لاشك أن مسألة هل على الزوجة خدمة الزوج بدون مقابل ؟ تعد من الأمور التي تشغل الكثير من الأزواج والزوجات، بل يمكن اعتبارها محل نزاع وحيرة وخلاف وسببًا لكثير من المشكلات الزوجية بين الرجل والمرأة ، ومن ثم فإنه الكثير من المشاكل قد تتوقف بتحديد هل على الزوجة خدمة الزوج بدون مقابل أم لا؟، لعلها تكون مفتاح مناسب لحياة زوجية سعيدة وتنهي النواعات بينهما ، وهذا ما يبين أهمية معرفة هل على الزوجة خدمة الزوج بدون مقابل ؟ لكل من الرجل والمرأة .
[[system-code:ad:autoads]]
هل على الزوجة خدمة الزوج بدون مقابل
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه عند الذهاب للقاضي ونسأله هل يجب على الزوجة أن تعمل في بيتها وتخدم زوجها وأبنائها من غسيل وتنظيف وكي الملابس وطبخ وحمل وإنجاب ورضاعة وما نحوها من أعمال منزلية بدون مقابل ، فينظر القاضي في الكتب ، فيجد الجمهور من الشافعية والمالكية والحنابلة ، ذهبوا إلى أن الزوجة ليس عليها خدمة
وأوضح " جمعة" عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ( هل على الزوجة خدمة الزوج بدون مقابل ؟)، أن الإمام أبي حنيفة النعمان يرى أن عليها خدمة عكس جمهور الأئمة الثلاثة ، قائلاً: وهذا لا يعجبني أي لا يعجبني الذهاب إلى القاضي في مثل هذه المسائل .
وتابع: فالعلاقة الزوجية ليست شركة تجارية ، تبيع وتشتري وتكسب وإنما هي إنسانية، فالعلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة هي علاقة ود ورحمة وسكينة وحب وعطاء ليس لها مثيل، منوهًا بأن السيدة فاطمة -رضي الله تعالى عنها- بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما ثقلت عليها الأعمال المنزلية وذهبت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتشكو له تعبها من الخدمة في بيتها، فلم يأت بالإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - ولم يقل له أنها ليس عليها خدمة.
وأضاف: وإنما أمرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بالخدمة الباطنة وأمر زوجها - علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه - بالخدمة الظاهرة، بمعنى أن كل ما يتعلق بالمنزل تقوم به الزوجة ، أما كل ما يكون له خروج وسعي وجري وكد وتعب يقوم به الزوج، فخارج البيت هو يذهب ويحصل الأرزاق ويعمل ويأتي بلقمة العيش ومصاريف البيت والأولاد وما نحوه من التزامات.
ونبه إلى أن هذا ما أقره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السيدة فاطمة سيدة نساء العالمين - رضي الله تعالى عنها - وكان يقول البخاري عليها السلام، فهذا ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أبوها وكان يحبها ويقول " إنما فاطمة بضعة مني" ، لكن سلك بالأمر مسلك فقه الحياة ، وقال لها ساعدي زوجك واخدميه وأبنائك ، رغم أنها تشكو له تعبها .
وأشار إلى أن الإمام الشافعي يقول: “ وتلك سنة حسنة وفق الله تعالى نساء المسلمين إليها ” من طنجا إلى جاكارتا ومن غانا إلى فرغادة في العالم كله، لافتًا إلى أن هذا توفيق من الله تعالى أن تقوم الزوجة بأعمال المنزل ، ففي فقه الحياة ، فإذا تعبت الزوجة يجب أن يعالجها الزوج لأن العلاج أصبح من أساسيات مقتضيات الحياة ، فهناك هيئة دوائية متكاملة لشفائها.
وأفاد قائلاً: أما فقه التقاضي يقول أن المرأة لو معها مال تنفق هي على علاجها، فهناك فرق بين فقه التقاضي عند الأزمة و فقه الحياة الذي يوجب على الرجل الإنفاق على الأهل والزوجة ونفقة علاجها عليه ، لذا ينبغي الانتباه إلى الفرق بين فقه القضاء وفقه الحياة ، مشيرًا إلى أن الديانة تميل إلى فقه الحياة بنسبة 95 في المئة ، وإلى فقه القضاء فقط 5 %.