قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كريمة أبو العينين تكتب: العالم يتهاوى

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين
×

تحدثت أحدث دراسة لأحد المراكز السياسية والاستراتيجية الغربية ، عن أن السنوات القادمة سوف تشهد تغييرا كبيرا فى المعايير الدولية والشكل الحالى لكبريات الدول .

وأكد التقرير الغربى أن دولا برمتها ستختفى من الواجهة العالمية ، وتحل مكانها دولا جديدة . وأسهب التقرير بدراسته الطويلة المدعومة بنتائج وأبحاث أجراها طاقم إستكشافى مخضرم ، فى الحديث عن القطب الأوحد الحالى ألا وهى الولايات المتحدة الاميركية.

وذكرت الدراسة أن الامتداد الأمريكى الكبير والذى يضم خمسين ولاية يمثلون الولايات المتحدة الأمريكية ، يشكلون إقتصادا قويا مرنا ، قادرا على إمتصاص الصدمات والتحديات والأزمات العالمية ، مما يمكن واشنطن من مواصلة الهيمنة الاقتصادية والزعامة العالمية ، إلا أن الدراسة البحثية أوضحت أن الوهن الأمريكي المتوقع لن يكون إقتصاديا ولكنه مجتمعيا ، وأن إنهيار الامبراطورية الامريكية سيكون من الداخل ، كما نقول نحن فى مجتمعاتنا الشرقية "كدود المش ، منه فيه ".

واستشهدت الدراسة بالتركيبة المجتمعية الأمريكية التى تجمع كافة الاطياف والاعراق والاصول ، مركزة على معاناة السود فى الولايات المتحدة وشعورهم بأنهم بناة البلد الأصليين ورغم ذلك فهم غير مرحب بهم فعليا رغما عما يظهر على الساحة ، وذكروا فى ذلك تاريخ الافارقة السود فى بلد العم سام ؛ ومعاناتهم الطويلة حتى حصولهم على وضعهم الحالى المنقوص .ويشهد بذلك ماخلفه رصاص رجل الشرطة الأبيض من قتلى سود كل ذنبهم اختلاف بشرتهم ؛ مع انهم يحملون نفس الجنسية القطبية الواحدة . تاريخ المواطن الامريكى الاسود البشرة محفوظ فى ذاكرته ، وذاكرة اجداده الذين حرموا من دخول المطاعم وفقا ليافطة خارج المطعم مكتوب عليها " ممنوع دخول الكلاب والسود ".

تاريخ مظلم يطفو على السطح من حين لاخر بتجاوزات من رجال الشرطة ضد المواطن الاسود البشرة ؛ ويقع فى اعقابها قتلى ، ومصابين ، وتندلع مظاهرات تحتوى السلطات آثارها ؛؟الا أن الواقع يؤكد أن تحت الرماد نارا توشك ان يرتفع لهيبها فيأخذ بالأخضر واليابس . ليس السود فقط من يشكلون قنابل موقوته فى انهاء وهم الحلم الأمريكى ،بل هناك أنسجة مجتمعية أخرى ؛ على رأسها بقايا الهنود الحمر ابناء الوطن الاصليين الذين اغتالتهم أيادى الغرب عندما جاءوا مستوطنين الارض الجديدة على حساب ابناءها الاصليين ، أضف الى ذلك الأقليات التى عظمت وتنامت وأصبحت ذات وضع مؤثر فى الولايات المتحدة ؛ ومن بينهم الهنود ، والايطاليين والصينيين ، وعدد كبير ايضا من النازحين من القارة العجوز واختها السمراء .

الانهيار الامريكى المتوقع وان لم يكن قريبا الا أنه قادم لامحالة ، فاتحا أمامه باب التربع لدول أخرى على عرش العالم ، وعلى رأس هذه الدول ، الصين ، التى تسابق الزمن بأن تصبح ماردا عالميا مسيطرا على مجريات المجتمع الدولى كله ، ويزاحم الصين بشدة ، اليابان ، العدو اللدود لبكين والفارض أفكاره الاستراتيجية الحديثة على العالم بهدوء وكياسة ، وتعزز الدراسة التكتل الغربى لابعاد روسيا عن العودة الى مكانتها القديمة كقطب ثانى مواجها للولايات المتحدة ، وبأن واشنطن زجت بأوكرانيا مدعومة بالغرب فى حرب ضد روسيا من أجل استنزاف روسيا على المدى البعيد وارهاقها اقتصاديا ؛؟لتصبح عاجزة عن دخول المنافسة ، ومحاولة العودة الى روسيا القديمة الرابضة امام الكيان الامريكى ؛ والتى تتعامل معه رأسا برأس مع الأخذ فى الاعتبار تاريخ القياصرة الروس ؛ وبأن روسيا دولة قديمة ولها جذور تاريخية ؛ بعكس الولايات المتحدة ذات القرون التاريخية الثلاثة الحديثة كحد أقصى . إذن ووفقا لهذه الدراسة فان العالم الجديد القادم ولو بعد عقود ؛ سيختلف عن عالمنا الحالى وسيصبح فيه الشرق مؤثرا وصاحب كلمة وتأثير ..فقط علينا الترقب والانتظار .