“الإيمان بضع وسبعون شعبة” حديث سلط الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، الضوء على معناه، مشيراً إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الإيمان شُعَبا يجعل لها أعلى ويجعل لها أدنى.
ما المقصود بقول النبي "الإيمان بضع وسبعون شعبة"؟
وتابع علي جمعة من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وهو يعلمنا؛ يعلمنا عبادة الله .. يعلمنا عمارة الكون .. يعلمنا تزكية النفس وهو ينشئ منا أمةً تبني حضارة وتبلّغ الدين لمن بعدها ومن حولها .. ينشئ أمة تخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربها .. ينشئ أمةً تجاهد في سبيل الله، في قوة لا طغيان فيها، وفي رحمةٍ لا خذلان فيها - يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الإيمان بضع وسبعون شعبة؛ أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن طريق الناس، والحياء شعبة من شعب الإيمان) حديث في كلمات لكنه بنى أمة، ونرجو من الله سبحانه وتعالى وندعوه أن يبني نفوسنا كما بنى السلف الصالح، وأن يجعلنا خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن الله ونتوكل عليه.
ولفت إلى أن (الإيمان بضع وسبعون شعبة) والنبي ﷺ وهو يُشبّه الإيمان بشئٍ ذي شُعَب فإن ذلك يتناسب مع النفس البشرية التي تتشعّب صفاتها وتتشعّب سُبلها وتتراكب في تعقيدٍ وتركيبٍ عجيبٍ غريب يحتاج لذلك الإيمان ذي الشُعَب.
والنبي ﷺ وهو يجعل الإيمان شُعَبا يجعل لها أعلى ويجعل لها أدنى وينبّه على بعضها بما يحقق عبادة الله وعمارة الكون وتزكية النفس، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يجعل الإيمان شُعَبا فإنه يشير إلى أن الكفر أيضًا له شُعَب، وأن الكفر أيضًا له أعلى وهو ما يناقض لا إله إلا الله، وله أدنى وهو ما يناقض إماطة الأذى عن طريق الناس بأن يضع أحدُهم الأذى في طريق الناس، والطاعات كلها من شُعَب الإيمان والمعاصي كلها من شُعَب الكفر.
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ينبّه إلى ذلك الخلق الكريم: الحياء فإنه يحذر من قلة الحياء وهو الذي يقول: (مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) فالنبي ﷺ وكأنه يرسم لنا دائرة أعلاها وبدايتها والمدخل الصحيح هو لا إله إلا الله .. هو الإيمان بالغيب، ثم نسير في هذا الإيمان بشُعَبه المختلفة فإذ بنا نصل العقيدة بالعمل