يفتتح صباح اليوم، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أعمال تطوير مسجد السيدة نفيسة بحضور السلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة في الهند.
وجاءت أعمال تطوير مسجد السيدة نفيسة، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وجه بتطوير أضرحة البيت في مصر، وتم عمل خطة بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بترميم 9 مساجد آل البيت في مصر.
ويشمل تطوير مساجد آل البيت في مصر، بترميم وتجديد الصالات الداخلية بالمساجد وما بها من زخارف معمارية راقية وغنية، تماشياً مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، وذلك جنباً إلى جنب مع تطوير كافة الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع.
ومن المقرر أن يتم فتح مسجد السيدة نفيسة أمام المواطنين للزيارة، يوم 10 أغسطس المقبل.
مسجد السيدة نفيسة
ويقع مسجد السيدة نفيسة بالقرب من منطقة مصر القديمة وهو من أعرق المساجد بمحافظة القاهرة لاحتوائه على مقام السيدة «نفيسة بنت الحسن» وهى من أهل بيت رسول الله.
ويعتبر مسجد السيدة نفيسة، أحد أشهر مساجد "آل البيت" النبوي، ويعد أول مسجد فى طريق يعرف بطريق أهل البيت، وهو طريق يضم عدة محطات مشرفة منها مسجد السيدة نفيسة، ومشهد الإمام على زين العابدين، ومشهد السيدة زينب بنت الإمام علي، ومسجد السيدة سكينة بنت الحسين، والسيدة رقية بنت الإمام على بن أبى طالب، وسيدي محمد بن جعفر الصادق، والسيدة عاتكة عمة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
وعندما توفيت السيدة نفيسة، أراد زوجها دفنها في البقيع، فحزن أهل مصر حزنًا شديدًا، فهرعوا إلى الوالي واستجاروا به عند زوجها، ليرده عما أراد، فأبى، فجمعوا له مالا وفيرا وسألوه أن يدفنها عندهم، فأبى أيضا، فباتوا منه فى ألم عظيم، لكنهم عند الصباح فى اليوم التالي، وجدوه مستجيبًا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: "رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لى رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم".
وجاء فى خطط المقريزي، أن أول من بنى على قبر السيدة نفيسة، هو عبيد الله بن السري والى مصر، من قبل الدولة العباسية، ثم أعيد بناء الضريح فى عهد الدولة الفاطمية، وأضيفت له قبة، ودون تاريخ العمارة على لوح من الرخام، وضعت على باب الضريح، تبين اسم الخليفة الفاطمى المستنصر بالله وألقابه.
وأعيد تجديد هذه القبة فى عهد الخليفة الفاطمى الحافظ لدين الله، بعد أن حدثت فيها بعض التصدعات والشروخ، كما تم كساء المحراب بالرخام سنة 532هـ (1138 م)، إلى أن أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون أن يتولى نظارة المشهد النفيسي الخلفاء العباسيون.
وكان أول من تولى النظر عليه هو الخليفة العباسي، المعتضد بالله أبو الفتح أبو بكر ابن المستكفى، وهو من بقايا العباسيين الذين هاجروا إلى مصر بعد أن قضى عل المغول على خلافتهم ببغداد سنة 656هـ (1258م).
من هي السيدة نفيسة ؟
ولقبت السيدة نفيسة -رضي الله عنها- بـ«نفيسة العلم»، وهي حفيدة سيدنا الإمام الحسن بن على، رضى الله عنه، وزوجها سيدى إسحق المؤتمن، وهو ابن عمها، حفيد الإمام الحسين، وكانت من الصالحات العابدات، وقد حفرت قبرها بيدها، وكانت تنزل لتجلس وتقرأ القرآن فيه، وكانت من سيدات العلم في العالم الإسلامى، واشتهرت بإجابة دعائها، حتى كان الإمام الشافعى يرسل لها دومًا لتدعو الله له كلما نزلت به نازلة، ولما حضرها الموت كانت صائمة، ورفضت أن تفطر، وقالت: «لقد سألت الله أن يقبضنى إليه صائمة».
عُرف عن السيدة نفيسة بنت الحسن زهدها وحسن عبادتها وعدلها، فيُروى أنها لما كانت بالمدينة كانت تمضي أكثر وقتها في المسجد النبوي تتعبد، وتروي زينب ابنة أخيها يحيى المتوج قائلة: "خدمتُ عمّتي السيدة نفيسة أربعينَ عامًا، فما رأيتها نامَت بلَيل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق، فقلت لها: أمَا ترفُقِين بنفسِك؟ فقالت: كيف أرفُق بنفسي وأمامي عَقَبات لا يقطَعُهُنّ إلا الفائزون؟ وكانت تقول: كانت عمتي تحفَظ القرآن وتفسِّره، وكانت تقرأ القرآنَ وتَبكي".
وقيل إنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا، وقرأت فيه المصحف مائة وتسعين مرة وهي تبكي بكاءً شديدًا، كما ذكروا أنها حجّت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية، كانت فيها تتعلق بأستار الكعبة و تقول: "إلهي و سيدي و مولاي متعني و فرحني برضاك عني، ولا تسبب لي سببًا يحجبك عني".
كما كانت شديدة في الحق لا تهاب الأمراء، فقد ذكر المؤرخ أحمد بن يوسف القرماني في تاريخه، أن الناس استغاثوا بالسيدة نفيسة بنت الحسن من ظلم أحمد بن طولون فكتبت له رسالة، وانتظرت حتى مرور موكبه فخرجت له، فلما رآها نزل عن فرسه، فأعطته الرسالة، وكان فيها: "ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخوّلتم ففسقتم، ورُدَّت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفّاذة غير مخطئة، لا سيّما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوّعتموها، وأجساد عرّيتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلِّمون، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون"، فخشع ابن طولون لقولها.
وتوفيت رضوان الله عليها وآل بيتها في رجب 208 هـ، حيث أصاب السيدة نفيسة بنت الحسن المرض، لترحل في رمضان سنة 208 هـ، فبكاها أهل مصر، وحزنوا لموتها حزنًا شديدًا، وكان يوم دفنها مشهودًا، ازدحم فيه الناس لتشييعها، أراد زوجها أن يحملها إلى المدينة المنورة كي يدفنها بالبقيع، فعرف المصريون بذلك فهرعوا إلى الوالي عبد الله بن السري بن الحكم، واستجاروا به عند زوجها ليرده عما أراد فأبى، فجمعوا له مالا وفيرا وسألوه أن يدفنها عندهم فأبى أيضا، لكنهم عند الصباح في اليوم التالي وجدوه مستجيبًا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم.
خصال السيدة نفيسة
1- تزامن شهر ميلادها مع شهر ميلاد جدها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
2- كانت تداوم على ذكر الله تعالى، خاصة قراءة القرآن.
3- كانت كثيرة الصيام حتى إنها انتقلت إلى ربها وهي صائمة.
4- كانت قوامة لليل دؤوبة فيه.
5- ختمت القرآن لمرات كثيرة قيل ما بين 170 مرة إلى 3 آلاف مرة.
6- كانت كثيرة العطاء والكرم خاصة لليتامى والمساكين.
7- كانت من كبار أهل العلم وتحبهم وتوقرهم كالإمام الشافعي.
8- من رأها أحبها ولا يريد فراقها كما فعل أهل مصر جميعا معها.
9- سمّت ابنيها القاسم وأم كلثوم مثل أسماء ابنين كريمين من أبناء الرسول، وقد انتقلا في حياتها أيضاً.
10- كان لها جارة غير مسلمة وكانت تحسن معاملتها كما كان يفعل جدها.
11- انتقالها عن 63 عاماً كجدها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وزير الأوقاف يشكر الرئيس
بدوره، توجه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بخالص الشكر والتقدير، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لاهتمامه وعنايته بالمساجد عامة ومساجد آل البيت خاصة.
وقال وزير الأوقاف، في تدوينة له على موقع تويتر ": بعد مسجدي الحسين وعمر بن العاص وغيرهما من المساجد مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها في أبهى حلله، مصر في خدمة بيوت الله عز وجل".
وتابع وزير الأوقاف "شكرا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعنايتكم بعمارة بيوت الله عز وجل.. جعل الله ما تقدمون لعمارة بيوته في ميزان حسناتكم وجعله خيرا وبركة لمصرنا العزيزة".
وأعلنت وزارة الأوقاف، مسبقا، عن خطة لتطوير مساحد آل البيت، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بدأت هذه الأعمال تجديد مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، بتكلفة قدرت قيمتها بـ 150 مليون جنيه.
وتواصلت أعمال ترميم وتجديد مساجد آل البيت، حتى تم تجديد مسجد السيدة فاطمة النبوية، والسيدة رقية، والسيدة سكينة، والسيدة حورية، والسيدة زينب، وأخيرا السيدة نفيسة.