EN 
تشهد العلاقات المصرية الأردنية تطورا كبيرا على جميع المستويات، لذلك تعد اجتماعات الدورة الـ 31 للجنة العليا المصرية - الأردنية المشتركة المنعقدة في عمان مهمة، وتأتي في وقت حساس للغاية في ظل تحديات كبيرة وعديدة يمر بها العالم، وأهميتها في اعتقادنا أنها تعمل قطعا على تحقيق التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي.
النقل بين مصر والأردن
وما يحدث الآن بين مصر والأردن بمثابة نموذج للتكامل المنشود في ضوء تعزيز التعاون المشترك في ظل التحديات والمخاطر المعقدة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، فالمتتبع للزيارة وللوفد المشارك في الاجتماعات يجد حرص الدولة المصرية على تعزيز التعاون مع الأردن، لا سيما على الصعيد التجاري والاستثماري.
وكذلك تعزيز التعاون في مجالات الصحة والدواء، وتعزيز حركة النقل البري والبحري، إضافة إلى تعزيز التعاون في مجال الربط الكهربائي، ونقل الغاز الطبيعي، بما يضمن تحقيق المصالح المشتركة للبلدين.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إن العلاقات الثنائية المصرية الأردنية تُعد في أفضل حالاتها في الوقت الحالي، مؤكدا الاهتمام بتقوية مختلف وسائل النقل بين البلدين، من نقل بري، وبحري، وسككي أيضا، وذلك بما يسهم في نفاذ الصادرات والواردات من البلدين.
وأضاف أنه تم الاتفاق على تنفيذ العديد من المشروعات خلال المرحلة القادمة في هذا الصدد، بما يخدم مصلحة البلدين.
ولفت رئيس الوزراء، خلال كلمته في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، إلى مجالات التعاون الاقتصادي، وما تشمله من مجالات مهمة، كمجال الترانزيت والتجارة والصناعة، موضحا أن هذه المجالات حظيت بمناقشات عديدة خلال اجتماع اللجنة اليوم، وعلى الأخص في مجال صناعة الأدوية، وذلك بهدف تعظيم الاستفادة مما يمتلكه البلدان من مقومات هائلة في هذا المجال، قائلاً: "ومن ثم يجب أن نتكامل لا أن نتنافس في هذا المجال على الأخص، لكي تتحقق الاستفادة المشتركة للبلدين في هذا الشأن".
ومن خلال الاجتماع، تمت مناقشة تطوير خدمات الكهرباء والبنية التحتية والغاز بين البلدين، كما ناقشوا مشروع خط النقل العربي لربط افريقيا بآسيا ، لافتا إلى أن الدولتين تعملان على تطوير هذا المشروع الحيوي الهام.
من جانبه، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن لقاء رئيس وزراء مصر والأردن ينعقد في ظروف استثنائية، فتأتي القمة التحضيرية لاجتماعات اللجنة المشتركة المصرية الأردنية على اعتبار أن هذه اللجنة انعكاس العلاقات القوية التي تجمع مصر والأردن.
ربط جديد بين مصر والأردن
وأضاف فارس، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك علاقات حقيقية تجمع مصر والأردن، وهناك مشروعات مهمة جدًا إذا تمت على أرض الواقع ستحدث نقلة حقيقية في التعاون الاقتصادي المصري الأردني، ومن أهم هذه المشروعات "مشروع الشرق الجديد" الذي يربط مصر بالعراق والأردن وستكون الأردن همزة الوصل بين مصر والعراق.
وعن مشروعات النقل بين مصر والأردن، قال الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل، في تصريحات سابقة له، إنه بناءً على طلب الأشقاء في الأردن والعراق، تم توقيع بروتوكول لتنفيذ خط التجارة العربي لنقل البضائع من الأردن والعراق ودول الخليج إلى مختلف دول العالم، خاصة أمريكا وأوربا.
وأضاف الوزير، خلال افتتاح الرئيس السيسي محطة تحيا مصر متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية، أنه سيتم نقل البضائع عبر السكك الحديدية إلى منطقة العقبة، ثم يتم نقلها من العقبة إلى طابا ونويبع عبر شركة الجسر العربي المملوكة لمصر والأردن والعراق من خلال العبارات، ثم التحرك بالصادرات الأردنية إلى أمريكا وكل دول أوروبا.
من جانبهما، أكد الفريق كامل الوزير، وزير النقل، ووزير الأشغال العامة والإسكان والنقل الأردني المهندس ماهر أبو السمن، ضرورة استكمال أعمال الخط العربي وتجهيزاته، وحل مشكلات تشغيل شركة الجسر العربي وتذليل العقبات أمام تطوير أعمالها وتحديث أسطولها، بالتعاون والتنسيق التام مع مفوضية سلطة إقليم العقبة وشركة تطوير العقبة.
واستعرض الوزيران، سير العمل المشترك؛ على ضوء التطور الكبير في علاقات البلدين الشقيقين، والاتفاقات الثنائية ومذكرات التعاون الموقعة بين الجانبين، أو تلك المبرمة تحت مظلة جامعة الدول العربية ومجلس وزراء النقل العرب.
وثمن المهندس أبو السمن خلال اللقاء، الجهود المصرية في تذليل العقبات والصعوبات التي تواجه قطاع النقل بين البلدان العربية، مؤكدا حرص الأردن على ديمومة العلاقة المتميزة بين البلدين الشقيقين، انعكاسا لحرص الملك عبد الله الثاني وشقيقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، على فتح آفاق التعاون في مختلف المجالات.
وقال إن قطاع النقل يؤثر بقوة في دفع عجلة الاقتصاد وتحقيق التنمية، وبالتالي لا بد من تقديم أفضل خدمات النقل للمواطنين والقطاعات الاقتصادية في البلدين الشقيقين.
جدير بالذكر أن الدولة المصرية تبذل جهودا كبيرة لتطوير منظومة النقل، ودعم البنية التحتية الخاصة بالطرق، والسكك الحديدية والموانئ، في محاولة لاستغلال موقع مصر الجغرافي المتميز، والعمل على أن تكون مصر مركزا لوجستيا عالميا لحركة نقل البضائع.
