السرحان يعترينا كثيرًا فنقف فى الصلاة ربما تأخذنا بعض الأفكار وهذا خطأ لأن الإنسان إذا هيأ نفسه للصلاة عليه أن لا يفكر فى أى أمر من أمور الدنيا، لذلك كان أحد الصالحين يوصى ابنه ويقول ( يابني إذا وقفت فصلى صلاة مودع)، هكذا رد الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال لقائه ببرنامج السائل والفقيه المذاع عبر موجات إذاعة القران الكريم، عن سؤال ورد اليه مضمونة:" هل السهو في الصلاة يوجب سجود السهو؟".
سرح وهو يصلي فهل عليه سجود سهو؟
وأجاب عثمان، قائلًا: إن من سرح أثناء صلاته فليس عليه سجود سهو والدليل على ذلك قوله تعالى :"الذين هم عن صلاتهم ساهون" والحمدلله الذى لم يقل :فى صلاتهم ساهون.
وأشار إلى أنه لو استحضر الإنسان عظمة الصلاة وأنه واقف بين يدي الله سيترك هذه الوساوس التى تأتى إليه، فإذا ما سرح بفكرة طالما أنه لم يترك ركن من الأركان فالصلاة صحيحة وليس عليه سجود سهو.
علاج السهو في الصلاة
قال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء: إن علاج السهو الشديد في الصلاة هو أن يُهيئ المصلي نفسه قبل الصلاة بدقيقتين أو ثلاث بأنه سيصلي ويقف بين يد مالك الملك الله عز وجل.
لافتًا إلى أنه يجب المحافظة على السُنة القبلية للصلاة لأنها تمهّد القلب والعقل والجوارح لأداء الفريضة.
وأضاف أمين الفتوى خلال البث المباشر على صفحة دار الإفتاء، قائلا: إذا أراد المصلي أن يخشع في الصلاة ويشعر بها سيخشع إذا أراد ذلك.
مشيرا إلى أنه يجب الحرص على الذكر والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل كل صلاة وأداء السنة ثم استحضار عظمة الله عز وجل وادخل في الصلاة بهدوء وسكينة.
ودعا إلى المواظبة على دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام مباشرة بأن يقول المصلي:" اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب , اللهم نقني من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم " ويشرع في قراءة الفاتحة".
هل يجوز الاستعاذة أثناء الصلاة لمقاومة السرحان ؟
قالت دار الإفتاء، إنه يستحب الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان عند وسوسته في أثناء الصلاة، لتحصيل الخشوع في الصلاة، مشيرة إلى أنه لا حرج في التعوذ من وسوسة الشيطان أثناء الصلاة، ولا تبطل الصلاة بهذا.
واستشهدت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «هل التعوذ من الشيطان أثناء الصلاة من أجل عدم السرحان أمر جائز؟» بما روي عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ رضي الله عنه أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي؛ يَلْبِسُهَا عَلَيَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا»، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي. أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
ونقلت قول الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (14/ 190، ط. دار إحياء التراث العربي): [وَفِي هَذَا الحديث استحباب التعوذ من الشيطان عند وَسْوَسَتِهِ مَعَ التَّفْلِ عَنْ الْيَسَارِ ثَلَاثًا] .