في تاريخ 14 أغسطس، تتجدد ذكرى فض اعتصام رابعة والنهضة المسلحين، وهي الأحداث التي وقعت بتحريض من جماعة الإخوان الإرهابية وأصبحت حدثًا إرهابيًا مدبرًا بالتخطيط من قياداتها. فهذه الجماعة الإرهابية سقطت من حسابات المصريين منذ ذلك التاريخ، وأصبحت ذكرى مؤلمة لما حدث من جرائم قتل وتخريب واستفزاز لإرادة المصريين. وفي هذه السطور، سنستعرض بالتفصيل ما حدث في أحداث فض اعتصام رابعة والنهضة المسلحين نظرا لأهمية الحفاظ على الذاكرة التاريخية والتحذير من خطر الإرهاب.
جماعة الإخوان الإرهابية
وقبل أن نتطرق إلى أحداث فض اعتصام رابعة والنهضة المسلحين، يجب أن نتعرف أولاً على جماعة الإخوان الإرهابية. فإنها جماعة دينية وسياسية تسعى إلى تحقيق أهدافها الإرهابية من خلال العنف والإرهاب. ومنذ فشلها في تحقيق أهدافها بطرق سلمية، قامت الجماعة بتنفيذ أعمال إرهابية واستهداف الدولة المصرية ومواطنيها.
الاعتصام والنهضة المسلحين
اعتصام رابعة العدوية والنهضة المسلحين كما وصفه المراقبون وأبناء الشعب المصري فأنه كان اعتصاماً مسلحاً من الدرجة الأولى. وكانت هذه المحاولة مستميتة من قبل الإخوان لتأسيس حركة تمرد مسلحة تستهدف الخروج على الدولة المصرية التي ولدت من رحم ثورة 30 يونيو. وبالفعل، اشتهر هذا الاعتصام بالعنف والإرهاب الذي قامت به الجماعة وأعضاؤها.
جرائم الإخوان والتخريب
ومع بداية من صباح 14 أغسطس 2013، ومع بداية عملية الفض، ظهرت ما لم يكن أحد يتوقعه، وهو هروب جميع قيادات الإخوان من الاعتصام، تاركين أنصارهم لمواجهة الدولة. واشتبك بعض أعضاء الجماعة مع قوات الأمن وأطلقوا النيران، مما اضطر قوات الأمن للتعامل معهم بحزم. تحقيقات النيابة العامة سجلت 66 واقعة من وقائع الحرق والتدمير لدور العبادة، إذ أرادت الجماعة إشعال الفتنة الطائفية وإدخال الدولة في حرب أهلية.
استفزاز إرادة المصريين
استفزت جماعة الإخوان إرادة المصريين بتنفيذ أعمال إرهابية وجرائم قتل بشعة، حيث تمت محاولة فتح ممر آمن لخروج المعتصمين سالمين، لكنها رفضت هذا الحل وسعت لزعزعة الأمن والاستقرار. بدلاً من الالتزام بالسلمية، استخدمت العنف والقتل لتحقيق أهدافها الإرهابية.
الدولة المصرية بكل أجهزتها ومؤسساتها حاولت بأقصى جهد إنهاء اعتصامي "رابعة، والنهضة" بكافة الطرق والسبل السلمية الممكنة، بدأت الدولة بفتح الطرق لجميع الوساطات عبر أطراف داخلية وخارجية دولية، وذلك بغرض حرص الدولة على السلامة العامة ودون تعريض أياَ من الأطراف للمواجهة، لأنه من المؤكد أنه سيدفع ثمنها بالأساس من ألقت بهم الجماعة فى الصفوف الأولى للاعتصام ليكونوا فى مواجهة الدولة.
أخونة الدولة
ويعتبر فض اعتصام رابعة والنهضة المسلحين مثالًا لاستفزاز إرادة المصريين واستخدام العنف والإرهاب في أطروحات سياسية دينية. قامت الجماعة بمحاولة "أخونة الدولة" وتقويض النظام السياسي والاجتماعي في مصر. لكنها فشلت في هذه المحاولة، حيث تحول التعاطف معهم إلى كره، وباتت ذكراهم مؤلمة في ذاكرة الشعب المصري.
خطر الإرهاب وأهمية الذاكرة التاريخية
يجب أن يبقى فض اعتصام رابعة والنهضة المسلحين حدثًا تاريخيًا مهمًا للشعب المصري، لكي يتذكر دائمًا أهمية مكافحة الإرهاب والحفاظ على استقرار الدولة وأمنها. ويجب توثيق هذه الأحداث بشكل كامل ودقيق، لكي لا تنسى الأجيال القادمة الدروس التي يمكن أن تستفيدها من ما حدث في الماضي.
وقد تعرضت محافظة المنيا بصعيد مصر لأكبر نصيب من هذه الهجمات، حيث تم حرق عدد من الكنائس القبطية، بما في ذلك كنيسة مارجرجس ودير العذراء الأثري وغيرها، بالإضافة إلى نهب وتدمير منازل المسيحيين وممتلكاتهم.
كما تم تسجيل أعمال تخريب وحرق للكنائس في محافظات أخرى مثل الجيزة والفيوم وسيناء وسوهاج والأقصر وبني سويف وسوهاج والسويس. وقامت جماعة الإخوان الإرهابية أيضا بحصار عدة كنائس في الوقت نفسه، لكن قوات الأمن تصدت لهم ومنعتهم من اقتحام هذه المباني.
وأكد خبير قانوني ومحامي بالنقض، محمود البدوي، أن الأحداث الدامية التي شهدتها مصر بعد فض اعتصام رابعة المسلح في أغسطس 2013 كانت نتيجة استخدام جماعة الإخوان الإرهابية للعنف والفوضى وإراقة الدماء.
وأكد البدوي أن هذه الأحداث شابهت الأحداث التي وقعت في ثورة يناير 2011، حيث حاول أنصار الرئيس المعزول محاولة احتلال ميدان مصطفى محمود، مما أدى إلى حالة من العنف المفرط وترويع المواطنين واستهداف المنشآت الشرطية والكنائس في السويس ومحافظات أخرى.
وأشاد الخبير القانوني بالدور الوطني للقوات المسلحة المصرية وقوات الشرطة في التصدي لأعمال العنف التي قامت بها جماعة الإخوان المحظورة ومليشياتها المسلحة خلال المسيرات في عدد من المحافظات. كما أكد أهمية دور الجيش وقوات الشرطة في مواجهة الإرهاب وحماية الشعب المصري واحترام إرادته.
وأعترفت جماعة الإخوان الإرهابية رسميًا بتنفيذها لأعمال حرق الكنائس المصرية بعد فض اعتصام رابعة والنهضة المسلح في 2013، وأظهرت بياناتهم الرسمية تورطهم في هذه الأعمال الإرهابية واستخدامهم لأساليب العنف والتخريب.
وأضاف المحامي والخبير القانوني أيمن محفوظ، أن جماعة الإخوان الإرهابية اعترفت رسميًا بتنفيذها لأعمال حرق الكنائس المصرية بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلح في عام 2013، وذلك من خلال إصدار عدد من البيانات على صفحاتهم الرسمية وخاصة الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة بحلوان. وفي هذه البيانات، أكدت جماعة الإخوان المشاركة في عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
فيديو يوضح عملية فض اعتصام رابعة العدوية
وقد تم توثيق فيديو يوضح حقيقة عملية فض اعتصام رابعة العدوية، حيث يُظهر الآلاف من المعتصمين خروجهم بشكل سلمي وآمن من الاعتصام من خلال الممر الآمن الذي أعده قوات الأمن، وتأمينه بوجود عناصر من الشرطة. وهذا ينفي الشائعات والأكاذيب التي أطلقتها جماعة الإخوان الإرهابية حول عملية فض الاعتصام.
من جهة أخرى، استعان المسلسل التلفزيوني "الاختيار 2" بمشاهد حقيقية لعملية فض اعتصام رابعة العدوية، وعرضت المشاهد التي تُظهر استهداف قوات الأمن بإطلاق النيران من قبل عناصر مسلحة داخل الاعتصام. وقد تم تضمين هذه المشاهد لإبراز الحقيقة وتوضيح ظروف العملية.
هذه المعلومات تبرز أهمية الكشف عن الحقائق وتفنيد الشائعات والأكاذيب التي يروج لها الإرهابيون لخداع الناس وتحويل الحقائق على نحو غير دقيق. وتعزز هذه الفعالية من الوعي العام بأهمية توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف والحفاظ على أمن واستقرار مصر.
الثمن كان باهظًا
وذكر الإعلامي أحمد موسى أن جماعة الإخوان الإرهابية قامت بتفجير المصانع والشركات ومديريات الأمن بهدف إثبات أن مصر غير آمنة. وأكد أن رجال القوات المسلحة والشرطة نجحوا في استعادة الأمن والاستقرار لمصر، وبفضل جهودهم أصبحت البلاد آمنة، لكن الثمن كان باهظًا.
وأضاف أن الأزمات الحالية لا تعدو أن تكون أمام نعمة الأمن التي حققتها مصر. وشدد على أن شعور المواطنين بالأمان في منازلهم له ثمن باهظ، حيث كانت البيوت غير آمنة خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وكان الكثير من المواطنين يخافون من إرسال أولادهم للمدارس.
وكشف أن ثروت الخرباوي، القيادي الإخواني المنشق، قد فضح الجماعة الإرهابية بعدما عاش بينهم لسنوات طويلة، وقال إنه كان عضوًا في لجنة تقصي الحقائق ويعلم حقيقة ما قامت به الإخوان خلال اعتصام رابعة.
قتلوا بعضهم البعض
وأكد أحمد موسى أن الإخوان الإرهابيين دفنوا 48 جثة في مقابر الصدقة خلال اعتصام رابعة ولم يتم الكشف عن هوياتهم طوال 10 سنوات الماضية. وأشار إلى أنهم قتلوا بعضهم البعض خلال الاعتصام المسلح في رابعة، بينما تعاملت وزارة الداخلية بأقصى درجات ضبط النفس في تلك الفترة.
هذه الأعمال الإرهابية تعكس مدى العنف والتطرف الذي تتبناه جماعة الإخوان، وتؤكد ضرورة مكافحة الإرهاب بكل قوة وحزم. ويجب أن يبقى ذكرى هذه الأحداث محفورة في ذاكرة الشعب المصري لتذكير الأجيال القادمة بأهمية الوقوف ضد الإرهاب والتطرف والحفاظ على أمن البلاد واستقرارها.