يصادف اليوم ذكرى ميلاد الأديب زكي مبارك، هو صاحب الدكتوراه المتعددة حيث حصل على ثلاث درجات للدكتوراه في الأدب والنثر والتصوف الإسلامى من فرنسا حتى سُمي بالدكاترة زكى مبارك.
وُلد في مثل هذا اليوم 5 أغسطس 1891، ويقول عن نفسه: "ولدتنى أمى فأضيف إلى الوجود خبر جديد وشر جديد".
لم ينل زكي مبارك حظه من المناصب نتيجة لسببين رئيسين، أولًا: معاركه الأدبية مع أقطاب عصره كطه حسين، وعباس العقاد، والمازني وغيرهم، ثانيًا: تفضيله الابتعاد عن التيارات الحزبية المالئة للقصر والنفوذ البريطاني؛ لذلك سافر الرجل إلى العراق، وهناك مُنح "وسام الرافدين" في عام 1947، وقد كتب مبارك طوال مسيرته الأدبية 45 كتابًا.
[[system-code:ad:autoads]]
صدامه مع طه حسين
اشتعل في القرن الماضي أكبر معركة أدبية بين زكي مبارك، وعميد الأدب العربي طه حسين، وجاءت على مراحل متعددة، إلى أن قام طه حسين بإقصاء زكي مبارك من الجامعة المصرية، وبالرغم أن الأول كان من أبرز المدافعين عن طه حسين في محنة الشعر الجاهلي.
تجدد الصراع بينهما مرة أخرى بعد 9 سنوات، عندما ألف زكي مبارك كتابه "النثر الفني" والذي خالف فيه رأي المستشرقين ورأي طه حسين.
وكتب طه حسين عن الكتاب يقول: "كتاب من الكتب ألفه كاتب من الكتاب" رافضًا ذكر اسم زكي مبارك أو الكتاب وكأن في ذلك تنكير من شأنهما، مما دفع الأخير للرد بشكل عنيف يقول: "كنت أنتظر أن تفرح بكتابي، لأنه كما تعلم جهد أعوام طوال، ولكن خاب الظن وعرفت أنك وسائر الناس تغضب وتحقد، وكنت أرجو أن يكون عندك شيء من تسامح العلماء. تعال نتحاسب يا ناسي العهد ويا منكر الجميل، لقد مرت أعوام لم يكن يذكرك فيها بخير أحد غيري، وهل كان في أصحاب الأقلام من انبرى للدفاع عن طه حسين غير تلميذه وصديقه زكي مبارك. لقد ذكرتك بالخير في جميع مؤلفاتي؟. فهل يضيع عندك كل هذا المعروف لأنى بددت أوهامك في كتاب (النثر الفني)؟".
وبالرغم من ذلك الصراع الشديد فإن زكي مبارك دافع عن طه حسين مجددًا عندما أصدر إسماعيل صدقي باشا، رئيس الوزراء قرارًا باستبعاده من الجامعة، وظل يدافع عنه حتى عاد مرة أخرى، إلا أن طه حسين لم يرد الجميل ورفض تجديد عقد زكي مبارك، بل وفصله من الجامعة، فكتب زكي مبارك: "لو جاع أولادي لشويت طه حسين وأطعمتهم لحمه".
قال عنه العقاد: هو كاتب بلا شخصية ولا طابع، وقال عنه إبراهيم المازنى: إنه لو أخلى كتابته من الحديث عن زكى مبارك لكان أحسن مما هو عليه، أما أحمد حسن الزيات فقد أنصفه وأثنى عليه، وقال عنه: إنه لون من ألوان الأدب المعاصر ولا بد منه ولا حيلة فيه، هو الملاكم الأدبى في ثقافتنا الحديثة.