يتساءل الكثيرون ممن فاتهم يومين من الأيام البيض أي يوم الثالث عشر والرابع عشر، ويعرفون فضل صيام الأيام البيض في شهر محرم الهجري عن هل يجوز صيام الخامس عشر من محرم اليوم الأربعاء فقط أي هل يجوز صيام يوم واحد فقط من الأيام البيض ؟، حيث إن اليوم الأربعاء هو نصف محرم ويوافق الخامس عشر من محرم وآخر الأيام البيض ، الذي يعد فرصة أخيرة لنيل هذا الفضل والثواب ، الذي أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- باغتنامه ، وهذا ما يطرح السؤال عن هل يجوز صيام الخامس عشر من محرم اليوم الأربعاء فقط أي صيام يوم واحد من الأيام البيض إذا كان يوم النصف من محرم ؟.
هل يجوز صيام الخامس عشر من محرم فقط
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، إن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، صيام 3 أيام من كل شهر هجري؛ وهي: 13و14و15 من كل شهر هجري.
واستشهد «عويضة» عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: هل يجوز صيام الخامس عشر من محرم اليوم الأربعاء فقط أي يوم واحد من الأيام البيض ؟، بما رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام» متفق عليه.
وأوضح أنه يجوز لمن لم يستطع صيام 13و14و15 من الشهر الهجري، أن يصوم غيرها 3 أيام، مستندًا في قوله على ما ذُكر أن أبا هريرة (راوي الحديث) كان يقول: لا أبالي من أي أيام الشهر صمت، موضحًا أنه يجوز للعبد أن يصوم من أول الشهر أو آخره أو منتصفه لكن الأفضل صيام الـ 13 والـ14، والـ15، لما ورد عن أبي ذر قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِذا صُمْتَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثًا، فَصُمْ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبعَ عَشْرَةَ، وخَمْسَ عَشْرَةَ رواه الترمِذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.
وتابع: وأما من فاته صيام يوم من الأيام البيض أو فاته صيام أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، فإنه يمكنه أن يصوم أي ثلاثة أيام في الشهر ولا شئ عليه، فمن السُنة صيام الأيام الثلاثة كاملة وهذا هو المستحب ، أما من صام يومين أو واحد فقط فيجوز ولكن لن يأخذ أجر الثلاثة أيام ، كما يجوز تعويض اليوم الفائت بيوم آخر من أيام الشهر ، فما لا يدرك كله لا يترك جله.
وأضاف العلماء أنه يجوز صيام الأيام البيض متفرقة وليست متتالية، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم كذلك ، فلا يشترط أن تصم ١٣ ، و١٤ ،١٥ فيجوز أن تختار ٣ أيام طوال الشهر ، ولكن يفضل صيام الأيام البيض ، ومن السنة أن تصوم الأيام الثلاثة كاملة وهذا هو المستحب ، أما إذا صمت يومين أو واحد فقط فيجوز ولكن لن تأخذ أجر الثلاثة أيام ، كما يجوز لك أن تعوض اليوم الفائت بيوم آخر من أيام الشهر ، فمن لا يدرك كله لا يترك جله، ويجوز صيام الأيام البيض متفرقة وليست متتالية، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم كذلك ،فلا يشترط أن تصم ١٣ ، و١٤ ،١٥ فيجوز أن تختار ٣ أيام طوال الشهر ، ولكن يفضل صيام الأيام البيض .
صيام يوم 15 محرم فقط
وأشارت دار الإفتاء المصرية، في صيام يوم واحد من الأيام البيض ، إلى أنه يجوز للإنسان أن يصوم في شهر محرم ما شاء الله له أن يصوم، فكل هذا من باب فعل الخير والتقرب إلى الله، بالإضافة إلى استحباب الصوم يومي الإثنين والخميس، والأيام البيض 13 و14 و15.
وأفادت “ الإفتاء” بأنه يُستحب صيام الأيام البيض من شهر محرم ، حيث يكون لها فضل عظيم، فقد وردت بعض الأحاديث النبوية عن فضلها منها، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة).
ودللت بما ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله)، منوهة بأن شهر محرم من الأشهر الحرم.
فضل صيام الخامس عشر من محرم
ونبهت إلى أن من فضل صيام يوم واحد من الأيام البيض أن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا».
ولفتت إلى أن الخريف هو السَّنة، والمراد: مسيرة سبعين سنة مُتفق عليه، وعليه فإن صيام يوم في شهر رجب المبارك تبعد الإنسان عن النار مسيرة 70 سنة، وقد خصّ نفسه سبحانه بالمجازاة عليها، فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ حَسَنَةَ ابْنِ آدَمَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَّا الصَّوْمَ، وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» أخرجه أحمد في مُسنده.
حكم صيام الأيام البيض
وأوصت دار الإفتاء المصرية، بصيام الأيام القمرية من كل شهر ويستحب صيام أيام البيض وهي ثلاثة من كل شهرٍ؛ والأمر ليس بواجب، فيثاب فاعله ولا يعاقب تاركه لما روى أبو هريرة قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ» رواه البخاري ومسلم.وثبتت أحاديث في الصحيح بصوم ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ من غير تعيينٍ لوقتها وظاهرها أنه متى صامها حصلت الفضيلة، وثبت في صحيح مسلمٍ عن معاذة العدوية، أنها سألت عائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهرٍ ثلاثة أيامٍ؟ قالت: نعم، قالت: قلت: من أي أيام الشهر؟ قالت: ما كان يبالي من أي أيام الشهر كان يصوم».
وجاء في غير مسلمٍ تخصيص أيام البيض في أحاديث، منها: حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صمت من الشهر ثلاثا فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة» رواه الترمذي والنسائي، قال الترمذي حديث حسن، وعن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ صيام الدهر أيام البيض ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة» رواه النسائي بإسنادٍ حسنٍ، وأيام البيض، أي أيام الليالي البيض.
واستحب العلماء صوم أيام البيض، وقالوا: وهي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، هذا هو الصحيح المشهور، وأما سبب تسمية هذه الليالي بيضا فقال الجمهور: لأنها تبيض بطلوع القمر من أولها إلى آخرها، وقيل غير ذلك