قال الفقهاء إن إطلاق البصر من أقوى أسلحة الشيطان التي يتسلل بها الى قلب المسلم فيصيبه الوهن والضعف ويقع في المعصية وكبائر الذنوب ، هذا فيما يخص ضعيف الإيمان، أما من كان قلبه عامرا بالإيمان ويتقوى بالذكر والصلاة وقراءة القرآن فلا يستطيع الشيطان التسلل له ولا يتأثر بما يحدث حوله من فتن ومغريات .
واستدل الفقهاء بإجابة إبراهيم بن أدهم لشاب قال له: لا أستطيع أن أترك الذنب، فقال له: (إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، فقال الشاب: ومن أين آكل الرزق والرزق كله من الله؟ ثم قال له: إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في أرضه، فقال الشاب: وأين أذهب والأرض كلها لله؟ فقال له: أذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان لا يراك فيه ، فقال الشاب: وكيف ذلك والله لا تخفى عليه خافية؟ فقال له: أما تستحي من الله تعصيه وأنت تسكن في أرضه وتأكل من رزقه، وتعصيه وهو يراك؟ فتاب الشاب وحسنت توبته)، فعجل بالتوبة وارجع إلى الله قبل أن يدركك الأجل.
ولا يخفى عليك أن إطلاق البصر في النساء يقلل التركيز في الدراسة، ويذهب النوم، ويجلب الأتعاب، ويضع عرض الإنسان في مهب الريح؛ لأن الجزاء من جنس العمل، والمسلم يبدأ في صيانة عرضه بمحافظته على أعراض الآخرين.
كيف تعين نفسك على التخلص من هذه المعصية؟
1- اللجوء إلى الله بصدق.
2- البعد عن مواطن النساء.
3- إدراك اللذة والحلاوة التي يجدها من يغض بصره.
4- إدراك خطورة إطلاق البصر في الدنيا والآخرة.
5- تربية النفس على مراقبة من يعلم خائنة الأعين.
كيف أمتنع عن النظر للمحرمات؟
أكدت أمانة الفتوى بدار الإفتاء أن التوبة باللسان مع عزم القلب على العودة إلى المعصية فهى مرفوضة، بل تعتبر هى نفسها معصية.
أوضحت الإفتاء في إجابتها عن سؤال يقول صاحبه " كل ما أ قلع عن النظر للحرام، وأعاهد الله ،أعود للمعصية وأشعر بالضيق والندم كثيرا ، ماذا أفعل "؟ ، أنه إن صدقت التوبة النصوح ثم لعب الشيطان بالإنسان فأوقعه فى هذه المعصية أو فى غيرها، دون أن يكون هو ناويا لها ومخططا وعازما عليها، ثم تاب قبل الله توبته.
وأضافت الإفتاء أن من يرتكب ذنبا ثم يتوب يقبل الله توبته إذا كانت نصوحا، أى خالصة لوجه الله صادرة من القلب، يصحبها ندم على ما فات وعزم أكيد على عدم العود إلى المعصية، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسىٰ ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار".
أوضحت الإفتاء قائلة: لا تيأس من نفسك، وجدد التوبة كلما وقعت في الذنب، وأغلق الطرق التي تجعلك تنظر للحرام، كتقليل الدخول علي النت، أوالنظر للتلفاز، أو الجلوس في الطرقات العامة، أو مع أصدقاء السوء، وأكثر من الدعاء أن يصرف الله عنك ذلك، كما قال يوسف عليه السلام { وإلا تصرف عني كيدهن أصب اليهن وأكن من الجاهلين }.
هل النظر للنساء يبطل الوضوء ؟
أرسل شخص، سؤالا إلى الشيخ أبو بكر الشافعي، من علماء الأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية، يقول فيه: "هل النظر إلى النساء يبطل الوضوء"؟.
وردّ الشيخ أبو بكر قائلا: النظر إلى النساء بشهوة لا يبطل الوضوء لكنه محرم ، ويسبب موت القلب وفتنته، ويجر إلى المحرمات كمشاهدة العري والإباحيات والعادة السرية وزنا المحارم وغيرها ذلك، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { احفظ بصرك } وقال تعالى { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } .
وقال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية إن النظر الى محرم لا ينقض الوضوء إلا إذا أثار شهوته وشعرت بهذه الشهوة، فيجب على من يري شيئا محرمًا ان لا يمعن نظره فيه.