تتداول أسعار الذهب بالقرب من أدنى مستوياتها في 3 أسابيع وذلك بعد الانخفاض الكبير الذي سجله المعدن النفيس منذ بداية الأسبوع بسبب البيانات الاقتصادية الأمريكية التي أعطت دفعة كبيرة للدولار الأمريكي، بينما فشل الذهب في الاستفادة من اعلان وكالة فيتش للتصنيف الائتماني عن خفض تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية.
يتداول سعر الذهب الفوري اليوم الخميس وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 1936 دولار للأونصة، بعد أن سجل أدنى مستوياته في 3 أسابيع عند 1930 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد انخفاض يوم أمس بنسبة 0.5%.
تتداول أسعار الذهب حالياً فوق مستوى المقاومة الهام 1930 دولار للأونصة، والذي يعد الحاجز الأخير قبل استكمال انخفاض الذهب لمستويات الـ 1900 دولار للأونصة.
انخفضت أسعار الذهب خلال اليومين الماضيين بمقدار 30 دولار للأونصة في ظل قوة الدولار وارتفاع العائد على السندات الأمريكية، ويعد السبب الرئيسية وراء هذا التراجع هو البيانات الاقتصادية الأمريكية التي قدمت دعم لسيناريو استمرار التشديد النقدي للبنك الفيدرالي وإمكانية رفع آخر في أسعار الفائدة خلال المتبقي من العام، بحسب جولد بيليون
يوم أمس صدر تقرير مؤشر ADP لوظائف القطاع الخاص الأمريكي عن شهر يوليو، وأظهر التقرير تسجيل وظائف جديدة بمقدار 324 ألف وظيفة مقارنة مع التوقعات 191 ألف والقراءة السابقة 455 ألف وظيفة.
تسببت البيانات في زيادة التوقعات بأن البنك الفيدرالي لا يزال أمامه الأريحية للقيام برفع جديد في أسعار الفائدة خاصة وأن قطاع العمالة مستمر في الأداء القوي، وهو الأمر الذي يدعم ارتفاع التضخم بشكل كبير.
قفز الدولار الأمريكي يوم أمس الأربعاء بنسبة 0.6% وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، واليوم استمر في الارتفاع أيضاً بنسبة 0.1% ليسجل أعلى مستوى منذ 4 أسابيع.
حصل الدولار الأمريكي على الدعم من البيانات الاقتصادية بالإضافة ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية، فقد ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات لليوم الرابع على التوالي وسجل أعلى مستوى منذ شهر نوفمبر 2022 عند 4.169%.
الذهب يرتبط بعلاقة عكسية مع الدولار وعوائد السندات، كون المعدن النفيس لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات التي تقدم عائد يرتفع بارتفاع الفائدة، كما يدعم هذا الدولار الذي يتم تسعير الذهب به وبالتالي يتحرك الذهب والدولار في علاقة عكسية
تنتظر الأسواق غداً بيانات تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي عن شهر يوليو، وهو التقرير الأهم في قياس أداء قطاع العمالة وصحة الاقتصاد الأمريكي، والذي قد يوضح للأسواق الخطوة القادمة للسياسة النقدية للبنك الفيدرالي.
صناديق الاستثمار في الذهب
أعلن مجلس الذهب العالمي هذا الأسبوع عن استمرار ضعف الطلب على صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال الربع الثاني من العام الجاري، حيث وصلت قيمة التدفقات الخارجة من الصناديق إلى 21 طن ذهب، وكانت أغلبية التدفقات الخارجة في شهر يونيو الماضي.
صندوق SPDR الاستثمار المدعوم بالذهب والذي يعد أكبر صندوق عالمي بإجمالي أصول تقترب من 60 مليار دولار، شهد انخفاض كبير هذا الأسبوع وسجل أدنى مستوياته منذ 3 أسابيع، وذلك في ظل انخفاض أسعار الذهب والبيانات الأمريكية التي تزيد توقعات رفع الفائدة من قبل الفيدرالي.
ولكن على الرغم من أن المستثمرين تجاهلوا الاستثمار في الذهب إلى حد كبير حتى الآن خلال عام 2023، فإن هناك إشارات مبكرة على أن المعنويات بدأت في التحول. وأن سوق الذهب لا يزال في وضع الانتظار والترقب حيث قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي إنه يبقي خياراته مفتوحة فيما يتعلق بسياسته النقدية.
وبالنظر إلى النصف الثاني من عام 2023 يتوقع مجلس الذهب العالمي أن سوق الطلب على صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب ينتظر محفزًا. وقد يكون هذا المحفز هو اعلان صريح من الفيدرالي على انهاء دورة رفع الفائدة.
أسعار الذهب في مصر
استقرت أسعار الذهب في مصر دون تغيرات تذكر في ظل انتظار الأسواق لقرار البنك المركزي المصري الذي يصدر في وقت لاحق اليوم، وتجاهلت الأسعار المحلية الانخفاض الكبير في سعر الذهب المحلي في ظل انفصال التسعير بين السوقين حالياً
سجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الخميس 2155 جنيه للجرام، وذلك بعد أن شهد ارتفاع محدود يوم أمس ليستمر التحرك في نطاق ضيق هو المسيطر على حركة السوق، بينما سجل الجنيه الذهب اليوم 17240 جنيه، وفق جولد بيليون.
استمر سوق الذهب المحلي في التحرك في نطاقات ضيقة خلال تداولات اليوم حيث تنتظر الأسواق اجتماع البنك المركزي المصري اليوم وقراره بشأن أسعار الفائدة، مع توقعات متزايدة في الأسواق أن البنك سيلجأ إلى تثبيت أسعار الفائدة.
الفائدة الحالية في البنك المركزي المصري عند 18.75% والتي تمثل سعر العملية الرئيسية للبنك، وذلك بعد قيام البنك برفع الفائدة بقدار 800 نقطة أساس في عام 2022 وبمقدار 200 نقطة أساس منذ بداية عام 2023 وحتى الآن.
رفع الفائدة في الوقت الحالي يزيد من ارتفاع تكلفة التمويل وبالتالي ينعكس على أسعار السلع للمستهلكين ليعود التضخم إلى الارتفاع، كما أن رفع الفائدة يزيد من الضغط على ميزانية الدولة خاصة أن الاستثمار في أدوات الدين لم تعد أولوية بالنسبة للحكومة.
من جهة أخرى نجد أن التضخم في مصر والذي وصل إلى مستوى قياسي عند 41% يرجع معظمه إلى تراجع القيمة الشرائية للعملة بسبب خفض قيمتها مقابل الدولار وصعوبة الحصول على العملة الصعبة للوفاء باحتياجات البلاد مما تسبب في نقص مخزون السلع وارتفاع الأسعار.
اذن لا يوجد داع أمام المركزي المصري لرفع الفائدة لأن رفع الفائدة لن يعالج أزمة التضخم الحالية الذي لا يعتمد على ارتفاع السيولة النقدية في الأسواق، وتكون توقعات تثبيت الفائدة هي الأكثر واقعية للوضع الحالي للاقتصاد المصري.
تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع المركزي المصري اليوم سيعمل على استمرار استقرار أسعار الذهب عند مستوياتها الحالية، خاصة مع عدم حدوث تأثير على سعر صرف الدولار في السوق الموازية الذي يستخدم في تسعير الذهب المحلي.
من جهة أخرى قام البنك التجاري الدولي CIB بطرح وديعة دولارية جديدة لمدة سنة بعائد 6% يصرف شهرياً، وحدد الحد الأدنى للوديعة عند 10 آلاف دولار، وذلك بعد أيام قليلة من شهادات البنك الأهلي وبنك مصر لأجل 3 سنوات وبعائد 7% كل 3 شهر بالدولار وعائد 9% تراكمي يصرف مقدما بالجنيه المصري.
هذا وتترقب الأسواق لمعرفة حجم الإيداعات التي ستحصل عليها البنوك وفقاً لهذه الشهادات الدولارية ومدى إقبال الأفراد عليها والذي سيوضح حجم الثقة لدى الأفراد في الأوضاع الحالية للاقتصاد المصري وسط مؤشرات مبدئية تشير إلى ارتفاع أعداد المتقدمين لهذه الشهادات بأكثر من المتوقع، وقد يعمل هذا على تحريك سعر صرف الدولار في السوق الموازية خلال الفترة القادمة بعد أن شهد استقرار وتراجع في الطلب منذ تصريح الرئيس المصري بأن سعر الصرف أمن قومي.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
سيطرت عمليات البيع على الذهب منذ بداية الأسبوع بسبب قوة الدولار، ودفعته إلى التوغل في منطقة الدعم الرئيسية وكسر المستوى 1940 دولار للأونصة، قبل أن يوقف الحد السفلي لمنطقة الدعم عند 1930 دولار للأونصة هذا الهبوط.
الآن يتداول الذهب عند مستويات حرجة كونه استطاع كسر المتوسط المتحرك لـ 100 يوم والتداول أسفله اليوم بعد أن أغلق تحته يوم أمس، بالإضافة إلى كسر مستوى التصحيح 50% للموجة الصاعدة الرئيسية بالإضافة إلى خط الاتجاه الصاعد للموجة الصاعدة التي بدأت نهاية شهر أكتوبر 2022.
الآن لم يتبقى دعم للذهب إلى المستوى 1930 دولار للأونصة، والذي في حالة كسره يفتح الباب إلى منطقة الدعم الرئيسية الأخرى عند 1910 – 1900 دولار للأونصة.
هذا وقد يتوقف كسر مستوى الدعم المذكور على بيانات تقرير الوظائف غداً إذا جاءت في عكس مصلحة الذهب، ولكن إذا قدمت دعم للذهب فقد يعاود الارتفاع لإعادة اختبار المستوى 1940 دولار للأونصة ومن بعده الارتفاع إلى المستوى 1950 دولار للأونصة وفي حالة كسره يفتح الباب لمنطقة المقاومة الرئيسية 1975 – 1980 دولار للأونصة مستغلاً تشبع المؤشرات الفنية بالبيع على المستويات اللحظية.
وبالنسبة لأسعار الذهب محلياً نجد أن سعر جرام الذهب عيار 21 يستمر في الحركة في نطاقات ضيقة بين 2150 – 2175 جنيه للجرام وكسر هذه المنطقة لأسفل يفتح الباب لمناطق 2130 – 2120 جنيه للجرام والتي قد يراها البعض مناسبة للشراء.