حالة من الترقب العالمي لاجتماع قمة البريكس، الذي من المفترض أن ينعقد خلال أيام، حيث تتعلق العديد من الآمال عليه لإصدار عملة جديدة تقلل من هيمنة الدولار الأمريكي، فيما تترأس جنوب أفريقيا مجموعة دول بريكس (جنوب أفريقيا، البرازيل، الصين، الهند، روسيا)، وستستضيف من 22 إلى 24 أغسطس الجاري القمة الـ15 لهذه الدول.
إطلاق عملة جديدة
وقالت جنوب أفريقيا، إن 22 دولة تقدمت بطلبات للانضمام إلى مجموعة "بريكس" (BRICS)، بينما أبدت دول أخرى اهتمامها بذلك، وكانت بريكس لمحت إلى أنها منفتحة على التوسع.
وقال مندوب جنوب أفريقيا في المجموعة أنيل سوكلال، إن "22 دولة تواصلت رسميا مع دول بريكس لتصبح عضوا بشكل كامل، وهناك عدد مماثل من الدول التي سألت على نحو غير رسمي عن الانضمام للمجموعة"، مشيرا إلى أن الاهتمام المتزايد بالتكتل "ليس بالأمر الجديد" لكنه يشير إلى "الثقة" بالعمل الذي قامت به بريكس طوال 15 عاما من وجودها.
ورأى مندوب جنوب إفريقيا، أن بريكس ليست مجرد "قوة سياسية عبر محاولتها تغيير خطوط الصدع في مجال السياسة العالمية، بل تغير أيضا ما يحدث في الفضاء الاقتصادي على مستوى العالم".
من جانبه فاجأ روبرت كيوساكي، مؤلف الكتاب الأكثر مبيعًا "الأب الغني والأب الفقير"، بتحذير شديد بدأ كصوت الرعد في جميع أنحاء العالم المالي، مشيرا إلى أن الدولار يسير على جليد رقيق للغاية فوق الهاوية، ويبدو أنه يستعد لوداع هادئ في الظل، ما سبب هذا الزلزال الوشيك؟ تحالف من الدول يقف على أبواب إظهار نظام نقدي جديد، تدعمه احتياطيات الذهب.
وحطم روبرت كيوساكي جدران الرتابة المعتادة عندما وصف الدولار الأمريكي بأنه سوف يتم "تحطيمه"، وسبب أطروحته، هو تجمع من الدول الاقتصادية العملاقة، وهي تلك البلدان الموحدة تحت اسم البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، الذين سيجتمعون في جوهانسبرج في منتصف أغسطس لبدء النقاش حول إنشاء عملة مشتركة جديدة.
وقال إن "لحظة تغيير هائل ستخترق كتب التاريخ في 22 أغسطس 2023"، لافتا إلى إن دول البريكس سوف تعقد مؤتمرًا في جوهانسبرج في ذلك التاريخ، وهدفهم واضح وضوح السماء بعد العاصفة - إطلاق عملة جديدة مدعومة بالذهب في العالم.
وأشار إلى أنه في عام 1944، أصبح الدولار الأمريكي العملة الاحتياطية العالمية، مما يعني أن البنوك المركزية في العالم لديها تريليونات، وليس مليارات الدولارات في بنوكها، لأن هذا هو ما تعنيه العملة الاحتياطية – أي أنه يجب على بنوك العالم الاحتفاظ بها، الدولارات في [خزائنهم] بدلاً من الذهب، "مضيفًا،" إذا أطلقت تلك الدول عملة رقمية مدعومة بالذهب، [عندها فقط] فإن الدولار الأمريكي يصبح في حكم الميت إذا كنت على حق".
قرارات قمة البريكس
واقترح كيوساكي، أن تكون عملة البيتكوين من بين الرابحين الكبار في تقديره، "سيبدأ الناس فقط في تقدير واستخدام البيتكوين عندما تنضم المؤسسات الكبرى إلى نظام التشفير البيئي"، مشددا: "أحد التحديات التي تواجه بيتكوين هو أن الناس لا يقبلونها، ولا يعرفون ما الذي يشكلها".
وأشار كيوساكي إلى أن "بنك ستاندرد تشارترد، أحد أكبر البنوك في آسيا، أعلن للتو أنه يدعم عملة البيتكوين وأن عملة البيتكوين الواحدة ستصبح قيمتها 50,000 دولار بحلول عام 2023 وقد تصل قيمتها إلى 120 ألف دولار في عام 2024".
فيما يتعلق بالإعلان المحتمل عن عملة البريكس في اجتماع القمة، الذي يبدأ في 15 أغسطس في جنوب إفريقيا، تجدر الإشارة أيضًا إلى أن العديد من الشائعات قد تم تداولها في الأشهر الأخيرة، ولكن تم نفيها منذ ذلك الحين، ومع ذلك، من المرجح أن تؤدي قمة البريكس إلى توسيع تحالف الدول، والذي قد يكون الخطوة الأولى نحو الإعلان عن عملة موحدة، سواء كانت مدعومة بالذهب أم لا.
ويناقش تحالف دول البريكس استخدام العملات المحلية في المعاملات عبر الحدود في القمة المقبلة في أغسطس، حيث ستدرس الكتلة المكونة من خمس دول طرقًا لتقوية اقتصاداتها المحلية من خلال استخدام عملاتها المحلية.
وتهدف مجموعة البريكس إلى القضاء على الدولار الأمريكي للتجارة العالمية وبدء تحويلات الواردات والصادرات باستخدام المناقصات المحلية، حيث أكد سفير جنوب إفريقيا أنيل سوكلال أن التحالف سيناقش الأمور المتعلقة بالعملات المحلية، و أشار التطور إلى أن دول البريكس جادة في تهميش الدولار الأمريكي وتهدف إلى إبقاء العملات المحلية في مقعد القيادة للنظام المالي العالمي.
وأكد سوكلال أن "المناقشة تركز على تعميق استخدام العملات المحلية”، لذلك، ستطرح الكتلة المكونة من خمس دول عملاتها لتسوية التجارة العالمية وليس الدولار الأمريكي".
وستقرر مجموعة البريكس مجتمعة عدد القطاعات التي سيتم فيها استخدام العملات المحلية في المعاملات الدولية، ستعزز هذه الخطوة الاقتصادات المحلية مما يمنح عملاتها المحلية دفعة قوية في أسواق الصرف الأجنبي.
وسيؤدي تسوية التجارة داخل الكتلة عن طريق التخلي عن الدولار الأمريكي إلى ازدهار الأعمال في دول البريكس. سيكون استخدام العملات المحلية داخل دول البريكس أسرع وأكثر سلاسة وفعالية من حيث التكلفة من الدولار الأمريكي.
تداول العملة الجديدة
وستعزز دول البريكس العملات المحلية وتتخلص من الدولار الأمريكي وسيوفر تحالف البريكس للدول النامية الأخرى دعماً مالياً لرفع اقتصاداتها في السنوات المقبلة.
وقال أحمد شوقي الخبير المصرفي، إنه في ظل توجه الدول الخمس للاجتماع والتوجه نحو إطلاق عملة البريكس والتي من المتوقع أن تلاقى قبولا واسعاً للفكرة على الرغم من التوقعات لمحاربة الولايات المتحدة الأمريكية للفكرة للحفاظ على هيمنة الدولار الأمريكي والذي يمثل الحصة الأكبر من الاحتياطيات الدولية.
وأضاف الخبير المصرفي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه في ظل طرح فكرة ربط العملة بالذهب من المتوقع أن تكون العملة ذات قيمة منافسة للدولار؛ والتخلص من الضغوط الاقتصادية للعملة الامريكية؛ وقد نرى تداولا إقليميا للعملة الجديدة بين الدول الأعضاء والدولة التي تستعد للانضمام إلى التحالف والتي ستأخذ بعض الوقت لإثبات قوتها وقبولها في الأسواق.
وأكمل الخبير المصرفي: أما فيما يخص عملة البيتكوين، فسيحتاج تداولها إلى تقنين أوضاعها ووضع الضوابط لتداولها بشكل مركزي، وذلك للحد من الإشكاليات المتعلقة بها كغسل الأموال وإشكالية عدم المركزية.
من جانبه قال أحمد معطي الخبير الاقتصادي، إن عملة البريكس ستعمل على إعادة التوازن لهيمنة العملات بالعالم، وتقليل الضغط على الدولار الأمريكي، مؤكداً: هذه النقطة "ستقلل ولن تنه هيمنة الدولار"، مشيراً إلى أن النفط والسلاح والحبوب لا يزالون يباعون بالدولار، "والتسعيرة إذا كانت بالدولار ستظل هيمنة الدولار ولن تنتهه".
وأضاف معطي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد" أن اليورو لم ينه هيمنة الدولار، لافتا إلى أن عملة البريكس ستعطي فرصة كبيرة للدول للتخفيف من الضغط على الدولار، كما ستعطي فرص للدول التي تستورد بالدولار عندما تبدأ باستخدام العملة الجديدة في الاستيراد بشكل كبير.
وأكمل: من المتوقع أن يتم اصدار عملة مدعومة بالذهب، لافتا إلى أن عملة البيتكوين من المستحيل ان يتم إطلاقها كعملة رسمية مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي والصين "ضد هذا الأمر".
وأشار إلى أن الصين أول دولة قانت بإصدار "عملة موازية للبيتكوين"، وبالتالي من الصعب أن يتم إصدارها، كما أن هناك فقط عملات رقمية مثل الدولار الرقمي واليورو الرقمي كبديل للبيتكوين، مؤكدا أنه حتى إذا قام بنك ستاندرد تشارترد بدعم عملة البيتكوين فلن يهم كثيراً حيث إن "الدول الكبرى لن تُقر ذلك".