية كبرى، لما يمثله من أهمية حيوية تخدم كل قطاعات التنمية في الدولة المصرية، حيث انطلقت خطة التطوير والتحديث لكافة قطاعات النقل، الأمر الذى أسهم بشكل ملحوظ في تحقيق قفزة هائلة في ترتيب مصر بالمؤشرات العالمية فى جودة الطرق.
نقلة نوعية شاملة
وفي هذا السياق، بذلت الحكومة جهود كبيرة لتطوير قطاع النقل في السنوات الأخيرة، وقد شهد هذا القطاع العديد من الإنجازات المهمة، بما في ذلك إنشاء شبكة من الطرق السريعة والطرق الرئيسية الجديدة، والتي ساهمت في تقليل زمن السفر بين المدن، وتطوير شبكة مترو الأنفاق، والتي أصبحت من أهم وسائل النقل في القاهرة الكبرى.
كما قامت الدولة بإنشاء محطة عدلي منصور المركزية، والتي تعد أكبر محطة تبادلية في الشرق الأوسط وتم تطوير شبكة السكك الحديدية، والتي أصبحت أكثر كفاءة وسرعة، وإنشاء ميناء الإسكندرية، والذي يعد من أكبر الموانئ في البحر المتوسط، بالاضافة لإنشاء مطار القاهرة الدولي الجديد، والذي يعد من أحدث المطارات في العالم.
وكل هذه الجهود ساهمت في تحسين جودة الحياة في مصر، وجعلتها أكثر جاذبية للاستثمارات المحلية والخارجية، التي كانت تعاني قبل ذلك من بعض التحديات في قطاع النقل، وكان من بينها الازدحام المروري في المدن الكبرى، وعدم كفاءة وسائل النقل العام، وضعف البنية التحتية للنقل في المناطق الريفية.
وفي هذا الإطار، وافق مجلس الوزراء، خلال اجتماعه بمدينة العلمين الجديدة أمس الخميس 17 أغسطس، على مشروع قرار رئيس الجمهورية بشأن اتفاقية تمويل من البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لتطوير خط سكة حديد أبو قير بالإسكندرية وتحويله إلى مترو كهربائي.
تطوير خط سكة حديد أبو قير
ووفقاً للاتفاقية، يهدف المشروع إلى تطوير خط سكة حديد أبو قير القائم، الذي يربط وسط مدينة الإسكندرية بمنطقة أبو قير التي تقع شمال شرق المحافظة وتزويده بالكهرباء ليصبح نظام مترو يعمل بكفاءة عالية.
وأشار القرار إلى أن المشروع يتكون من الآتي:
- عدد من المكونات تتمثل في أعمال البنية التحتية لتطوير الخط وتزويده بالكهرباء.
- أنظمة السكة الحديد ذات الصلة.
- تطوير أنظمة الإشارات والاتصالات وأنظمة التحكم المركزية.
- المعدات المتحركة التي سيتم تشغيلها على خط المترو الجديد.
- الإشراف على الإنشاءات، وأعمال تجهيز الموقع.
ومن جانبه، قال الدكتور حسن خضر، أستاذ الطرق والنقل، إن محافظة الإسكندرية تعد من أهم المراكز التجارية والصناعية والسياحية ذات الكثافة السكانية العالية لذا توجب على الدولة النظر إليها وحل مشكلات النقل بها، مضيفاً أن تطوير وسائل النقل العام بالإسكندرية هو الحل الوحيد للمشكلات المرورية.
وأضاف خضر في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هناك نقلة نوعية كبيرة في منظومة النقل الجماعي بالإسكندرية، مشيراً إلى أن مترو الإسكندرية يهدف إلى الحفاظ على البيئة كونه أحد وسائل النقل النظيفة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، كما أنه يمثل الخيار الأفضل للمواطنين إذ أنه يدفع لتقليل الزحام، كما سيشكل نقلة نوعية كبيرة في منظومة النقل الجماعي بالإسكندرية والمساهمة الفعالة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة والمستهدفة لمحافظة الإسكندرية.