الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يدر خيراً كثيراً.. اكتشاف كنز أثري جديد قرب مدينة العلمين |إيه قصته

الاكتشاف الأثري
الاكتشاف الأثري

لا تزال الدولة المصرية تبهر العالم بما يتم اكتشافه من كنوز حتى يومنا هذا، ولا تزال أرض مصر تجود بخيرها وبما تحويه من آثار تاريخية شاهدة على عظمة من حكموها أو مروا على أرضها عبر آلاف السنين .

الاكتشاف الأثري

اكتشافات أثرية 

وكشفت البعثة الأثرية المصرية، من الإدارة المركزية للآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار، عن بقايا سفينة غارقة وعدد من الجِرار (الأمفورات) من القرن الثالث قبل الميلاد، وذلك أثناء أعمال الغوص والمسح الأثري بأحد المواقع الغارقة بالبحر الأبيض المتوسط، الذي يبعد حوالي 650 مترا من شاطئ منطقة العلمين.

صرح بذلك الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، موضحا الأهمية التجارية لمنطقة العلمين والساحل الشمالي في القرن الثالث قبل الميلاد، التي كان يوجد بها العديد من الموانئ التجارية، بالإضافة إلى الأهمية العلمية، حيث يقدم الكشف دليلا جديدا على مكانة مصر والمنطقة من الناحية التجارية والاقتصادية والسياحية.

من جانبه، قال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إنه خلال أعمال المسح الأثري بالمنطقة، تم العثور على بقايا من أخشاب السفينة الغارقة، ومئات من اللقى الأثرية الفخارية، من بينها عدد كبير من الجِرار (الأمفورات) المستوردة من جزيرة رودس باليونان، التي كانت تستخدم قديما في تخزين ونقل النبيذ، مشيرا إلى أن هذه الجِرار وجدت مرتكزة على جزيرة غارقة بجوار السفينة، ما يؤكد أنه من المرجح أن يكون سبب غرق السفينة أثناء رحلتها التجارية هو ارتطام قاعها بالجزيرة المتواجدة بقاع البحر.

فيما أوضح إسلام سليم، رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة، أنه تم التوصل إلى هذا الموقع الأثري من خلال المهندس حسين مشرفة، مالك إحدى شركات المسح البحري، الذي شاهد بقايا السفينة الغارقة أثناء قيام شركته بأعمال المسح بهذه المنطقة، وقام بإخطار المجلس الأعلى للآثار، حيث قام، على الفور، فريق علمي أثري من الإدارة المركزية للآثار الغارقة بالتوجه إلى منطقة العلمين والبدء في أعمال الغوص والمسح الأثري لاستطلاع الموقع وتحديد الأهمية التاريخية والأثرية له.

وذكر أن الدراسات التي أجراها فريق العمل، تشير إلى أن السفينة التي تم العثور عليها هي سفينة تجارية، يرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، والذي يوضح سير الحركة التجارية بين مصر ودول البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت، حيث إنه من المعروف أن الساحل الشمالي كان يضم حوالي 30 قرية ومدينة وميناءً خلال العصرين اليوناني والروماني، من أهمها موانئ مرسى مطروح، والضبعة، ومارينا العلمين.

وكانت تلك الموانئ عبارة عن محطات في طريق السفن القادمة من شمال أفريقيا، وجنوب أوروبا إلى الإسكندرية، كما كان يتم تصدير المنتجات الغذائية من نبيذ، وزيتون، وحبوب، من مواني الساحل الشمالي إلى شمال أفريقيا وجنوب أوروبا وشرق البحر المتوسط.

وقد أنهت البعثة أعمال التوثيق الأثري للمكتشفات باستخدام تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد (Photogrammetry)، وأن الإدارة المركزية للآثار الغارقة تقوم الآن بدراسة سيناريوهات التعامل مع المكتشفات الأثرية والحفاظ عليها وانتشالها من الموقع، كما تقوم باستكمال أعمال الحفائر تحت الماء خلال الموسم للكشف عن المزيد من الدلائل والشواهد الأثرية، وما تخبئه السفينة من أسرار.

وقال مجدي صادق، عضو غرفة شركات السياحة: إن أرض مصر عامرة بالآثار التي يتم اكتشافها يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن الاكتشاف الأخير الذي أعلن عنه لبقايا سفينة غارقة وعدد من الجِرار بالبحر الأبيض المتوسط بمنطقة العلمين هام للغاية، ويمكن الاستفادة منه كثيراً.

الاكتشاف الأثري

تعظيم الاستفادة

وأضاف مجدي صادق، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن البحر الأبيض المتوسط ليس منطقة غوص، لكنه يمكن أن يكون هناك غوص مباشر بهذه المنطقة بالتحديد عقب هذا الاكتشاف، وطالما تم تحديد هذه المنطقة،  أو من خلال إخراج ما بها وعمل متحف مثل متاحف الآثار الغارقة مثل ذلك الذي تم تأسيسه بأبو قير ، وهذا يعتبر شيئا عظيما.

وأكد: من بين الأمور التي ستساهم في تعظيم الاستفادة هو أن تكون المشاهدات تتم عن طريق استخدام الغواصات، فضلاً عن أن هذه المنطقة يمكن أن تستخدم كمنطقة جذب سياحي جديدة بالبحر الأبيض المتوسط حيث مدينة العلمين.

وأوضح مجدي صادق أن مناطق الغوص تكون متوافرة بشكل أكثر بالبحر الأحمر نظراً لعدة أمور أولها؛ أن المياه بالبحر الأحمر دافئة طوال العام، فضلاً عن أن مستوى الرؤية بالبحر الأحمر أفضل من مستوى الرؤية بالبحر المتوسط، لافتاً إلى أن "مهرجان العلمين وضع منطقة العلمين الجديدة والساحل الشمالي على خريطة السياحة العالمية، وبالتالي السياحة في مصر ستصبح متاحة طوال العام بعد أن كانت موسمية ومقتصرة على الشتاء فقط، وسنشاهد السائحين في مصر طوال العالم"، مختتماً أن الجميع بلا استثناء سعداء بذلك.

من جانبه قال الدكتور حسام هزاع الخبير السياحي وعضو الاتحاد المصري للغرف السياحية: إن الاكتشاف الأخير، الذي تم الإعلان عنه في مدينة العلمين هام ولكنه يتطلب عدة أمور، مشيراً إلى أن استغلال مثل هذا الموقع ليكون مصدر للجذب السياحي يحتاج لبعض الوقت".

وأضاف هزاع - خلال تصريحات لـ" صدى البلد"، أنه يجب في البداية الكشف بعناية في المنطقة، والبحث عن الاثار الموجودة بها، ومعرفة هل يمكن أن يكون بهذه المنطقة إمكانية للغوص بالفعل أم لا؟.

وأكمل الخبير السياحي، قائلا إن الأمر يحتاج لمراكز غوص في البداية لاكتشاف ما في الأعماق ومعرفة درجة الأمان، لافتاً إلى أن الأمر سيكون مفيد للسياحة المصرية في المستقبل ، اذا تم اخذ الاستعدادات الكاملة سواء بالغوص أو بمراكز الغوص أو وجود غواصة بها سائحين، مشيراً إلى أنه تم اكتشاف أماكن أثرية أيضا للغوص بالإسكندرية ولكنها لم تستغل حتى الآن.

يذكر أن مدينة العلمين الجديدة تستضيف الحدث الترفيهي الأكبر في عالم الترفيه بالشرق الأوسط، وبدأت أولى فعالياته الخميس 13 يوليو 2023، ويستمر طوال موسم الصيف ليقدم تجربة صيفية فريدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

ويضم المهرجان الذى يستقبل مليون زائر من جميع أنحاء الوطن العربي العديد من الفعاليات الفنية والرياضية، إلى جانب معارض وعروض ترفيهية في أول وأكبر وجهة إقليمية سياحية وترفيهية متكاملة بمدينة العلمين الجديدة، حيث يشارك فرق واتحادات دولية لرياضات مختلفة بأحداث المهرجان الرياضية، بالإضافة إلى حفلات غنائية تاريخية لأبرز الفنانين من الوطن العربي وعلى المستوى الدولي.

وتقدم مدينة العلمين الجديدة تجربة سياحية شاملة من خلال المنطقة الشاطئية والمنطقة التاريخية والمدينة الثقافية والتي تعرف بمدينة الفنون، والتي تبنى على مساحة 260 ألف فدان، وتحتوى على أوبرا وقاعات تدريب ومجمع سينمات ومسرح روماني مكشوف للحفلات والعروض الموسيقية مجهز بأحدث تقنيات الصوت، ومجمع استوديوهات ومتحف ومكتبة ثقافية، بالإضافة إلى مبنى تنمية المهارات البدوية الموجودة في المنطقة للحفاظ على الطابع التراثي لمدينة العلمين.