قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هل موت الفجأة علامة على سوء الخاتمة؟.. علي جمعة: تنبيه وليس انتقام

هل موت الفجأة علامة سوء الخاتمة
هل موت الفجأة علامة سوء الخاتمة
×

لاشك أن الاستفهام عن هل موت الفجأة علامة على سوء الخاتمة ؟ يعد من أهم الأمور التي تهم الكثيرون، خاصة وأنها تتعلق بالموت ، وهو مصير محتوم لا مفر لأحد منه، وحيث زاد كثيرًا مؤخرًا ، فهذا ما يطرح سؤال هل موت الفجأة علامة على سوء الخاتمة ؟، لعل إجابته تحمل لنا بعض الطمأنينة على حالنا وأحوال موتانا الذين نالوا حظهم من موت الفجأة .

هل موت الفجأة علامة على سوء الخاتمة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى ينبه الأحياء من خلال موت الفجأة، مشيرًا إلى أن موت الفجأة ليس وسيلة للانتقام من الموتى.

وأوضح «جمعة»، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في إجابته عن سؤال: « هل موت الفجأة علامة على سوء الخاتمة
؟»، أن موت الفجأة ليس من علامات سوء الخاتمة، وإنما مهمته تنبيه الأحياء أي أولئك الذين هم على قيد الحياة، ، وينسون الموت ويغفلون عنه ويتجاهلون سيرته، ويهربون من ذكره متغافلين عنه.

وأضاف أن موت الفجأة ينبههم إلى أن هناك من يموتوا فجأة، فعندما يموت أحدهم فجأة فإنه يضع الحقيقة أمامهم ويذكرهم بأن الموت قد يأتي في أي وقت، وليس له وقت معين، منوهًا بأن هذا تنبيه ، شيء في الكون خلقها الله سبحانه وتعالى لتنبه الأحياء وليس للانتقام من الأموات.

ونبه إلى أن من مات مات وانتهى ، فيما أن الحي في هذه الحالة يكون مكلف أن يقوم بتغسيل الميت ثم يكفنه فيُصلي عليه ويدفنه ، وإذا لم يفعل ذلك ولا يقوم به فيكون حرامًاعلى الحي الممتنع عن واجباته تجاه الميت ، إذن فموت الفجأة يُخاطب الحي وينذره بأنه من الممكن في لحظة لا تخرج أنفاسه الداخلة أو لا تدخل أنفاسه الداخلة.

وتابع: لذا فإن موت الفجأة ينبه الغافلين من الأحياء، أو الذين لا يريدون أن يتعظون من الموت، أو من يتحاشون سيرة الموت وذكره وهو حقيقة يراها كل يوم ولكن لا يريد أن يتعظ وكفى بالموت واعظًا .

ما هو موت الفجأة

ورد في تعريف موت الفجأة يُراد بموت الفجأة؛ الموت الذي يأتي بغتةً على حين غفلةٍ، ووقوعه بلا سببٍ سابقٍ مؤدي له؛ كمرضٍ وغيره، ودون حدوث معاناةٍ أو مشقّةٍ؛ من مقدّماته أو سَكَراته، كما يُعرف موت الفجأة بموت الفوات، أو موت السكتة؛ أي أنّه يأخذ الإنسان من حياته الدنيا على غفلةٍ.

علاقة موت الفجأة بالخاتمة

ورد أنه لا يصحّ القول بأنّ موت الفجأة دلالةٌ على سوء الخاتمة، فقد يكون شخصٌ ما طيباً، طائعاً لأوامر الله، مجتنباً نواهيه طوال حياته، إلّا أنّه مات فجأةً، وقد يقع عكس ذلك، أي أنّه لا يُحكم على صلاح الإنسان أم لا بحالته حين موته، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإنسان يُبعث يوم القيامة على حالته التي توفي فيها.

وثبت ذلك في صحيح مسلم عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ علَى ما ماتَ عليه)، وموت الفجأة رفقٌ ورحمةٌ بالمؤمنين من الله -سبحانه-؛ فالموت قد يكون خيراً لصاحبه إن كان من الصالحين، والملتزمين بأداء الطاعات والصالحات التي تقرّبه من الله -سبحانه-، سواءً مات بشكلٍ مفاجئٍ أو لسببٍ ما؛ ويكون ذلك رحمةً به من الله -تعالى-، ومغفرةً له، فلا يشعر بألمٍ أو شدّةٍ قبل موته، وإن شعر بشدةٍ ما قبل موته، وصبر عليها؛ فيكون صبرة سببٌ لرفع منزلته ومكانته عند الله، وتكفيراً لسيئاته وذنوبه.

و قال النبي -صلى الله عليه وسلم - فيما يتعلّق بما سبق: (العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِن نَصَبِ الدُّنْيَا وأَذَاهَا إلى رَحْمَةِ اللَّهِ)، ولذلك كان جديراً بالعبد المسارعة إلى ربه دائماً بالتوبة، والإقبال إلى أعمال البرّ والخير.

دعاء موت الفجأة

لم يرد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أي دعاءٍ بخصوص موت الفجأة، ولم يثبت أيٍ منها في كتب السنة النبوية، ويجدر بالمسلم أن يدعو بما ورد وصحّ عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- من أدعيةٍ، منها: ما رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)، أما ما ورد من استعاذة النبي -عليه الصلاة والسلام- من موت الفجأة، فقد بيّن العلماء أنّ في إسناد ذلك الحديث ضعفٌ ولا يصحّ.